جيش الكونغو الديمقراطية يواجه اسلاميين اوغنديين تلقوا الدعم من حركة الشباب الاسلامية الصومالية اضافة الى حركة التمرد في كيفو الشمالية
17 - يوليو - 2013
حجم الخط
0
كينشاسا – ا ف ب : اعربت جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تواجه حركة ام-23 المتمردة في كيفو الشمالية، عن القلق من عودة حركة تمرد اوغندية قديمة يعتقد انها تلقت الدعم من حركة الشباب الاسلامية الصومالية، الى تلك الولاية الحدودية. وتعرضت خمس بلدات في كيفو الشمالية منذ عشرة ايام الى هجمات وعمليات نهب من ايه دي اف-نالو (القوات الديمقراطية المتحالفة) ودفعت اعمال العنف بنحو 65 الف كونغولي الى اللجوء الى اوغندا المجاورة، على ما افاد الصليب الاحمر الاوغندي. وهاجم المتمردون الاوغنديون الاسبوع الماضي مجددا بلدة كامانغو قبل ان تدحرهم القوات الكونغولية وقال الجيش ان المتمردين رحلوا حينها الى جبال روينزوري التي تقع على الحدود التي يحتلون تلالها منذ سنوات. وتطال اعمال العنف تلك المنطقة في ‘الشمال الكبير’ وهي القسم الشمالي من ولاية كيفو الشمالية الحدودية مع اوغندا بين بحيرتي البرت وادوارد، معقل قومية ناندي. وحذر خبير عسكري غربي من ان المنطقة اصبحت عبارة عن ‘برميل بارود’ متخوفا ان تتحول حركة التمرد الى مصدر اضطرابات تستند الى مطالب اتنية الناندي التي تشكو اليوم من اجحاف كينشاسا بحقها. وقد تأسست القوات الديمقراطية المتحالفة منتصف التسعينيات من اندماج حركتين مسلحتين تعارضان الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني الذي يحكم البلاد منذ 1986، وقد اختفى الجيش الوطني لتحرير اوغندا في الاثناء والذي كان يعرف اختصارا باسم ‘نالو’ لكن الحركة احتفظت باسم ايه دي اف-نالو. وكانت حركة ايه دي اف التي دعمها السودان في فترة ما، تتكون اساسا من ناشطي تابليك، وهي حركة دعوة اسلامية اشتد تطرف مقاتليها على مر السنوات. واصبحت ايه دي اف-نالو اليوم تتكون فقط من اسلاميين يتزعمها منذ 2007 جميل موكولو، وهو مسيحي اعتنق الاسلام، وادرجتها الولايات المتحدة على لائحتها للمنظمات الارهابية منذ 2001 وبات جميل موكولو يخضع لعقوبات الامم المتحدة منذ 2001 والاتحاد الاوروبي منذ 2012. وقد كان مقاتلوه دائما يجدون ملجأ في زائير التي اصبحت جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ 1997، على سفح جبال روينزوري الخضراء البركانية التي يبلغ ارتفاع قمتها خمسة الاف متر، يزرعون فيها القهوة ويتبادلون منتجاتهم مع السكان المحليين المتحالفين معهم. وقد استفادت ايه دي اف- نالو طويلا من تسامح كينشاسا التي غالبا ما كانت علاقتها مع اوغندا متوترة، كما افادت مجموعة الازمات الدولية في تقرير في كانون الاول/ديسمبر الماضي. واستهدف هجوم مشترك شنه الجيش وقوات الامم المتحدة في الكونغو الدمقراطية (مونوك التي تحولت الى مونوسكو) حركة التمرد لاول مرة في 2005 وفي 2010 شن الجيش هجوما جديدا على الحركة التي دمرت معسكراتها واسفرت المعارك عن نزوح الاف الاشخاص. غير ان الجيش الكونغولي ركز منذ سنة كفاحه على حركة ام23 المنتشرة ايضا في كيفو الشمالية والى الجنوب من هناك من حول العاصمة الاقليمية غوما. وكانت حركة ايه دي اف-نالو التي حاربت خصوصا النظام الاوغندي من 1996 الى 2001، تعتبر دائما خطرا على كمبالا التي تتهمها بانتظام بالتواطؤ مع حركة الشباب الاسلامية الصومالية المتطرفة. وفي 2011، اكد عناصر من اجهزة الاستخبارات الاوغندية ان عناصر من هذه الحركة تدربوا على صنع العبوات اليدوية الصنع على يد حركة الشباب. وتعد اوغندا اقلية اسلامية كبيرة تضم حوالى عشرة بالمئة من سكانها وتنشر منذ 2007 الالاف من قواتها المسلحة في الصومال لمكافحة حركة الشباب. واعلن الناطق باسم حكومة كينشاسا لامبرت ميندي الاثنين ان ايه دي اف- نالو متواطئة مع ‘مقاتلي الشباب’ وقال انها تشكل ‘خطرا كبيرا على امن وسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية’. وقال ميندي ان حركة ‘الشباب في بلادنا’ وتحدث من جهة اخرى عن وجود مرتزقة صوماليين قبل شهرين في صفوف تلك الحركة. واعتبرت مجموعة الازمات الدولية ان الحركة المسلحة الوحيدة في شرق الكونغو ‘التي تعتبر منظمة ارهابية تنتمي الى الجماعة الاسلامية لشرق افريقيا’. غير ان المجموعة رأت ان التعاون المباشر بين الشباب وحركة اي دي اف تظل ‘افتراضا لا سيما ان الحكومة الاوغندية تستعمل الخطر الارهابي لاغراض داخلية وخارجية’. وفي تقرير صدر في العشرين من حزيران/يونيو حول الكونغو الديمقراطية قال خبراء من الامم المتحدة ان ‘اثنين من المقاتلين السابقين في حركة ايه دي اف واجهزة الاستخبارات الاوغندية، اكدوا ان ‘ايه دي اف’، تلقت تحويلات مالية عبر لندن وكينيا واوغندا جمعها وسطاء كونغوليين في بيني وبوتمبو’ في كيفو الشمالية. وقال خبراء امميون استنادا الى المصادر ذاتها ان ايه دي اف تتمول ايضا عبر شبكة من سيارت الاجرة تعمل في المنطقة الحدودية وتستغل الذهب وتصدير الخشب في اوغندا. وقالت مجموعة الازمات الدولية ان ايه دي اف-مالو ما زالت ‘تقاوم الجيش الكونغولي’ وان ‘مقاومة’ هذه الحركة ‘تعود لموقعها الجيوستراتيجي واندماجها في الاقتصاد العابر الحدود والفساد في صفوف قوات الامن’. لكن ايه دي اف- نالو ‘لا تشكل خطرا يزعزع الاستقرار على غرار حركة ام23’ التي ينتشر مقاتلوها على مشارف مدينة غوما.