أنقرة-ملتم بولور:
يرى خبراء أتراك، أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكن لها أن تستغل تنظيم الدولة الإسلامية من وقت لآخر بهدف إضعاف منافسيها في المنطقة.
وفي مقابلة مع الأناضول، أشار الخبير في المركز التركي للأبحاث الاستراتيجية في شؤون الشرق الأوسط (أورسام)، أويتون أورهان، إلى وجود منافسة بين النظام السوري من جهة ومنظمة “ب ي د/بي كا كا” المدعومة أمريكيا من جهة ثانية، للسيطرة على المناطق النفطية شرقي سوريا، وعلى الحدود السورية مع العراق.
وقال أورهان: “اعتقد أن أمريكا وب ي د/ بي كا كا، تأملان أن يواجه النظام السوري المدعوم من قبل إيران المزيد من المشاكل في دير الزور، عبر توجيه المنظمة قواتها الموجودة في الرقة إلى دير الزور”.
وأضاف: “يمكن لأمريكا أن تستغل تنظيم الدولة من وقت لآخر، بغية إضعاف منافسيها في سوريا والعراق. غير أن الخطوة ستثير الشك في مصداقية إدارة واشنطن بشأن محاربة تنظيم الدولة.
أما عضو هيئة التدريس سابق، البروفيسور أرسين أونولدوران، فقال إن: “المنطقة التي تقع ضمنها الرقة أيضا (شمال شرقي سوريا)، غير مستقرة”.
ولفت إلى أن إرسال واشنطن جنود إلى الخارج بعد حرب فيتنام تعد مسألة مثيرة للجدل لاسيما أن إرسالها جنودا في حرب العراق (2003) نجم عنه نتائج سلبية.
وتابع في ذات السياق: “أمريكا تتوصل إلى الحلول عبر استخدام قوات محلية بالقدر المستطاع”.
وأضاف: “وفي هذا الصدد فإن المسألة الرئيسية هي التمييز بين المجموعات الجيدة والسيئة”.
وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها توصلت إلى أدلة حول حماية التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، في سوريا.
وفي 17 أكتوبر الماضي، أعلن تنظيم “ب ي د” الإرهابي، فرض سيطرته بشكل كامل على الرقة، بعد استسلام ما تبقى من عناصر تنظيم الدولة الإرهابي فيها.
وبحسب معلومات حصل عليها مراسل الأناضول، من مصادر محلية منتصف أكتوبر/تشرين أول الماضي، فإن مباحثات استمرت لاسبوع بين التنظيمين الإرهابيين.
وأسفرت المباحثات عن التوصل الى اتفاق، سمح بموجبه تنظيم “بي كا كا/ب ي د” للمقاتلين المحليين التابعين لتنظيم الدولة، بترك الرقة، والتوجه لريف دير الزور.
وأمس، نفت وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاغون) ضلوعها في اتفاق سري بين تنظيمي “بي كا كا/ب ي د”، وتنظيم الدولة ، ليغادر الأخير مدينة الرقة، مشيرة بالوقت ذاته احترامها للاتفاق.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها متحدث البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط إريك باهون، لمراسل الأناضول، حول الأخبار التي تحدثت عن الاتفاق المذكور.
واعتبر باهون الاتفاق “حلًا محليًا لمشكلة محلية”.