خبراء: علاقات بايدن العميقة مع إسرائيل قد تخفف التوتر الذي نشأ في عهد أوباما

حجم الخط
2

القدس: التقى جو بايدن خلال رحلته الأولى إلى إسرائيل في عام 1973 رئيسة الوزراء غولدا مئير التي حدثته بالتفصيل بين سيجارة وأخرى عن التهديدات الأمنية في المنطقة قبل أيام من حرب تشرين الأول/ أكتوبر.

ووصف بايدن المنتخب حديثاً حينها كعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي اجتماعه مع مئير لاحقاً بأنه “كان من أكثر الاجتماعات أهمية” من حيث تأثيره على حياته. وظل خلال أربعين سنة من مسيرته السياسية مدافعاً قوياً عن إسرائيل لا سيما في ما يتعلق بمواقفه من النزاع الفلسطيني.

وسيواجه بايدن الذي سيسميه الحزب الديموقراطي رسمياً مرشحه للرئاسة الأسبوع المقبل، دونالد ترامب رئيساً وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه أفضل صديق لإسرائيل حل في البيت الأبيض على الإطلاق.

ولم يكن بالأمر الخفي التوتر الذي شاب علاقة نتنياهو مع الرئيس السابق باراك أوباما الذي كان بايدن نائبه.

لكن بعض الخبراء يقولون إن فوز بايدن سيكون موضع ترحيب من المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية وليس فقط من قبل خصوم نتنياهو اليساريين.

إذ عُرف بايدن بأنه مؤيد صريح لإسرائيل، حيث قال في خطاب ألقاه عام 2015 إنه يجب على الولايات المتحدة التمسك “بوعدها المقدس بحماية وطن الشعب اليهودي”.

مثل هذا التاريخ في الدفاع عن إسرائيل هو مفتاح لكسب ثقة القادة الإسرائيليين الحساسين لما يوجه لإسرائيل من انتقادات في المحافل الدولية.

وقال نداف تامير الدبلوماسي السابق ومستشار السياسة الخارجية للرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز: “نحب الأشخاص الذين يحبوننا”.

وأكد: “ما من شك في أن بايدن صديق يكن مشاعر قوية جداً تجاه اسرائيل”.

لكن الخبراء أشاروا إلى أن بايدن يمكنه أيضاً استعادة الدور الأمريكي التقليدي كمحاور بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد أن قطعت السلطة الفلسطينية العلاقات مع ترامب واتهمته بالتحيز الصارخ لإسرائيل.

وقال تامير إن بايدن “سيفعل أفضل بكثير من ترامب فيما يتعلق بالقضايا الفعلية لأنه يدرك أن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ليس لعبة متعادلة نتيجتها صفر”.

ليس مجرد نائب للرئيس أوباما

عمل بايدن مع إدارة أوباما التي تصادمت في كثير من الأحيان مع إسرائيل.

لقد غضب نتنياهو بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، وفي تصرف غير مسبوق منافٍ للأعراف الدبلوماسية، أدانه أمام الكونغرس حيث تحدث بدعوة من الحزب الجمهوري حين لم يتلق دعوة من الرئاسة.

وقبل أسابيع قليلة من انتهاء ولاية أوباما، امتنعت واشنطن عن التصويت ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يدين بناء المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، وهو ما أثار غضب نتنياهو.

وقال إلداد شافيت من معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب: “لا يمكننا التغاضي عن الأمر. هناك مشكلة بين المسؤولين الإسرائيليين والديموقراطيين”.

لكن شافيت، ضابط المخابرات العسكرية السابق الذي عمل في مكتب نتنياهو من 2011 إلى 2015، شدد على أن بايدن شخصية مألوفة بالنسبة للطبقة السياسية في إسرائيل وهي ترتاح للتعامل معه.

وقال شافيت: “بايدن يعرفنا ونعرفه”.

السفارة في القدس

يمتد سجل مواقف بايدن في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى ما قبل بدء التوترات في سنوات أوباما.

فقد أيد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل عقدين من إقدام ترامب على ذلك مثيراً غضباً عالمياً.

كما أيد مشروع قانون أصدره مجلس الشيوخ عام 1995 يقضي بإقامة سفارة أمريكية في القدس بحلول عام 1999 قائلا إن الخطوة ستوجه “رسالة صائبة”.

وتقول حملة بايدن لعام 2020 إنه في حال انتخابه فإنه لن يعيد إلى تل أبيب السفارة التي نقلها ترامب إلى القدس، لكنه سيعيد فتح قنصلية في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل “للتواصل مع الفلسطينيين”.

كما رفض بايدن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط المثيرة للجدل واصفا إياها بأنها “حيلة سياسية” وتعهد بإجراء مفاوضات جديدة على أساس حل الدولتين مع الفلسطينيين.

ولم تُستشر السلطة الفلسطينية بشأن خطة ترامب التي رفضتها جملة وتفصيلا. بينما استشيرت حكومة نتنياهو بشكل كبير.

المواقف السياسية المريحة

وأعرب تامير عن قلقه من أن بايدن متمسك بالتقليد السياسي الأمريكي الذي يقوم على ترك الخلافات مع إسرائيل طي الكتمان.

فخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، رفض بايدن بشكل قاطع انتقاد الضربة الصاروخية الإسرائيلية على نابلس عام 2001 والتي أدت إلى قتل طفلين، قائلاً إن الخلافات مع إسرائيل يجب “البت فيها في جلسات خاصة”، حتى بعد أن أدانت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش الهجوم علناً.

وفي حين أن بايدن انتقد إسرائيل علنًا منذ ذلك الحين، قال تامير إنه لا يزال يميل بشكل طبيعي إلى مخاطبة الجماهير المؤيدة لإسرائيل ويشير إلى حبه لإسرائيل، بدون أن يقسو عليها.

وأضاف تامير: “إنه يحتاج إلى الخروج من منطقة مواقفه السياسية المريحة… والاستفادة من القوة العظمى التي يحظى بها” للضغط على إسرائيل للتفكير في اتخاذ قرارات صعبة ولكن ضرورية، مثل السعي لحل قابل للتطبيق مع الفلسطينيين.

وكما أشار شافيت، قد يضطر بايدن إلى تغيير نهجه تجاه إسرائيل لأن الحزب الديموقراطي يضم الآن متشككين بإسرائيل “أكثر تقدما” ولا سيما أنصار السناتور بيرني ساندرز الذي وصف نتنياهو بأنه “عنصري رجعي”.

وقال تامير إن مسألة ما إذا كان بايدن قادراً على تبني موقف عام أكثر صرامة تجاه إسرائيل “تبقى مفتوحة”.

وأضاف: “عليه أن يدفعنا، لأن النظام السياسي الإسرائيلي وصل إلى طريق مسدود لدرجة لا يمكنك معها التوصل إلى اتخاذ قرار تاريخي دون أن يتم دفعك”.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن كسيلة:

    ما هو سر كل هاته الحميمية مع كيان خارج على القانون الدولي و يعربد كما يشاء…..؟ ستسألون كلكم يوما عن هذا…..

  2. يقول ytgjytu:

    لا اتوقع بفوز هذا العجوز بالانتخابات المقبلة

إشترك في قائمتنا البريدية