خبراء: واشنطن جزء من المشكلة الخليجية

حجم الخط
0

 الدوحة – “القدس العربي” – إسماعيل طلاي: قال خبراء أكاديميون وعسكريون إن الولايات المتحدة الأمريكية، تسعى إلى حلحلة الأزمة الخليجية تكتيكياً للضغط على إيران واحتواء نفوذها، وأنها تعتبر جزءاً من المشكلة بما تعقده من صفقات مع أطراف الأزمة.

وأكد المتحدثون في منتدى الدوحة السادس للسياسات والاستراتيجيات، أن الوساطة الكويتية أشمل، باعتبار أن استمرار مجلس التعاون يعد أولوية استراتيجية مهمة لدى الكويت فهو مصدر أمن جماعي للخليج، مثمنين جهودها نحو رأب الصدع بين الأشقاء الخليجيين، ودورها في تقريب وجهات النظر من خلال استضافة القمة الخليجية وكأس الخليج واجتماع محافظي البنوك المركزية الخليجية وغيرها من اللقاءات التي تمثل فرصاً لإيجاد الحل.

كما ندّد المتحدثون بالحملات الإعلامية لدول الحصار ضد قطر، بهدف زرع الشقاق والترويج لشخصيات هامشية على أنها معارضة قطرية واستغلال مراكز الدراسات الغربية في الأزمة، مشددين على أن دول الخليج وشعوبها ليس لهم أدنى رغبة في انهيار المجلس لأن بقاءه في صالح الجميع.

 الشرق الأوسط تحوّل إلى أزمة إنسانية كبيرة

وقال اللواء الركن الدكتور حمد محمد المري قائد مركز الدراسات الإستراتيجية إن الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، يمرّ بمرحلة حرجة تهدد كيان الدول المستقرة، ويهدد التعايش المشترك بين شعوب تلك الدول بمخلتف مكوناته العرقية والدينية، موضحاً أن الأزمات حولت منطقة الشرق الاوسط لأزمة إنسانية كبيرة تستدعي التحرك العاجل لتسوية هذه الصراعات وضمان عودة المهجرين واللاجئين إلى بلدانهم.

وأشار المري إلى أن التحولات الفكرية على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري، تستدعي أن لا تمرّ مرور الكرام على مراكز الدراسات الاستراتيجية والخبراء والمفكرين، وأن “الأزمة الخليجية شكلت صدمة للجميع”.

وتابع قائلاً: “إن الصورة المستقرة في الأذهان عن دول الخليج منذ عقود قد تعرضت للاهتزاز بصورة شديدة، فبعد أن برز مجلس التعاون الخليجي بدوله الست كقوة جماعية بإمكانها ملء الفراغ الاستراتيجي في المنطقة بعد الثورات العربية، حيث تمكن المجلس من قيادة العمل العربي المشترك في ملفات كثيرة، برزت بوادر الأزمة الخليجية، التي أوصلتنا إلى مانحن عليه الآن، ممّا أثار قلقاً كبيراً على استقرار دول الخليج والوطن العربي”.

ونوّه المري بالوساطة الكويتية، قائلاً:”بالرغم من الصعوبات والعقبات التي تعرضت لها تلك الوساطة، إلا أن أمير دولة الكويت بذل جهوداً مضنية في سبيل حلحلة الأزمة، وهي جهود محل تقدير من قبل الجميع،” لافتاً إلى أنها قد حظيت بدعم اقليمي ودولي كبير.

 استعادة الأمن وإنهاء الصراعات في الشرق الأوسط مطلب ملح

وأكد اللواء المري أن “كل الدول والمنظمات والشخصيات المحبة للسلام مطالبة بالعمل على إنهاء الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الازمة الخليجية،” و “إن تحقيق الأمن لشعوب المنطقة واستعادة روح وقيم التعايش المشترك واحترام الآخر بات مطلباً ملحاً للجميع، فالأمن قيمة عظيمة ونعمة كبيرة تستحق بذل الجهد والتعاون والتنسيق فيما بيننا من أجل مستقبل أفضل لدولنا وشعوبنا”.

 طول الأزمة الخليجية ستترتب عنه آثار خطيرة لم تتحددّ ملامحها

وفي الشق الاقتصادي، وبمناسبة مرور 300 يوم من الحصار المفروض على قطر، أكد الخبراء أن حصار دولة قطر وما يمر بالمنطقة من أزمات أدى إلى تحول كبير في الاستثمارات، وضعف في حركة التجارة البينية، مما أثر على العمالة وهبوط نسب الناتج الإجمالي للدول، مشددين على أن طول الأزمة سيسفر عن نتائج خطيرة وأبعاداً صعبة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. وسيكون لها آثار سلبية مستقبلية كبيرة لم يتم تحديد ملامحها بعد أو “غير منظورة حالياً”.

وشدّد الخبراء المتحدثون في الندوة على أن الأزمات لا يمكن التعامل معها سياسياً وقانونياً فقط، لأنها تترك آثاراً غير قابلة للتصحيح، مؤكدين أنه لا بد من العمل على تحجيم آثارها، بحيث لا تؤثر على الذهنية المحلية. مثمنين دور دولة قطر في التعامل مع هذا الجانب بانتهاجها خطاباً معتدلاً بعيداً عن التشنج والعصبية، بالإضافة إلى أنها فتحت أبوابها لمواطني دول الحصار دون تمييز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية