دمشق – «القدس العربي» : استبق الحرس الثوري، الاجتماع العسكري الثلاثي في سوريا، والذي يجمع رئيس أركان الجيش الإيراني مع رئيسي أركان الجيشين العراقي والسوري اليوم، بالإعلان عن جيوش وفيالق عسكرية في سوريا والعراق بمعدل 100 ألف مقاتل في كل دولة، بالإضافة إلى الحديث عن تحقيق انتصارات لـ «الثورة الإيرانية» خارج البلاد، وكذلك لـ «محور المقاومة». «القدس العربي» كان لها رصد من خلال خبراء لأبعاد إعلان «الحرس الثوري» عن 200 ألف مقاتل لديه في سوريا والعراق.
رحال: رسائل… وتشكيك
تعليقاً على الإعلان الإيراني وضع العميد السوري المعارض أحمد رحال ضمن خانة «الخطوة التالية لخطوة استدعاء رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى طهران مؤخراً. في حين أن النظام الإيراني يجد نفسه على طاولة الإقصاء من سوريا عبر البوابة الإسرائيلية أو الأمريكية، أو عبر مسيرة المفاوضات الدولية بين الدول الكبرى، وبالتالي فإن زيارة مسؤولين عسكريين إيرانيين وعراقيين إلى دمشق، بالإضافة إلى التصريحات عن الجيوش والفيالق، فإن جميعها رسائل إلى أطراف متعددة، واحدة منها إلى موسكو وأخرى إلى تل أبيب، وصولاً إلى واشنطن، بأن طهران باقية في سوريا والعراق، وبأنها ستدافع عن مصالحها حتى اللحظات الأخيرة.
الحاج جاسم: إعلان احتلال
وشكك العميد رحال خلال تصريحات أدلى بها لـ «القدس العربي» بحقيقة الأرقام التي أعلن عنها القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، واصفاً هذه الأرقام بالعدد من غير السهل تحقيقه، وأن هدفها هو تكبير خطرها لدفع الأطراف الدولية للتفاوض معها بشروط أقل حدة من المطلوب. وهنا لا بد الإشارة إلى أن الوجود التركي غير كبير في العراق، ولا يؤثر على السياسة العراقية أو الإيرانية وحتى الأمريكية، أما في سوريا، فتركيا – حسب رحال – داخلة ضمن تحالف مع إيران وروسيا عبر «أستانة»، وبالتالي هناك تنسيق بينهما ولا يوجد تعارض تقاسم الأدوار، رغم وجود خلافات غير علنية، ولكن اللقاءات بينهم على أعلى المستويات، وبالتالي يوجد تنسيق بينهم ولا خلافات».
«الأرقام الإيرانية مبالغ فيها… ورسائل طهران إعلان احتلال لعواصم عربية»
وتهدف إيران من وراء أي تحرك لها داخل الدول العربية، من وجهة نظر الباحث والمستشار السياسي د. باسل الحاج جاسم، إلى زيادة نفوذها مستخدمة أداة طائفية تهدد الاستقرار والسلم الداخلي في العالم العربي، ولم يعد يخفى على أحد اطماع طهران في جوارها العربي الذي لم يشكل يوماً أي خطر على إيران، والإعلان الإيراني الأخير يأتي في إطار استكمال تصريحات أكثر من مسؤول ايراني بأن طهران تسيطر على أكثر من عاصمة عربية. ففي العراق معروف انه بعد الغزو الأمريكي باتت إيران تتمتع بنفوذ سياسي وعسكري وثقافي وصولاً للاجتماعي، لم تكن تحلم به ابداً، وهذا الدور والنفوذ يعتبر مساعداً لموسكو في حالة أرادت ايضاً الدخول إلى الملعب العراقي. وقال جاسم لـ «القدس العربي»: إيران وروسيا اليوم تكملان بعضهما البعض في سوريا، فالمجموعات الإيرانية والميليشيات التابعة لها تعتبر قوة برية لسلاح الجو الروسي، لكن كلما اقتربنا من تسوية سياسية وانخفض مستوى المعارك تختفي هذه الحاجة المتبادلة ولاسيما من جانب موسكو، فأهداف روسيا تختلف عن أهداف إيران في سوريا ما بعد الحرب، لذلك شهدنا أكثر من محطة اختلاف بين موسكو وطهران في سوريا الا انها حتى اليوم لم تصل إلى مستوى خلاف.
ووصف الخبير الدولي فايز الدويري التصريحات الإيرانية المتحدثة عن إنشاء جيوش في كلٍ من سوريا والعراق، بأنها لا تتعدى تصريحات الجنرالات العرب خلال عام 1967، فهي مبالغ فيها، ومثل هذه الأرقام غير موجودة على الأرض. فالهلال الإيراني المزعوم لم يتشكل بصورته الكاملة، لعدم تحقيق التواصل الجغرافي حسبما تشتهي طهران، وقال «الدويري» لـ «القدس العربي»: «نعم تسيطر إيران على القرار السياسي في العراق وتمتلك نسبة من ذلك في سوريا بسبب التواجد الروسي. ولكن الوجود العسكري الإيراني يمكن احتواؤه في سوريا خلال السنوات المقبلة بسبب الضغط الإسرائيلي والأمريكي والموافقة الضمنية الروسية على ذلك، أما في العراق، فيعد أكثر ديمومة بسبب الواقع الجيوستراتيجي».
السعيد: وصاية الولي الفقيه
الباحث المتخصص في الشأن الإيراني الدكتور علاء السعيد الخبير في المنتدى العربي لتحليل السياسات الايرانية «افايب» اعتبر ما أعلن عنه قائد الحرس الثوري ليس بجديد ولكن الإعلان الرسمي عنه في هذا التوقيت هو الجديد حيث بالفعل هناك مليشيا الحشد الشعبي العراقي التي تنتمي إلى الطائفة الشيعية والتي أجبروا الحكومة العراقية التابعة لهم على تقنين أوضاع تلك الميليشيا بضمها إلى المؤسسة العسكرية في العراق حيث يشرف عليها ويدعمها ويدربها الحرس الثوري وذلك لتهميش الجيش العراقي. ولاحظنا زيادة ميزانية الحرس الثوري في العام المنصرم والذي كان لهذا الغرض، وكذلك في سوريا تم تكوين ميليشيات على غرار الحشد العراقي حتى تصير بديلاً للجيش الثوري والذي فقد شرعيته بقتله لأبناء جلدته وبالطبع هي ميليشيات موالية للحرس الثوري ووقت الإعلان جاء بعد زيارة روحاني للعراق من إجل إرسال رسالة أولاً إلى الدول العربية مفادها لا تحاولوا استرجاع العراق وسوريا إلى الحاضنة العربية بل صارت محافظات فارسية تأتمر بإمرة الولي الفقيه وقال الجعفري إن تلك الميليشيات هي من أجل مكافحة الإرهاب والمقاومة والرسالة الثانية يتم توجيهها لأمريكا والغرب مفادها أيضاً أنه «لا دور لكم في العراق وسوريا حيث أصبحنا نحن المسيطرون».
ولا شك أن هذا الإعلان يعيد إلى ذاكرتنا وعد بلفور المشؤوم فلا فرق بينهما كذلك يُعيد إلى الأذهان قضية احتلال الأحواز العربية من قبل إيران في العام 1925 وانضم الأن شعبا العراق وسوريا إلى شعبي الأحواز العربية وفلسطين المقهورة في ظل غياب الصوت العربي وجامعة الدولة العربية المصونة ولا يسعنا إلا القول بأن طهران قد نجحت في مخططها الرامي إلى تكوين الهلال الشيعي من أجل اعادة حلم تكوين الإمبراطورية الفارسية مدفوعة بالمعتقد الديني والذي يؤكد على حتمية إقامة دولة العدل «الإلهية» كذلك من أجل نهب ثروات العراق وسوريا بزعم المقاومة والممانعة والوقوف ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية في المنطقة على الرغم من عدم تعرض الملالي إلى الصهاينة في أي وقت مضى لكنها الخديعة الكبرى حتى يمكنها من خداع العرب والمسلمين بالدفاع عن الأقصى
وأضاف «هنا نجد التخاذل العربي في التعامل مع تلك الحالة وهي ضياع دول عربية وليس فقط عدة أمتار والجانب الروسي والتركي لا يريان في ذلك تهديداً لمصالحهما بل على العكس تستفيد كل منهما مما يحدث فروسيا فازت بالنصيب الأكبر من نفط بحر قزوين وتركيا فازت بتبادل تجاري وتفاهمات مع طهران أو حتى عن طريق التهريب وكذلك في التواجد في سوريا فكلا النظامين مستفيد مما يحدث والخاسر الأوحد هم العرب فحق لنا إقامة سرادقات العزاء في كل بيت عربي يرفض الهيمنة الفارسية في المنطقة».
شكرا علي التحليل الممتاز
ومن يمولهم ويسلحهم؟امريكا هي من تشرف على هذا فبدن الدعم الامريكي لا يستطيع مقاتل واحدمن الحرس الثوري ان ينتقل بين سريا ا العراق او اليمن ولكن دعم امريكا بالسلاح والمال وتغطية الجرائم كلة ممول بالمليارات من اموال النفط
هل ينكر أحد أنه لولا أميركا في العراق ولولا روسيا في سوريا لما استطاعت ايران ان تكسب شيئا