دمشق – «القدس العربي»: مع إعلان نهاية السيطرة الجغرافية لتنظيم «الدولة» في سوريا، يقفز ملف إدارة ارض الثروة النفطية شرقي سوريا، إلى الواجهة، بالرغم من حضوره دائماً وتصدره المباحثات بين اللاعبين الدوليين والإقليميين، كورقة تفاوض عليها واشنطن في المنطقة بعدما قررت إعادة التموضع وتعزيز قواتها العسكرية بدلاً من الانسحاب، بدون التطرق إلى ملف أسلحة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهو السيناريو المقلق لأنقرة التي تخشى من محافظة «قسد» على قوتها وحمايتها بقوى أوروبية إضافية يناهز تعدادها 1500 جندي أوروبي يتم الحديث عنهم، ليشكلوا بذور كيان كردي منفصل يزرع في الخاصرة السورية قبل التركية.
سيناريو أمريكي مقلق لأنقرة شرق الفرات… حماية «قسد» بـ 1500 جندي أوروبي
ويبدو حسب مراقبين وخبراء ان الصراع من اجل ادارة شرق الفرات في سوريا، في أوجه، اذ لا تزال الاستراتيجية غير واضحة، ولا يمكن التنبؤ بها في ظل ضبابية الموقف الأمريكي، ما يجعل الامر اشد غموضاً عند الاطراف الاخرى التي تقف عاجزة عن اجتراح اي سيناريو آخر، كون الامر متعلقاً بشكل رئيسي بالطرف الأمريكي ومدى تفاهماته مع الطرف الروسي وما يتم من تفاهم بعد ذلك مع إيران وتركيا على وجه الخصوص.
سيناريو مرعب
وتكتسب منطقة شرق نهر الفرات أهمية جغرافية واستراتيجية خاصة بالنسبة لسوريا والقوى الموجودة في الساحة السورية، حيث النفط والغاز الطبيعي وسلة الحبوب السورية والقواعد الأمريكية التي فاق عددها 23 قاعدة، وبالتالي فإن عملية الصراع من اجل السيطرة على هذه المنطقة تكتسب اهمية خاصة وتجعل هذا الصراع عالي الوتيرة، فيما تتبلور اقوى السيناريوهات الأمريكية المطروحة لفرضها على ارض الواقع.
وفي هذا الاطار قال المحلل السياسي التركي محمود عثمان ان ما يطمح اليه الأمريكيون وفق ما رشح من معلومات مؤخراً ينبئ بوجود رئيسي لـ»قسد» التي تسيطر عليها ميليشيات «بي واي دي» و»بي كي كي» الكردية الانفصالية بشكل رئيسي، والمطعمة بالعشائر العربية التي رضيت ان تنضم تحت هذه الراية.
وحسب المتحدث فإن واشنطن تريد من خلال هذا السيناريو ان تكون موجودة في منطقة الفرات لكن بعيدة نسبياً عن الحدود بين سوريا وتركيا، مع انشاء منطقة آمنة بعمق لم يحدد بعد، اذ ترك العمق من اجل البازار السياسي كورقة بوجه الأتراك الرامين إلى جعل المنطقة لا تقل عن 30 كيلومتراً في عمق الأراضي السورية، فيما يفاوض الأمريكيون على جعلها اقل من ذلك، وهو ما يعتبر ورقة أرادت بها واشنطن شغل الطرف التركي على طاولة المفاوضات.
بالنسبة لتركيا، فإن السيناريو الأمريكي الذي يتحدث عن محافظة «قسد» على أسلحتها وقوتها، وحماية هذه القوة بجنود أوروبيين من أجل تسيير الامور والاشراف على المنطقة بقوام 1500 جندي، هو الخيار المفزع، حسب المتحدث، لان ذلك يعطي لقسد شيئاً من الشرعية الدولية، وهو ما يشكل حجر الاساس لكيان له استقلالية معينة وهذا يعني ان بذور الكيان الكردي الانفصالي سيكون وفق هذا السيناريو بحماية قوات اوربية ضمن كيان ومنطقة معينة. ويتطلب بلورة حل من اجل المنطقة الامنة الكثير من المفاوضات من اجل تحديد كيفية وتوقيت إنشائها، وتحديد القوى التي ستديرها عسكرياً ومدنياً، خصوصاً أنها تضم جزءاً كبيراً من آبار النفط السورية، فيما يرجح مراقبون ان تمنح ضمانات لتركيا على حدودها القريبة، مقابل إعطاء الأكراد ضمانات تفصلهم عن قوات الجانب التركي.
ويقول المحلل السياسي التركي، ان السيناريو الأمريكي الذي تتم المباحثات حوله، يقضي بإعطاء تركيا منطقة على طول الحدود مع سوريا، «وسط مفاوضات يضعها الطرف الأمريكي حول من يدير هذه المنطقة، فهو موضوع تفاوض بين الجانيين» مضيفاً ان الأتراك يرفضون رفضاً قاطعاً ان يكون لهم شريك في ادارة هذه المنطقة، لأن ذلك يمس الامن القومي لتركيا بشكل مباشر.
وعن موقف الأتراك، يقول الخبير في الشأن التركي انهم يعترضون ان تقوم قوات اوروبية بحماية ميليشيات «قسد»، ويطالبون الجانب الأمريكي باستعادة الاسلحة التي منحوها لقسد، مقابل ان تكون هناك صيغة مقبولة من طرفهم، لا تؤدي على أقل تقدير إلى استقلالية موقف الميليشيات الانفصالية او إقامة حكم ذاتي مما يشكل تهديدا مباشرا لأمن تركيا الاستراتيجي.
وحتى هذه اللحظة لا يبدو أن الأوروبيين متحمسون بشكل كبير لهذا السيناريو، او ان يكونوا شركاء يقومون بحراسة وادارة منطقة كبيرة نسبياً، لافتا إلى وجود اعتراضات واشكاليات اوروبية كثيرة مع شخص الرئيس ترامب تحديداً وقال «هناك مشاكل في تأسيس علاقة متوازنة مع ادارة ترامب، فالأوروبيون غاضبون من فسخ ترامب للاتفاق النووي الإيراني الذي كان يؤمن سوقاً كبيراً وإلغاء صفقات كبيرة….».
ردود ومواقف
الأوروبيون لا يبدون متحمسين للاطلاع على هذا الدور الاستراتيجي الكبير، كونهم يشككون في نوايا الطرف الأمريكي، حيث اعلن الانسحاب من الأراضي السورية، ثم بدل موقفه إلى ابقاء 200 او 400 عنصر، فيما يدور الحديث عن زيادة اعداد العناصر الأمريكية في سوريا، وبالتالي هناك ضبابية وعدم شفافية لدى الطرف الأمريكي من وجهة نظرهم، فهم يطالبون إدارة ترامب بخطة طريق واضحة المعالم لكي يشاركوا بهذه المسؤولية الكبيرة.
تركيا ليست وحدها من يعارض السيناريو الأمريكي بل إيران ايضاً، التي يحرمها من الفرصة التاريخية التي كانت تتحيّنها وهي وصل الطريق البري بين طهران ودمشق وبين الساحل السوري وصولاً إلى بيروت، وهذا السيناريو سوف يقطع الطريق على إيران الساعية لتحقيق حلمها التاريخي، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل ان الطرف الروسي ابدى استعداده وعرض خدماته بعد نجاحه في عملية المصالحات مستنداً إلى خبرته في هذا الملف، ويستطيع ادارة منطقة شرق الفرات في حال انحسب الأمريكيون من المنطقة، فروسيا أيضا تريد حصة في شرق الفرات، وتقوم بالضغط في ادلب شمالاً من اجل اسهمها شرقها.
الخبير التركي مجمود عثمان، قال ان المباحثات لازالت جارية على قدم وساق، معرباً عن اعتقاده بأن أصعب المفاوضات هي تلك التي تجري بين انقرة وواشنطن حول اقناع الطرف التركي بالحفاظ على قوة «قسد»، وان كان مشروطاً بإبعادها عن الحدود التركية.
وقال ان هذا السيناريو صعب بالنسبة لتركيا، وأي تشكيل لجسم مستقل او كيان يعتبر تهديداً مباشراً للأمن الاستراتيجي التركي، ولذلك فإن الشعار الاكبر في هذه الانتخابات هو ما يطرحه الرئيس اردوغان بأن تركيا تتعرض لمعركة وجودية تهدد كيانها، وهذه اشارة إلى الكيان المزمع انشاؤه أو يحاول الأمريكيون تأسيسه في شرق الفرات.
الله يهديكم
فتيات يزج بهن فى الحروب اين مشايخ الاكراد
لو رجعتم للدين يا مسلمين لما دخلت عليكم امريكا و حرشت بينكم
الارض واسعه والخير وافر وتتحاربون
الحوار الإنساني والعلمي والاخوي. أفضل بكثير من سفك دمانا بأيدينا
نحن ابنا وطن ومجتمع واسره واحده
وحق كل إنسان بالعيش الكريم العفيف الشريف وليس إذلال أو ابتزاز أو استبداد أو استغلال تفرقنا بزرع عناصر الفتنه. نعم للحوار ونيل الحياه السعيدة للجميع بدون كراهية أو جهاله