بغداد- “القدس العربي”: نفى الخبير العسكري العراقي، مؤيد سالم الجحيشي، في حديث خاص مع “القدس العربي”، صحة تقاريراستخباراتية عراقية وغربية جديدة من احتمال عودة نشاط تنظيم “الدولة” في العراق مجددا بآلاف العناصر لمهاجمة المدن التي خسرها لصالح القوات الأمنية النظامية العراقية.
وأكد الخبير أن التنظيم بات مفككا ومطاردا وعاجزا، وأن قدرته العسكرية على تنفيذ هجمات مباغتة تضاءلت ولا تشكل خطرا، وذلك لفقدانه السيطرة على الولايات وخسارته الفادحة للحاضنة السُنية التي كان يكتسب قوّته منها للانطلاق والتخطيط في شن عملياته النوعية، بالإضافة إلى خسارته لأبرز قادة التنظيم وعلى رأسهم أبو بكر البغدادي ومعاونوه المرشحين لخلافته بسبب الضربات الجوية الأمريكية الدقيقة.
وأضاف الخبير أن عودة التنظيم مجددا لممارسة نشاطه أصبح أمرا بالغ التعقيد، وإن حصل فإنه يحتاج إلى سنوات لإعادة بناء نفسه من خلال نسج خيوطه جيدا واستقطاب مقاتلين جدد، وتهريب قادته من السجون العراقية على غرار ما حصل في سجن أبو غريب في فترة حكم نوري المالكي.
وأشار الجحيشي إلى أن التنظيم لم يعد له وجود على أرض الواقع وأن قدراته على شن هجمات في عموم العراق باتت صعبة لفقدانه شبكاته المالية والتجارية لتجهيز عملياته، والدليل أنه لوكان هناك نشاط مسلّح لمقاتلي تنظيم “الدولة” في بغداد لاستغلوا الاحتجاجات الشعبية والانفلات الأمني والسياسي الذي تعيشه العاصمة، وشنوا تفجيرات بسيارة مفخخة وأحزمة ناسفة تستهدف التجمعات المدنية والأسواق بهدف خلق فجوة بين المواطنين والحكومة العراقية.
وأوضح الخبير العسكري لـ”القدس العربي” أن هناك عمليات تستهدف قوّات الأمن العراقية بين الحين والآخر خاصة في محافظتي ديالى وصلاح الدين، يذهب ضحيتها عشرات الجنود والضباط شهريا، وتقع بالقرب من آبار النفط يشنها عناصر تابعين لفصائل الحشد الشعبي المولية لإيران، والتهمة جاهزة أن مقاتلي تنظيم “الدولة” يقفون خلف هذه الهجمات بهدف إخلاء تلك المناطق لهم لبسط نفوذهم عليها والاستحواذ على آبار النفط بحجة ضربات عناصر التنظيم.
وتابع أن فكر تنظيم “الدولة” لم يعد له قبول ورواج في أغلب المدن السُنية بسبب سطوة التنظيم الدموية خلال سيطرته على تلك المدن التي ماتزال تعاني من الحرب وعمليات النزوح.
لكنه أردف بحديثه أن التنظيم سيظل يشكل عصابات مسلحة لا تأثير لها.
ولا يعتقد الخبير أن ظهور تنظيم مسلح مشابه لأفكار وتوجهات الدولة التكفيرية في المحافظات ذات الأغلبية السُنية سيظهر قريبا، لكن إذا ظل الاضطهاد والشعور بالمظلومية وغياب دور الإعمار فستشهد المحافظات السنية ولادة لتنظيم مسلح مقاومة علماني لا يحمل فكرا تكفيريا.
وشدد على أن طوي صفحة تنظيم “الدولة” تعني إنهاء فصائل مليشيات الحشد الشعبي الشيعية.
ويرى الخبير أن من الأخطاء الفادحة التي ارتكبها قادة التنظيم وعجلت في قرب نهايته هو الإعلان المبكر لقيام “الدولة” في العراق والشام، لأنهم أصبحوا مكشوفين وعرضة للاستهداف، إذ إنهم قبل الإعلان كانوا يعملون على شكل خلايا سرية منظمة، وكانوا فاعلين ولهم تأثير على الأرض ويكبدون خصومهم خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات.
أكيد لن يعود وعادت مكانه المليشيات الطائفية!
أرجوا أن لا يعود هذا التنظيم