القاهرة ـ القدس العربي كان أهم خبر في الصحف الصادرة أمس الثلاثاء 25 فبراير/شباط عن تقديم رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي استقالة حكومته إلى الرئيس عدلي منصور، وعقده مؤتمرا صحافيا وقبول منصور الاستقالة. ونحن لن نستعرض ما نشرته الصحف عن اللحظات التي سبقت الاستقالة وأسبابها، وهل هي فشل الحكومة في مواجهة العمليات الإرهابية بحزم شديد، أم الفشل في مواجهة الإضرابات العمالية والفئوية، وما الذي نجحت في تحقيقه وفشلت فيه؟ فهذا يحتاج إلى تأن ومعلومات رسمية وإنصاف وموضوعية، بالاضافة إلى أنه كان معلوما للكافة أن الحكومة ذاهبة، وأن رئيس الوزراء القادم هو وزير الإسكان الحالي المهندس إبراهيم محلب، ولكن معظم التوقعات كانت تتجه إلى أن ذلك سيحدث بعد انتخابات الرئاسة ومجلس النواب، وكل ما في الأمر حدوث تعديل وزاري بسبب خروج وزير التعاون الدولي الدكتور زياد بهاء الدين، ثم خلو منصب وزير الدفاع عندما يقدم المشير السيسي أوراق ترشحه للرئاسة. أما وقد ظهر الارتباك على حكومة الببلاوي في مواجهة عاصفة الإضرابات العمالية والفئوية، واستمرار عمليات الإرهاب لاغتيال ضباط وجنود الشرطة والجيش داخل البلاد، وكلها تنذر بخطر أشد عندما تبدأ معركة الانتخابات الرئاسية ومجلس النواب، وكذلك ما حدث من اولتراس النادي الأهلي، هذا المستوى من الضعف أثار موجات من الغضب ضد الحكومة وصلت إلى درجة اتهامها بالتواطؤ مع الاخوان أو الخوف منهم، ولذلك فسوف نرى بعد تشكيل الحكومة الجديدة مستوى أعلى وأشد في التعامل مع الإرهابيين.
أما الخبر الثاني المهم رغم أن الصحف لم تلتفت إليه فهو بيان دار الإفتاء الذي حذر من الدعوات التي تطالب بقيام الشعب بالقصاص من الإخوان وأسرهم وأعمالهم من دون أن تفصح دار الإفتاء علنا عن ذلك وقالت:
ان الدولة هي التي تقتص وكانت دعوات ظهرت بعد اغتيال مقدم الشرطة في محافظة الشرقية من جماعة تطلق على نفسها ضباط وجنود الشرطة الأحرار، أكدت أنها ستتولى الثأر بنفسها من كل أعضاء الإخوان وغيرهم من أسرهم ومحلاتهم وسياراتهم، ردا على استهدافهم ضباط وجنود الشرطة وأسرهم ومنازلهم وسياراتهم، ما دامت الحكومة عاجزة عن ذلك.
ونشرت الصحف عن صدور حكم من محكمة الأمور المستعجلة بعودة الحرس داخل الجامعات بعد عمليات التخريب التي حدثت داخلها.
كما نشرت كذلك عن استعداد وزارة التربية والتعليم لحذف أجزاء من المناهج الدراسية تعويضا عن توقف الدراسة مدة طويلة. ومقتل سبعة من المصريين الأقباط العاملين في ليبيا وعرضت الصحف أحداث أوكرانيا.
والى بعض مما عندنا..
التراس يتحولون فجأة
من حالة تشجيع إلى حالة تخريب
ونبدأ تقريرنا اليوم بالمعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء سوى وجه ربك الكريم، حيث ثار يوم السبت زميلنا في اليوم السابع عبد الفتاح عبد المنعم ثورة عارمة بسبب ما حدث من التراس النادي الأهلي، رغم فوز ناديهم على الصفاقسي التونسي بقوله:
الوصف الطبيعي والمنطقي لجماعات التراس أنهم مجموعة من مصاصي الدماء الذين يتحولون فجأة من حالة تشجيع إلى حالة تخريب، مجموعات الألتراس الرياضية، سواء الأهلاوية أو الزمالكاوية أو أي فريق رياضي آخر هم أسباب نكبة هذا الوطن والشوكة المسمومة في ظهر الوطن، فهم جماعات شعارها التخريب والتشويه وإلغاء القوانين وما حدث عقب مباراة الأهلي مع صفاقس التونسي في مباراة السوبر الأفريقي يؤكد كل كلمة مما كتبته ضد هؤلاء البلطجية الذين أحرقوا فرحة الوطن مساء أول أمس، واتمنى ألا يخرج علينا أحد مجاذيب هذه الفئة الضالة ليقول ان الأمن هو الذي استفزهم ويردد أكاذيب أخرى فما شاهدناه يؤكد أن هذه المجموعات تستحق أن يتم اجتثاثها، وهو ما أنادي به دائما…
القانون وحده الذي سيحمينا
جميعا من أي عنف
وفي اليوم التالي الأحد علق في الأخبار زميلنا وصديقنا ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الهلال الأسبق عبد القادر شهيب على ما فعله الألتراس بقوله:العنف هو العنف سواء مارسه صغار أو كبار، أو ارتكبته جماعات دينية أو مجموعات رياضية فلا فرق بين الاعتداء على منشأة وشرطي أو حرق سيارة بواسطة أفراد من الإخوان أو أفراد من الالتراس.. لذلك علينا أن نواجة بحسم كل عنف في بلادنا ولا نتقاعس عن ذلك بدعوى أن مرتكبي هذا العنف شباب صغير السن متهور حرصا على مستقبله، أو أن المتورط في هذا العنف من المشجعين الرياضيين وليس من المتعصبين دينيا أو سياسيا. لقد جرب الجميع التسامح مع هذا العنف من أيام جمال مبارك وحتى الأن ولم تتوقف هذه المجموعات عن ممارسة العنف.. يجب علينا أن نطبق القانون بحزم وعدالة على هذه المجموعات التي خرجت لتهدد باستمرارها في ممارسة العنف.. القانون وحده هو الذي سيحمينا جميعا من أي عنف وسيحمي هذه المجموعات الرياضية من استغلالها سياسيا.
شباب ‘الالتراس’ أفسدوا
فرحة مصر كلها بفوز الأهلي
واضطرتنا الظروف للمبيت في الأخبار لليوم التالي الاثنين، حتى نكون مع عبد القادر آخر هو زميلنا خفيف الظل عبد القادر محمد علي، الذي قال عن الموضوع نفسه: شباب الالتراس أفسدوا فرحة مصر كلها بفوز الأهلي بكأس السوبر الأفريقي استفزوا الأمن بوسائل لا أخلاقية وفرضوا عليه الدخول معهم في مواجهة وحطموا منشآت الإستاد، رغم فوز ناديهم بالبطولة، مما يؤكد أن النية كانت مبيتة لاثاره الفوضى، سواء فاز الأهلي أم لم يفز. متى يطهر الالتراس نفسه من المسجلين خطر الذين يشوهون صورة شبابنا اللي زي الورد؟ .
لا بد من إنهاء ظاهرة القبض العشوائي
ومن الأخبار إلى الجمهورية عدد الاثنين، وزميلنا ياسر عبد الله ومطالبته باحتواء من يمكن التفاهم معهم من الإخوان والجماعات بقوله: وصل الأمر إلى قيام الجماعة الإرهابية بمقاطعة النظام الجديد الذي أفرزته ثورة 30 يونيو/حزيران والسعي إلى إفشال الدولة وإحداث الفوضى وإبعادها عن خارطة الطريق، وهذا ظهر في فكر الجماعة الإرهابية عندما تحولوا من ضرب الشرطة والجيش إلى ضرب الاقتصاد والسياحة، وشعارهم الدعوة إلى الفوضى، لأن هذا التنظيم يقوم على السمع والطاعة، فالحسابات العقلية وفكرة الحوار غير قائمة لديهم لذلك يصعب السيطرة عليهم، وهذه القضية لا تحتاج إلى حل أمني فقط، بل تحتاج إلى حلول اجتماعية واقتصادية وسياسية.. وأهيب برجال الشرطة الحد من ظاهرة القبض العشوائي على كثيرين ليس لهم علاقة بهذه الجماعة، كل ذنبهم أنهم كانوا موجودين في المكان بالصدفة، وسبق وقال الشعب كلمته لا مصالحة مع هؤلاء إلا بعد تنفيذ العدالة الانتقالية، واخشى أن تواصل الجماعة جرائمها ضد الشعب فترتفع موجات الكراهية والرفض المجتمعي لهم ويتم عقابها شعبيا، وسيكون هذا انتحار سياسي لهذه الجماعة. وعلينا سرعة احتوائهم لاستكمال خارطة المستقبل لأنها السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأمور.
السيسي يقترب من الاعتذار عن الترشح للرئاسة
ومن الجمهورية الى ‘المصريون’ لعل رئيس تحريرها جمال سلطان يجيبنا عن السؤال الذي يتردد الان كثيرا حول هل سيرشح السيسي نفسه للرئاسة أم لا فلنقرأ مقاله الذي عنونه بـالسيسي يقترب من الاعتذار عن الترشح للرئاسة: اهتمت أجهزة سيادية أمس بتسويق فرضية تقول ان خروج الدكتور حازم الببلاوي من الوزارة كان إقالة وليس استقالة، وأن الببلاوي كان يعلم بخبر إقالته قبلها بيومين، وقامت عدة صحف ومواقع بنشر هذه الإشارات بصورة فيها إلحاح فج ومقصود، وهذا تأكيد لما قلته بالأمس من أن استقالة الببلاوي كانت مفاجئة، وأربكت المشهد بالفعل وأحرجت المشير السيسي والمؤسسة العسكرية، وأحرجت المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت، الببلاوي كان مدركا أن الأجهزة تبيعه، وتتعمد التشهير به وتحميله مسؤولية الفوضى الاقتصادية والانفلات الأمني والاضطراب المجتمعي لإبعاد الأعين وسهام النقد عن الشخصية القوية التي تدير المشهد ويعرف الجميع، داخل مصر وخارجها، أنها تدير المشهد من وراء الستار. تحمل الببلاوي كثيرا، وقرر في النهاية أن يحرج الجميع وأن يقرر بنفسه ـ وليس بقرار غيره ـ وقت خروجه من الوزارة بكرامته وباستقالة، وهو الأمر الذي حاولت المؤسسة تشويهه وسحبه لإظهار أنه خرج مطرودا ومقالا، ولن يمضي وقت طويل قبل أن يفضي الببلاوي بالضغوط والإحراجات التي تعرض لها في الأسابيع الأخيرة، لأن الجماعة قلبوا عليه.
الحكومة الجديدة لن يكون فيها أي وجه من الوجوه التي لها أدنى صلة بثورة يناير/كانون الثاني، ولا الوجوه التي كانت لها مواقف معارضة من نظام مبارك، ليس قربى لنظام مبارك، وإنما إبعادا لأي شخصيات يكون لها قرار مستقل وشخصية تتخذ القرار ولها كرامة سياسية أو تاريخ سياسي تخاف عليه، هم يبحثون عن خدم وسكرتارية لأصحاب السلطة الحقيقية ومنفذين للأوامر والتعليمات بشكل حرفي من دون الخروج عن النص المقرر، هي إعادة انتاج لنفس المنظومة التي حكم بها مبارك من دون وجود مبارك وأولاده، بل إن بعض وجوه نظام مبارك ومنظومته سيتولون قيادة الحكومة الجديدة، حيث تتجه الأمور ـ حتى كتابة هذه السطور ـ نحو تكليف المهندس إبراهيم محلب بتشكيلها، وهو عضو لجنة سياسات جمال مبارك وأحد أصدقائه المقربين، كما أنه هو الشخص ذاته المتورط في أعمال خاصة خارج إطار القانون لصالح مبارك وأسرته ما زالت التحقيقات القضائية بشأنها جارية .
تتجه الأنظار إلى موقع وزير الدفاع في الحكومة الجديدة، وهل سيتم تكليف المشير عبد الفتاح السيسي به أم لا، باعتبار أن ذلك سيكون مؤشرا على السيناريوهات المتوقعة لانتخابات الرئاسة، فإذا تم تكليف السيسي بالوزارة فسيكون هذا مؤشرا قويا إلى أن الرجل يتجه إلى الانسحاب من فكرة الترشح والاحتفاظ بمنصبه المحصن دستوريا لثماني سنوات على الأقل، كوزير للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، أما إذا لم يتم تكليفه فإنه يكون بطريقه إلى إعلان ترشحه للرئاسة بكل تأكيد، وفي تقديري أن السيناريو الأول هو الأوفر حظا الآن من حيث المؤشرات، لأن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمس لم يتمخض عنه أي قرارات جديدة أو جوهرية، وهو ما يؤشر إلى بقاء السيسي قائدا عاما للجيش ووزيرا للدفاع في الحكومة الجديدة، لأن مشاورات الحكومة بدأت بالفعل من أمس، والبديهي أن تسبقها قرارات للمجلس العسكري لترتيب أوضاع المؤسسة وقيادتها قبل الخطوة الكبيرة، أما وقد تجاهل المجلس أي تغييرات، فهذا يعني أن السيسي باق في منصبه، وهذا يعني أن المفاجأة التي تفزع كثيرين من أنصار المشير أصبحت أقرب من أي وقت مضى، وربما تفيق مصر خلال أسبوعين على صدمة اعتذار السيسي عن الترشح للرئاسة… .
‘عقود الظلام’ التي مررنا بها أفقدتنا كثيراً
من ثقتنا في الأجهزة الرسمية
ونبقى في ‘المصريون’ ومع الكاتب حسام فتحي الذي ينقلنا في مقاله بعيدا عن اجواء السياسة والعنف والارهاب الى اجواء التفاؤل والامل بانجازاتنا العلمية: ‘لا أعتقد أبداً أن جيش مصر يمكن أن يضحي بسمعته أو شرفه العسكري لأي سبب من الأسباب ولا اتخيل أبداً أن ضباطاً برتبة لواء يشاركون’في مؤامرة للاطاحة بسمعة مصر أمام العالم.
لذلك أثق تماماً في ما أعلنته القوات المسلحة في المؤتمر الصحافي العالمي ان فريقاً من علمائها واطبائها تمكنوا من تحقيق عدة اكتشافات واختراعات طبية ستذهل العالم تتضمن جهازين لعلاج فيروس ‘الايدز’ وفيروس (سي)، وذلك خلال ساعات ومن دون آثار جانبية، وأيضا جهازين لاكتشاف الفيروسين في اجسام المصابين بهما، من دون الحصول على عينة دم.
وبما نعرف عن الأرباح فوق الخيالية التي تحققها شركات الدواء العالمية، ومصانع إنتاج التجهيزات’الطبية، أصدِّق ما قاله اللواء طبيب إبراهيم عبدالعاطي مخترع جهاز علاج الفيروسين المدمرين الذي أكد أن إحدى الجهات عرضت عليه 2 مليار دولار، حتى تشتري الاختراع منه، ثم ينساه، بعد أن يتم وضع المبلغ الهائل في أي بنك يسميه بالخارج، وأصدّق ما قاله من حماية المخابرات الحربية له وإعادته إلى مصر من الدولة الأوروبية التي كان فيها.
أعلم أن ‘عقود الظلام’ التي مررنا بها أفقدتنا كثيراً من ثقتنا في الأجهزة الرسمية المصرية، وفي ما تقول، وأن الضغوط التي عصفت بالشخصية المصرية، جعلت صورتها الذهنية في أذهان أغلبنا مهزوزة، مشوشة، لكن يجب ألا ننسى أنه رغم كل ما تعرضنا له أخرجنا للعالم د.أحمد زويل ود.مصطفى السيد، الأول حاز جائزة نوبل في الفيزياء، والثاني رشح لها في الطب لاكتشافاته علاج مرض السرطان بجزيئات الذهب والنانوتكنولوجي. وغيرهما الكثيرون، صحيح أنهم خرجوا مبكراً من مصر حيث أتيحت لهم أجواء التفكير العلمي السليم بعيداً عن ضغوط الحياة، لكنهم يبقون جميعاً مصريين.
تحية خالصة لعلماء مصر الذين رفعوا رؤوسنا باكتشافهم، ولجيش مصر الذي وفر لهم المناخ السليم والإمكانات والموارد لتحقيق حلم البشرية في القضاء على فيروس (سي) الفتاك، الذي يكفي أن نعرف ان مصر وحدها بها (20) مليون اصابة به، وكذلك دحر فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) الذي حير علماء العالم.
وبقي أن نستكمل خطوات اعتماد الجهازين والعلاجين حسب خطوات المنهج العلمي المتبع عالمياً، حتى تعتمدهم الهيئات الدولية المختصة ونخرس ألسن المشككين. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء’.
بعض وسائل الإعلام تبنت
موقفا صداميا مع الببلاوي
ونعود الى الوضع السياسي وموضوع الساعة عن استقالة رئيس الوزراء حازم الببلاوي وما كتبه عنه الكاتب عماد حسين في جريدة ‘الشروق’ عدد امس يقول:’ مساء الجمعة الماضية تلقيت اتصالا هاتفيا كريما من الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء المستقيل يعلق فيه على مقال كنت كتبته في هذه المساحة بشأن العلاقة بين الإعلام وحكومته. لم أكن أنوي التطرق الى الاتصال خوفا من شبهة التملق أو المجاملة، لكن وبما أن الرجل قد استقال فإن هذا التخوف قد انتهى. الاتصال استمر حوالى 25 دقيقة، وقلت فيه للرجل إن حكومته تبلى بلاء حسنا ــ إلى حد كبير ــ في ملفات كثيرة وإنها بطبيعة الحال لن ترضي الجميع، لكن ينبغي عليها أن تتواصل مع الإعلام بصورة أفضل كي تشرح نفسها وعملها، بدلا من نظرية أن العمل سوف يقدم نفسه بنفسه. الرجل قدم استقالة حكومته وأشهد له ــ في حدود معرفتي به ــ أنه كان نزيها ومستقيما ومعتزا بنفسه إلى أقصى الحدود.
حكومة الببلاوي ليست منزلة من السماء، وبالتالي فإنها قدمت أداء جيدا إذا نظرنا إليها في إطار الظروف بالغة الصعوبة التي عملت فيها، خصوصا التحدي الإرهابي والموقف الدولي الضاغط، خصوصا من قبل بعض وسائل الإعلام العالمية الكبرى.
ربما تكون مشكلة هذه الحكومة هي أزمة الثقة التي تولدت بين رأسها وبين قيادات أخرى فاعلة منذ الخلاف الذي نشأ داخلها بشأن كيفية التعامل مع اعتصام جماعة الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة.
ليس خافيا أن الببلاوي كان يميل إلى التعامل بصورة مختلفة مع الاعتصام، رغم أنه ــ وللأمانة ــ كان موقنا بأن طريقة الإخوان المسلمين ستؤدي إلى الصدام الحتمي معها، لأنها اتخذت قرارا استراتيجيا هو إما الحصول على كل شيء وإما خسارة كل شيء. نفس الموقف مع فارق طفيف كان يتبناه الدكتور زياد بهاء الدين إلى حد ما، الرجل لم يكن يختلف مع الاستراتيجية العامة، لكنه كان يرى ضرورة التعامل بصورة مختلفة مع الشباب والقطيعة مع نظام مبارك.
بعض وسائل الإعلام تبنت منذ البداية موقفا صداميا مع الدكتور الببلاوي وتعاملت معه باعتباره امتدادا للبرادعي والبعض الآخر صنفه باعتباره يعيش فى كوكب آخر، والبعض الثالث كان يريد منه أن يحمل السلاح بنفسه وينزل للشارع ليقتل المتظاهرين حتى ينفي عن نفسه تهمة أنه ‘صاحب اليد الضعيفة أو المرتعشة’!
ربما تكون الحكومة أخطأت في التعامل مع ملف الإضرابات العمالية، وربما لم تستطع أن تقنع الناس بما حققته بالفعل على الأرض، خصوصا ملف الحد الأدنى للأجور، وربما ــ في ظني الشخصي ــ أن الاستهداف الإعلامي لعب دورا مهما في التعجيل باستقالة حكومة الببلاوي أو دفعه للاستقالة، ثم إنه ربما أراد البعض أن تبدأ الحملة الانتخابية لمنصب الرئيس بوجه جديد يكون أكثر قدرة على التفاعل مع المرحلة المقبلة. شخص يتفرغ بالكامل ويكون قادرا على أداء دور أكثر شعبوية عن ذي قبل.
في كل الأحوال تحية تقدير للدكتور حازم الببلاوي وكل أعضاء حكومته على ما تحملوا في فترة صعبة للغاية.. وكل التوفيق لمن سيتولى المسؤولية الصعبة أيضا من بعده’.
ينبغي التفريق بين معنى الدولة
ومعنى الحكومة
ونبقى في الموضوع نفسه وعدد ‘الشروق’ نفسه ومع الكاتب نادر بكار ومقالته التي عنونها بـ’في اعقاب استقالة الببلاوي’ يقول:’ ينبغي أن نفرق جيدا في نقاشاتنا وقبلها في عقولنا الباطنة بين معنى الدولة ومعنى الحكومة، فلوهلة ٍقد يختلط المعنيان في حس السياسي، فضلا عن رجل الشارع فيرتب بناء على هذا الخلط التصورات ومن ثم الأحكام الخاطئة. قد تفشل الحكومة في أداء وظيفتها ولا يعني ذلك بالضرورة فشلا للدولة بكل مؤسساتها، وقد ننتقد الأداء السياسي لوزراء بأعينهم وتزداد وتيرة انتقادنا حدة مع تعاقب الأيام، ولا يعني ذلك بالضرورة أيضا انسحاب نقدنا إلى المؤسسات التي يتربع هؤلاء الوزراء على قمتها.
كنت قد دبجت كلاما حول هذا المعنى قبل أنباء الاستقالة المفاجئة لحكومة الببلاوي، ولا أجد أن المناسبة ستغير من الكلام كثيرا.. فأداء الحكومة الضعيف أمام حجم التحديات والمشكلات، لاسيما الاقتصادية منها، لم يكن يغري أحدا بالدفاع عنها، بل كان يدفع إلى ضرورة العمل على إسقاطها حرصا على إنقاذ البلاد من تدهور أكثر حدة بات يلوح في الأفق.
وفي نفس الوقت كان المخلصون من أبناء هذا الوطن يعلمون أن الهجوم بنفس الوتيرة على مؤسسات الدولة المختلفة لن يؤدي إلى الإصلاح المنشود قدر ما سيزيد من مناخ فقدان الثقة وسيثمر مزيدا من الإحباط لدى المواطن العادي. حكومة الببلاوي في مجموعها كانت أقل في الأداء بكثير من طموحات الشعب المصري، وباستثناء مجموعة وزارية محدودة كان غياب التجانس وتضارب القرارات والارتباك أمام الأحداث الطارئة هي أبرز سمات تلك الحكومة المستقيلة.
الوقت ضيق قبل انتخابات الرئاسة.. نعم، لكن استمرار النزيف ليس اختيارا محمودا على أية حال.. الاختيار التقليدي الذي كنت أميل إليه دائما، إجراء نوع من التعديل على التشكيل الحالي ريثما نصل إلى الانتخابات، لكن الآن لا أجد مفرا من التغيير بالكلية. وليكن ثمة اتفاق ضمني أو معلن أن تظل الحكومة القادمة تعمل حتى بعد انتخاب رئيس جديد لتعطى الفرصة كاملة كما أخذتها سابقتها، ولنوفر أقل قدر ممكن من الاستقرار’.
تغييرات مناخية جعلت شتاء الأرض صيفا
اما الموضوع الذي تناوله الكاتب حسن المستكاوي فاضطررنا للبقاء في ‘الشروق’ لنعرف لماذا تناول الايس كريم في فبراير :’ هذا المقال من وحي أغنية عمرو دياب آيس كريم في ديسمبر، وقد أطلقها قبل سنوات، وقبل التغييرات المناخية التي نعيشها.. وكنت قرأت تصريحا منسوبا لمسؤول فؤ الأرصاد الجوية حول ارتفاع درجات الحرارة منذ منتصف الأسبوع على غير المعتاد في هذا الوقت من العام. وجاء في التصريح ‘أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة نتيجة كتل الهواء الساخن..’ وربما اختصر من صاغ الخبر مضمونه. أو ربما اكتفى المسؤول الارصادي بهذا التفسير، باعتبار أننا شعب يتلقى ويكتفي بذلك. لكنني قرأت تفسيرا علميا بمشاهد فيديو على موقع الشروق، يشرح أسباب هذا الارتفاع في درجات الحرارة التي أصابت العالم كله.. يقول العلماء حسبما جاء في موقع الشروق إنه فى يوم الاثنين الماضي (ليس يوم اول من أمس) قذفت الشمس حزمة هائلة من لهيبها الناري بطول يعادل صفا من 20 كرة أرضية. وبسرعة مليونين و700 الف كيلومتر في الساعة. وأن ذلك أحدث تغييرات مناخية جعلت شتاء الأرض صيفا في عدد من دول أوروبا والدول العربية.. وقد تم التقاط موجات راديو قصيرة في جميع انحاء العالم لصوت صدر عن الشمس يشبه إلى حد كبير صوت زئير الأسد…
وشرح العالم الأمريكي توني فيليبس المتخصص في التغييرات المناخية لمحطة فوكس نيوز التلفزيونية ان الشمس قذفت لهبا طويلا على شكل هالة من الغاز البلازمي وسرعة اللهب الذي قذفته الشمس وصل إلى 45 ألفا من الكيلومترات في الدقيقة… الموضوع ليس مجرد ‘كتل هواء ساخن’ لا ندري قادما من أين ولا أسبابه.. وهذا التعميم الذى قرأته لأمر يهم الناس على بساطته، ويلفت انتباه الناس ويتساءلون عن أسبابه دفعني إلى تناوله مضطرا.. لأني من جيل ظل ينتظر العلم عشرات السنين في شتى مناحي الحياة، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الرياضة إلى الفن.. وبدون الأخذ بالعلم في كل شىء، ومن اكبر إلى أصغر شيء سنظل كما نحن، نلهث خلف العالم الآخر في كل شيء.. تعبنا من هذا اللهاث الذي طال زمنا! المهم هل عرفتم لماذا تناولتم آيس كريم فى فبراير؟’.
فتوى في حكم سماع الأغاني والموسيقى
وإلى الفتاوى من صفحة أنت تسأل والإسلام يجيب، في اللواء الإسلامي وأشرف عليها هذا الأسبوع زميلنا عبد العزيز عبد الحليم حيث أرسل الشيخ أحمد عبد الحليم رئيس الجمعية الشرعية بإمبابة يسأل:
– ما حكم الغناء والموسيقى أفيدونا من فضلكم؟
وأجاب عن هذا السؤال المحرج رئيس فرع الجمعية الشرعية بإمبابة الشيخ علي عبد العال الطهطاوي المدير العام لجمعيات أهل القرآن والسنة قائلا:
إن موقف الشاب في تعلم الموسيقى مع حرصه الشديد على أداء الصلاة في أوقاتها وعلى أعماله المكلف بها موقف نابع من الغريزة التي حكمها العقل بشرع الله وحكمه. الفقهاء اتفقوا على إباحة السماع في إثارة الشوق إلى الحج وفي تحريض الجيش على القتال، مثال ذلك سينا يا سينا وأدينا عدينا أبني البطل وأي أغنية في حب مصر وعظيمة يا مصر وأي أغنية في حب الوالدين.. وفي المناسبات كالعيد والعرس وقدوم الغائب وما اليها ورأيناهم في ما وراء ذلك على رأيين. يقرر احدهما الحرمة ويستند إلى أحاديث وآثار، ويقرر الآخر الحل ويستند إلى أحاديث وآثار. وكان قول القائلين بالحل أنه ليس في كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في مقولهما من القياس والاستدلال ما يقتضي تحريم مجرد سماع الأصوات الطيبة الموزونة، مع أنه من الآلات. وقد قال الشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي في كتابه إيضاح الدلالات في سماع الآلات ان الأحاديث التي استدل بها القائلون بالتحريم والفجور.. وقد نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عن كثير من الصحابة والتابعين والأئمة والفقهاء أنهم كانوا يسمعون ويحضرون مجالس السماع البريئة من المجون المحرم وذهب إلى مثل هذا كثير من الفقهاء.
وكان الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر في القرن الثالث عشر الهجري.. ذا ولع شديد بالسماع وعلى معرفة تامة بأصوله ومن كلماته في بعض مؤلفاته من لم يتأثر برقيق الأشعار وتثني بلسان الأوتار على شطوط الأنهار في ظلال الأشجار فذلك جلف الحمار، وأن الأصل في السماع الحل والحرمة عارضة وأذن فسماع الآلات ذات النغمات أو الأصوات الجميلة لا يمكن أن يحرم باعتباره صوت آلة أو صوت إنسان أو صوت حيوان وأنا شخصيا أحب أغنية أحد أحد الله الصمد.. وبلال سجد مهما أتجلد.. والشمس تخجل من عينيه وروحه حرة للأبد. وأحب أيضا أغنية سينا يا سينا وأدينا عدينا , وبالأحضان يا سينا، أبني البطل عشان أنا أم البطل، وأحب المسلسلات المحترمة مثل الوتد، والرحاية، والثعلب. وأغاني سيد درويش وكل أفلام إسماعيل ياسين والسلام الجمهوري وأعشق المسلسلات الصعيدية والتحطيب والرقص الصعيدي على الطبل البلدي وعاش إللي قال للرجال عدو القنال.
حصاد الأخبار
ـ رئيسة دار الأوبرا في مصر الدكتورة إيناس عبد الدايم اتفقت مع جمعية رجال الأعمال ومستثمري محافظة البحر الأحمر والمحافظ على إقامة عرض أوبرا عايدة طوال شهر يونيو/حزيران القادم في مدينة الغردقة عاصمة المحافظة لجذب السائحين إليها وسيقوم بتقديم العرض أكثر من اربعمئة فنان مصري وأجنبي.. المعروف أن دار الأوبرا سبق لها تقديم العمل عند سفح أهرامات الجيزة.
– الفنان المصري محمد هنيدي وافق على بطولة مسلسل تلفزيوني جديد اسمه كهربا زيادة يشاركه البطولة لطفي لبيب ومحمد عادل إمام وغادة عادل ورجاء الجداوي وهالة فاخر ويخرجه مجدي الهواري وكتبه عمر طاهر.
– إيهاب طلعت رجل الأعمال المصري الهارب في لندن عاد إلى القاهرة وسلم نفسه للسلطات استعدادا للإعلان عن تسوية مديونياته المالية.
– نيابة قسم أول مدينة نصر بالقاهرة قررت استدعاء كل من الفنان أحمد عز والفنانة زينة الأسبوع القادم لاستكمال تحقيقاتهما في البلاغ الذي قدمته زينة تطلب فيه إثبات نسب ولديها التوأم من أحمد عز، لأنه تزوجها عرفيا. واستمعت النيابة لأقوالها ثم استدعت عز لسؤاله فأنكر قولها وسوف تستدعيهما النيابة مرة أخرى لاستكمال السؤال قبل أن تأمر بإجراء تحليل دي . أن . أيه.