خطة كيري الاسرائيلية!

حجم الخط
0

تتسرب بعض المعطيات حول ما في جعبة كيري، في جولاته. وأبرز ما تحدث فيه عن السلام الإقتصادي، ووقف الإستيطان ما أمكن، وغير ذلك يحاط بالسرية. فهل كيري يحمل خطة محددة؟ أم أنه إدارة وضع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ وهل الزيارة تهتم فقط بهذا الصراع بمعزل عن ما يدور في ‘المحرقة’ على أرض العرب؟
في تاريخية العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، لم تعمل أمريكا ما ترفضه إسرائيل، وأكثر ما في الأمر هو تفهم الخصوصية الإسرائيلية، بل إن كثيراً من اليسار الإسرئيلي تبنى مواقف أفضل من توجهات الإدارة الأمريكية. لهذا لن تقدم أمريكا على أية خطوة، دون موافقة حكومة إسرائيل، وستكون الجولات للوزير الأمريكي تطوع لتحريك المياه الراكدة، فالمياه الساكنة أخطر من الجارية. ففي الجانب الفلسطيني ستتم عملية الضغط من أجل إجراء المفاوضات، مع تقديم الدعم الإقتصادي. وفي الطرف الآخر محاولة وقف الإستيطان ما أمكن. إن تلك الجولات تحدث حراكاً (بغض النظر عن المراهنة على الزيارات أو التأييد أو التنديد)، يساهم في محاولة عدم دفع الوضع الفلسطيني إلى حافة الإنفجار. إن أي حدوث تغيرات نوعية قادمة في الحالة الفلسطينية، لن تكون كالمرات السابقة (سواء من قوة التحدي الفلسطيني أو من عنف الرد الإسرائيلي)، فالوضع هذا ليس منفصلاً عن مايحدث عربياً (إرتفاع أعداد القتلى بصورة رهيبة)، وسينظر للخسائر البشرية والمادية بنوع من المحاكاة مع الأحداث في المنطقة وخاصة في سورية، وما تجره من ويلات.
وزيارة كيري، أصبحت بحكم الوضع المتأزم، ضرورة لا بد منها. فهي تركز بشكلها الظاهري على الوضع الفلسطيني الإسرائيلي فقط، ولكنها في العمق، هي زيارة ‘ ميدانية ‘ للساحة الحربية، لوزير لا يحمل نياشين الجيش. إن كيري يعلم أن الملف الفلسطيني، هو ضمن الملفات الساخنة الأخرى، وبالتالي سيكون من المفيد أكثر، حله من خلال الحاضنة العربية والإقليمية، وهذه بداية العودة إلى الملف الفلسطيني بحلة جديدة، ومتلازم مع ما يجري عربياً (لإنه في إشتداد الأزمات العربية تم تراجع ترتيب الملف الفلسطيني). إن التركيز الأخير على المبادرة العربية مع إضافة تبادل الأراضي، تصب في هذا التوجه، فالفلسطينيون هم جزء من الأمة العربية، وبالتالي إن أمكن أن يوافق الفلسطينيون بعد موافقة العرب، سيعطي زخماً أكثر لحل الأزمة، إضافة إلى إبقاء العرب يدورون حول النجم الأمريكي، بعد تراجع مكانة أمريكا عالمياً، وتشكل التحالفات الجديدة. وسيبقى كيري ‘يلعب’ من خلال خطته المزعومة فيوهم العالم بأن خطته مكتملة وجاهزة، والدلالة على ذلك سيقول للمعنيين أن خطته موضوعة في مكان آمن، وعلامة المكان تحت الغيمة!
عبدالله أبو مازن

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية