خطر الموت يقترب أكثر من الأسير أبو هواش.. والجهاد الإسلامي تنذر: استشهاده يعني الحرب

حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”: مع استمرار معاناة الأسير المضرب عن الطعام هشام أبو هواش الذي يصارع الموت، وكذلك الكثير من الأسرى الذين يهددون بالدخول في مواجهة مع سلطات السجون، رفضا لما يتعرض له زملاؤهم في سجن “نفحة”، حذرت المقاومة الفلسطينية بأن هذه الانتهاكات ستنعكس على الميدان، ومن شأنها أن تفجر مواجهة مسلحة.

وبحالة صحية سيئة للغاية، يواصل الأسير أبو هواش إضرابه المتواصل عن الطعام لليوم الـ134 على التوالي، وهو على سرير العلاج في مشفى “أساف هاروفيه” الإسرائيلي، الذي نقله إليه الاحتلال بعد دخوله مرحلة الخطر الشديد.

ورغم وضعه الصحي، حيث يخشى أن يتعرض لـ”الموت المفاجئ”، إلا أنه يصر على الاستمرار في معركة الإضراب لنيل حريته، والحصول على قرار بإطلاق سراحه، بعد أن جمد الاحتلال أمر اعتقاله الإداري، وهي خطوة لا تعني انتهاء حبسه، بل رفع مسؤولية إدارة السجون عنه لحين تعافيه.

وقال رئيس نادي الأسير، قدورة فارس إن “تعليق الاعتقال الإداري بحق الأسير هشام أبو هواش هو إجراء قمعي، وهو بمثابة تلاعب بالكلمات”، وأكد أن هذا القرار يعد “لعبة بائسة من أجهزة أمن الاحتلال، وإدارة مصلحة السجون”، لافتاً إلى “تورط القضاء الإسرائيلي في هذا التلاعب”.

وأوضح أن الأسير أبو هواش بالرغم من هذا القرار لا زال مستمرا في إضرابه عن الطعام، ما يشكل خطراً على حياته، مؤكدا أن وضع الأسير أصبح أكثر صعوبة من السابق، وقال: “كل يوم يمر نحن نقترب من لحظة استشهاده، وإن قرار تجميد الاعتقال الإداري به نوع من التضليل”، مؤكدا أن ما يجري مع الأسير أبو هواش هو “عملية إعدام بطيء وممنهج مع سبق الإصرار”.

ولفت فارس إلى أن قوات الاحتلال تعمل على الالتفاف على الأسرى من خلال إصدار قرار تعليق الاعتقال الإداري وهو أمر شكلي لا يغير شيئا في الواقع.

ولم يعد الأسير أبو هواش يقوى على الحركة ويستخدم كرسيا متحركا، ويعاني من دوخة، وهناك خشية من إصابة جهازه العصبي بسبب تضرر وظائف أعضائه الحيوية، كالقلب والكبد والكلى والرئتين.

وبسبب وضعه الخطر، كشف النقاب عن إبلاغ قيادة حركة الجهاد الإسلامي، الوسطاء بصورة واضحة بأن استشهاد الأسير هواش في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعني الحرب.

ونقلت وكالة “سما” المحلية عن مصادر في الحركة قولها “إن رسالة واضحة نقلت بهذا المعنى إلى الجانب الإسرائيلي”، وحمّلت دولة الاحتلال مسؤولية توتير الأوضاع والدخول في معركة جديدة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وأكدت أن ممارسات الاحتلال الأخيرة ضد الأسرى والأسيرات “تدفع باتجاه التصعيد مع فصائل المقاومة في غزة وزيادة وتيرة العمليات في الضفة”.

وفي السياق، تواصلت الفعاليات التضامنية مع الأسير أبو هواش. ونظمت مؤسسات الأسرى وقفة تضامنية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة رام الله، وأخرى أمام مقر اللجنة في مدينة طولكرم، إسنادا له وللأسرى الذين يواجهون إجراءات تنكيلية متصاعدة في سجون الاحتلال.

وكانت تظاهرة نظمت في مدينة حيفا داخل أراضي عام 48، مساء الإثنين، دعما ومساندة للأسير أبو هواش، بمشاركة “حراك حيفا” ومجموعة “نشطاء من أجل الأسرى”، وحركة “شباب حيفا”.

وندد المتظاهرون بسياسات الاعتقال الإداري المنافية للأعراف والقوانين الدولية، ورددوا شعارات لدعم صمود الأسير أبو هواش الذي رفض تعليق إضرابه عن الطعام قبل صدور قرار رسمي عن حكومة الاحتلال بإنهاء اعتقاله الإداري.

جاء ذلك في وقت لا تزال فيه الأوضاع داخل السجون تشهد حالة من الغليان، بسبب إجراءات الاحتلال التنكيلية الأخيرة، وفي هذا السياق قال الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى، معاذ أبو شرخ، إن الأوضاع السائدة في سجون الاحتلال جعلت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس تعلن نيتها خوض إضراب مفتوح عن الطعام وحلّ التنظيم داخل السجون “في إشارة لبدء المعركة”.

أوضاع السجون متوترة والخطوات النضالية الجديدة تنتظر انتهاء التفاوض

وأكد أن الأوضاع هناك “متوترة وحرجة”، وأضاف: “الإضراب عن الطعام وسيلة لتحقيق أهداف ومطالب الأسرى فإذا تحققت المطالب دون إضراب فلا حاجة له، وإذا لم تتحقق فإن اللجوء إلى الإضراب سيبدأ خلال الساعات المقبلة”.

وأشار إلى أن حل الهيئات القيادية يعني تعامل مصلحة السجون مع كل أسير لوحده وكل أسير له مطالبه الخاصة بالتالي سيعكر صفو الاحتلال، وخطوة حل التنظيم خطيرة على مصلحة السجون وتعلم نتائجها جيداً.

وكان أسرى قسم 12 في سجن “نفحة” تعرضوا الأسبوع الماضي، لـ”اعتداء شرس وهمجي” من قبل وحدات القمع الإسرائيلية، تسبب بوقوع عدة إصابات، وذلك عندما ثاروا انتصارا للأسيرات اللواتي تعرضن لهجوم آخر أكثر بشاعة، تمثل في الاعتداء عليهن بالضرب ونزع الحجاب عن رؤوسهن وعزل بعضهن انفراديا.

وفي سياق قريب قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ومسؤول ملف الأسرى فيها، زاهر جبارين: إن “الاحتلال يتعاطى مع قضية المفاوضات غير المباشرة بخصوص صفقة تبادل أسرى، وفق المفاوضات العبثية، وعلى مبدأ المراوغة”.

وأشار خلال لقاء تفاعلي على منصة “زوم”، خصص للحديث عن آخر مستجدات الأسرى في سجون الاحتلال، إلى أن “المقاومة التي حققت صفقة وفاء الأحرار، باستطاعتها في نهاية المطاف أن تحقق ما تريد، نتيجة ما لدى المقاومة من معتقلين”.

وأكد أن حركة حماس وجهت الرسائل العديدة لكل الحلفاء والأصدقاء والدول التي تتحدث معها، مفادها: “أننا كمقاومة وشعب فلسطين لن نسمح أن تبقى معركة الأسيرات والأسرى داخل قلاع الأسر والأسوار الصهيونية”، وأضاف: “نحن مستعدون لدفع الأثمان الباهظة للدفاع عن الأسرى إذا ما استمر هذا العدوان، وستنتقل المعركة حتماً إلى خارج السجون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية