خطط إسرائيلية لتهويد الأقصى تستند لثلاثة مسارات ومخاوف فلسطينية من تصعيد هدم المنازل

حجم الخط
0

غزة – القدس – “القدس العربي”:

بوتيرة متسارعة، تواصل سلطات الاحتلال هجماتها الاستيطانية ضد الأراضي الفلسطينية، في إطار الخطط الرامية لتهويد مدينة القدس المحتلة، وطرد السكان وتنفيذ عمليات “تطهير عرقي”، وسط مخاوف فلسطينية من توسيع نطاق عمليات هدم منازل المقدسيين، مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقررة في شهر نوفمبر القادم.

الحرب الاستيطانية ضد القدس 

وفي إطار هذه السياسة، أقرت لجنة التخطيط والاستيطان، خطة إنشاء حي استيطاني على أراضي قريتي صور باهر وأم طوبا جنوب شرقي القدس المحتلة، وحسب المخطط الذي نشرته سلطات الاحتلال، سيتم إقامة حي استيطاني على منحدر باتجاه مدخل جبل أبو غنيم، على منطقة يحدها الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 من جهة وحدود 1967 من الجهة الثانية، وهي ضمن الخطة لبناء جدار استيطاني يفصل شرقي القدس المحتلة عن بيت لحم بجدار استيطاني من الشرق إلى الغرب.

كما لم تتوقف مخططات الاحتلال الرامية للسيطرة على المسجد الأقصى، في إطار مخططات هدمه لاحقا، لإقامة “الهيكل” المزعوم، حيث أكد الشيخ ناجح بكيرات، رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، أن هذه المخططات وصلت لمستويات خطيرة جدًّا، تهدف لتهويده، من خلال ثلاثة مسارات، أولها عزل المسجد عن محيطه من خلال الحفريات التهويدية في ساحة البراق، والتي انتقلت للجهة الغربية، وأحدثت عدة اختراقات في جدار الأقصى، فيما المسار الثاني من خلال تهديد المباني الإسلامية، كما جرى في مدرسة سلوان التي انهار أحد الصفوف فيها عام 2007، وهبوط درج دائرة الأوقاف الذي عرضه 3 أمتار وطوله 10 أمتار، إلى جانب التشققات في مصليات الأقصى، وقال إن الاحتلال يعمل على إضعاف أساسات المسجد، وجدرانه في محاولة لخلق واقع يهدد الأقصى من خلال الحفريات المستمرة.

وأوضح أن المسار الثالث يتمثل في شرعنة الخطط التهويدية، وتقديمها من قبل الاحتلال على أنها قضايا علمية يقودها جنرالات عسكريون يهدفون لإزاحة الوجود الإسلامي من خلال التدمير الجزئي للأقصى ومعالمه الإسلامية.

سرقة أراض وهدم منازل 

وكان من بين المشاريع الاستيطانية الأخيرة، التي طالت مدينة القدس المحتلة، بهدف تهويدها، قيام دائرة الأراضي والاستيطان الإسرائيلية بنقل ملكية مساحة واسعة من أراضي بلدات أبو ديس ورأس العامود والسواحرة، بصورة سرية لصالح جمعيات استيطانية، ضمن خططها الرامية لبناء حي استيطاني جديد تحت مسمى “كدمات تسيون”.

وقد أجبرت سلطات الاحتلال المقدسي فاروق مصطفى على هدم منزله في بلدة العيسوية، رغم انتزاعه قرارا من محكمة الاحتلال بتجميد أمر الهدم الذي نفذه الاحتلال بجزء من منزله في شهر أيار الماضي، وكذلك أجبرت المواطن المقدسي خالد شويكي على هدم منزله في حي الثوري ببلدة سلوان، وجاء القرار رغم أن مالكه يقضي حكما بالحبس المنزلي ومزود بطوق إلكتروني.

وفي هذا السياق قال رئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير عدنان الحسيني، إن جريمة هدم المنازل “منهج مستمر منذ فترة طويلة وهو جزء من سياسة الاحتلال، من أجل تقليل البناء وتقليل الوجود الفلسطيني في المدينة وتهجيرهم وزيادة معاناتهم، فالفلسطيني عانى أكثر مما يمكن أن يتحمله البشر”.

وقد أعربت حركة حماس عن رفضها مصادقة بلدية الاحتلال على خطط استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة، واعتبرت أن الخطوة تعد “إمعانا في تهويد أرضنا واستهداف هُويتنا، ومحاولة يائسة لن تفلح في طمس معالم المدينة المقدسة وتغيير حقائق التاريخ”، ودعت الحركة الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الصبر والصمود في مواجهة انتهاكات الاحتلال ومخططاته التهويدية، دفاعاً عن الأرض والحقوق الوطنية حتى التحرير والعودة.

هجوم على مناطق “ج” 

وضمن مخططات الاحتلال الخطيرة، التي تهدف لتوسعة الاستيطان، أخطرت قوات الاحتلال بوضع اليد على أراضٍ من قرية برقة غرب نابلس، كما استولت على وحدة للطاقة الشمسية في مسافر يطا جنوب الخليل، رغم أنها تقوم في تلك المناطق بمنع البناء وإنشاء شبكات للكهرباء ومياه الشرب، وتستهدف بالهدم والتدمير كل مقومات البنية التحتية التي من شأنها تعزيز صمود المواطنين في تلك المناطق المستهدفة بالاستيطان، بهدف إجبار الأهالي على ترك بيوتهم وأراضيهم لصالح توسعة الاستيطان.

وفي السياق دعت حركة “السلام الآن” الإسرائيلية إلى تفكيك البؤرة الاستيطانية الجديدة التي أقامها مستوطنون جنوبي الضفة الغربية المحتلة فورًا، وعدم التسامح مطلقًا مع مجرمي البؤر الاستيطانية، واعتبرت أن “كل دقيقة تستمر فيها البؤرة الاستيطانية هي دليل على أن وزير الجيش يعمل على إرضاء ساعر وماتان كاهانا وينحرف نحو الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة على حساب مصالح إسرائيل والأمن”. وبحسب “السلام الآن”، يوجد 451 ألف مستوطن في 132 مستوطنة و147 بؤرة استيطانية بالضفة الغربية، ولا تشمل هذه المعطيات نحو 230 ألف مستوطن يعيشون في القدس المحتلة منذ حرب 5 يونيو 1967.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية حرب الاحتلال المفتوحة على الوجود الفلسطيني بأشكاله كافة في القدس الشرقية المحتلة وعموم المناطق المصنفة (ج)، بهدف إلغائه والاستيلاء على تلك المناطق لتخصيصها كعمق استراتيجي للتوسع الاستيطاني.

وقالت في بيان لها إن تلك الحرب اليومية المتواصلة على الوجود الفلسطيني تشمل ليس فقط منع المواطن الفلسطيني من الوصول إلى أرضه وحرمانه منها بقوة الاحتلال وقمعه والتنكيل به، بل تدمير أية وسائل أو مقومات أو إمكانيات تعزز من صموده وتمسكه بأرضه بما في ذلك هدم وتدمير الغرف الزراعية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية