خطيبة خاشقجي: لو كان هناك رئيس أمريكي غير ترامب لكان موقف واشنطن أكثر حزما تجاه السعودية

حجم الخط
4

واشنطن- هاكان تشوبور: قالت خديجة جنكيز، خطيبة الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي، إنها لاحظت نوعا من الخجل لدى أعضاء الكونغرس الأمريكي حيال جريمة قتل خاشقجي، بسبب عدم صدور مواقف حازمة بهذا الشأن.
واعتبرت أنه لو كان هناك رئيس أمريكي غير دونالد ترامب، لكان موقف واشنطن أكثر حزما تجاه السعودية.

مكانة أزعجت البعض
وحول سبب خشية السعودية من خاشقجي باعتباره شخصا مثقفا ومحبوبا، قالت جنكيز إن جمال لم يكن يعتقد أبدا أن بلاده تضمر له أي تهديد، بل كان يتحدث عن قضاياها بطريقة سلمية، حتى أنه أكدّ، في أكثر من مرة، أنه ليس معارضا للرياض.
وأضافت أن “جمال كان إنسانا هادئا لا يحب الشجار والضجة، ويتحدث بلطف، وكان يلتقي العديد من الشخصيات الرفيعة في السعودية، وهذا ما جعلني أستغرب مقتله”.
وفي الواقع، تتابع: “يبدو أنهم انزعجوا من القوة والمكانة التي يمثلها أو التي امتلكها جمال بمفرده، لأن قوته كانت تتزايد، وبالتالي كان من الواضح أن تصاعد مكانة وقوة جمال الاستراتيجية قد أزعجت البعض بالفعل.. والمؤسف أن جمال نفسه لم يكن يدرك مدى قوته”.

لقاء بترامب
جنكيز أوضحت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان قد أبدى موقفا قاسيا نوعا ما في الأيام الأولى بعد مقتل خاشقجي، بفعل الردود العالمية، ولكن تلك اللغة تغيّرت وحاول أن يخرج هذه الجريمة من السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وردا على سؤال حول رفضها تلبية دعوة ترامب إلى البيض الأبيض، في تلك الفترة، قالت جنكيز: “لم أرد على الإطلاق أن تتحول هذه القضية إلى قضية إعلامية، وكما تعلمون فإن الإجراءات القضائية والسياسية جرت بشكل جيد في تركيا”.
وأشارت إلى أن “الشخص الذي قُتل هو جمال خاشقجي، أي أنه لم يتعرض للقتل لأنه خطيبي، وإنما بسبب اسمه، ولذلك حرصت على عدم استغلال القضية للحصول على شيء ما من ورائها”.
وأضافت: “لم أفكر بأن لقائي مع ترامب سيكون خطوة إيجابية في ما يتعلق بفرض العقوبات (على السعودية)، وإذا كانت هناك خطوة ما ستتخذ، فلقد كان ينبغي اتخاذها بالفعل قبل هذا اللقاء.. وتساءلت في نفسي عمّا إن كانت هذه الدعوة وجهت لي لأنه لن يتم اتخاذ أي شيء.. كنت متيقنة أن اللقاء لن يأتي بشيء جديد يخدم القضية”.
“لو كان هناك غير ترامب لكان الموقف الأمريكي أقوى”
جنكيز تطرقت أيضا إلى الاختلاف الموجود بين البيت الأبيض والكونغرس والإعلام بشأن جريمة مقتل خاشقجي، مؤكدة أنه “لو كان هناك رئيس آخر غير ترامب، لربما صدر موقف أكثر حزما.. لأن موقف الأخير كان يهدف لحماية السعودية”.
أما في ما يتعلق بأعضاء الكونغرس، فقالت جنكيز إن شخصيات كثيرة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لم تكن راضية عن موقف الإدارة.
وأكدت أن “جميع من في الكونغرس يشعرون بالخجل في هذا الصدد بسبب عدم صدور الردود اللازمة، ولقد شعرت بذلك شخصيا”.

خطوات جديدة
وعن مستقبل القضية من الجانب الأمريكي، قالت جنكيز إنه “يمكن أن تطرح في الأيام القادمة خطوات جديدة في الكونغرس، من قبيل مشاريع قوانين أو عقوبات.
وموضحة: “تلقيت بعض الإشارات في هذا الاتجاه أثناء المباحثات الأخيرة التي أجريتها في الكونغرس، حيث أكدت لي شخصيات كثيرة فيه أن الموقف الأمريكي حيال الجريمة غير كاف، لأن الأمر يتعلق بتقويض القيم الرئيسية للبلاد، وعليه فإنه ينبغي إصلاح هذا الأمر”.
وبخصوص الجلسة التي شاركت فيها في الكونغرس، شدّدت جنكيز على ضرورة التركيز بعد اليوم على الخطوات المقبلة بشأن الجريمة.

واعتبرت أنه “بإمكان الولايات المتحدة فتح تحقيق دولي داخل الكونغرس، ولقد كان ذلك مطلبنا، والمسار القضائي في تركيا وصل إلى مستوى معين وأصبح مسدودا، إذ لم يعد هناك إمكانية للتقدم، وأعتقد أنه يمكن التوصل إلى نتيجة أكثر تاثيرا إذا أصبح التحقيق دوليا”.

يحب الشباب والشاي التركي
جنكيز أكدت أنه من حقها الطبيعي معرفة الحقيقة بشأن مصير خاشقجي الذي كان يحب كثيرا قضاء الوقت مع الشباب، وتنفيذ مشاريع كثيرة معهم.
وتابعت: “عندما سألته ذات مرة عن سبب اهتمامه إلى هذه الدرجة بالشباب، أجابني بأنه يشعر نفسه شابا عندما يعمل معهم، وكان يحرص على ألا يزعج أو يكسر قلب أحد، ويسكت حتى لو كانت معنوياته سيئة على سبيل المثال، وكان صمته عميقا في بعض الأحيان”.
وأشارت إلى أن جمال لم يكن يتصل بأحد عندما يكون حزينا، ولم يكن يفرط في التفاؤل، وكان مرحا عندما يتحدث ولكن في نفس الوقت كان يفكر ويتفكر بعمق ويقرأ كثيرا.

كانت جنكيز تحب كثيرا جدا طبيعة خاشقجي المثقفة خلال الحديث معه، على حد قولها، وعندما كانا يخططان لشيء ما، كان سؤاله الأول هو “هل سيكون هناك شاي تركي أيضا؟”، لأنه كان يحب الشاي التركي كثيرا ويشربه دائما، بعكس القهوة التي لم يكن يتناولها بكثرة.

ولفتت إلى وجود ذكريات جميلة جدا لها مع خاشقجي في فترة الخطبة، حيث كان يتصل بها عادة بطريقة مرئية عندما يكون في الولايات المتحدة ويستشيرها حين يعتزم شراء غرض ما.

قلب حنون
ومستعرضة ذكرياتها معه: “كان ذات مرة يعتزم شراء نظارة لنفسه، وعندما ذهب للشراء أرسل لي صورة النظارة التي كان يجربها ليسأل ما إن كانت جميلة أم لا، وفي النهاية تحدثنا واختار واحدة منها. كان هدفه من ذلك هو ألا يشعر بأنه وحيد هناك”.
وأكّدت أن جمال كان صاحب قلب أبيض وحنون، ويتمتع بطبيعة عاطفية ولطيفة للغاية، وأن الكشف عن ملابسات مقتله، مهمة إنسانية وأخلاقية باعتبار الحادثة تستدعي الدفاع عن حق إنسان مثله.
وأشارت أن خاشقجي كان إنسانا فريدا جدا وشجاعا، وعاش من أجل مبادئه تاركا كل ما يرغب الإنسان في امتلاكه، وهذا هو السبب وراء مغادرته السعودية والاستقرار في الولايات المتحدة.
وختمت: “كان بإمكانه أن يختار التقاعد مثل الكثير من زملائه، وأن لا يتخلى عما يملك، ولكنه اختار مبادئه، وأعتقد أن الإنسان يجب أن يكون مثله”. (الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول المشاء:

    يا اختاه، كفى ضحك على الذات، قتل نصف مليون سوري بشتى صنوف الأسلحة ولم يرف لا مزيكا جفن فهل سيهتمون بقتل شخص. متى تفهمون ان الغرب منافق!

  2. يقول نجمة:

    رحم الله كل الشهداء و منهم الشهيد المغدور الخاشقجي وأعان القابعين في السجون سجناء الرأي على ماساتهم اليومية حسبي الله ونعم الوكيل

  3. يقول علي:

    ترمب يحمي المنشار وزبانيته. فهو يحصل على مليارات بلا عدد من أجل الوظائف لشعبه، وإذلال المسلمين!

    1. يقول بحر:

      صدقت

إشترك في قائمتنا البريدية