خط أنابيب روسي يهدد مشروع نابوكو لنقل غاز دول بحر قزوين للاتحاد الاوروبي
28 - مايو - 2013
حجم الخط
0
فيينا/بروكسل – رويترز – ا ف ب: يتراجع بشدة مشروع أوروبا الطموح لمد خط أنابيب لنقل الغاز من دول بحر قزوين للحد من اعتماد بلدانها الشرقية على روسيا أمام مشروع روسي أكبر. وفي الوقت الذي توشك فيه اذربيجان على اتخاذ قرار بشأن اختيار احد الخطين لتنقل عبره صادراتها المستقبلية، فإن مشروع نابوكو الذي لطالما كان الاختيار المفضل لاوروبا قد يتراجع أمام مشروع خط انابيب الادرياتيكي (تاب) الاكثر تواضعا الذي يمر عبر اليونان إلى جنوب ايطاليا. وفي معادلة معقدة تعتمد على السياسة بقدر اعتمادها على الاقتصاد يتقدم مشروع تاب على نابوكو الذي يمتد إلى النمسا في منافسة مشروع ساوث ستريم الروسي الذي يتكلف 39 مليار دولار. وقال اندرو نيف المحلل في شؤون الطاقة بمؤسسة آي.إتش.إس للابحاث في موسكو ‘السؤال هو: هل سيظل نابوكو مجديا اذا ما تم مد خط ساوث ستريم.’ ويتوقع أن يصدر القرار بشأن الاختيار بين مشروعي تاب ونابوكو الشهر المقبل من شركاء في كونسورتيوم شاه دينيز الذي تقوده شركة بي.بي النفطية وشركة سوكار الحكومة للطاقة في اذربيجان. ولن يخرج الاتحاد الاوروبي بقرار مباشر بشأن الاختيار بين المشروعين ولكن تحوله في الفترة الأخيرة الى ‘الحيادية’ بعد دعم نابوكو قد يتسبب في تغير كبير. وتقول اوروبا حاليا انها ستكون مسرورة بأي من المشروعين أو بكلاهما معا. وقال مايكل هوفمان مدير الشؤون الخارجية في مشروع تاب في تصريح لرويترز ‘حدث تحول كبير.’ وقال كريستيان دولزال المتحدث باسم مشروع نابوكو ان مشروعه يحظى بدعم سياسي قوي. واعتمدت الخطة الاوروبية الاصلية على خط انابيب واحد بطول 3900 كيلومتر من اذربيجان وعبر تركيا إلى البلقان. ورغم ان الخطة التي تقودها شركة أو.إم.في النمساوية خفضت طول الخط الى 1300 كيلومتر فقط يتم ربطه بخط انابيب تركي فإنه حظي بتأييد كل من بروكسل وواشنطن. ولن يقتصر الأمر على ذلك لأن مشروع ‘نابوكو ويست’ سيشق بلدان الكتلة الشرقية السابقة التي تعتمد في اغلب احتياجاتها من الطاقة على روسيا حتى رغم ان الامدادات الاولية من غاز اذربيجان ستشكل اثنين في المئة فقط من الاحتياجات الاوروبية. ويقتصر طول خط انابيب تاب على 800 كيلومتر منها مسافة تحت البحر الى جنوب ايطاليا. وأكبر المساهمين في المشروع اكسبو السويسرية وشتات اويل التي تملك حصصا في حقول غاز باذربيجان. ويبدو الوضع الاقتصادي للمشروعين متساويا. ففي الوقت الذي تقدر فيه تكلفة مشروع نابوكو بنحو ثمانية مليارات دولار، قال خبير اذربيجاني ان مشروع تاب سيتكلف اقل من نابوكو بنحو 500 مليون دولار ولكن الأول قد يصل لأسواق أكثر. واختيار مشروع تاب الذي لا يمر من أراض سيطرت عليها روسيا بشكل تقليدي مفيد من الناحية السياسية لاذربيجان المتوافقة على نطاق واسع مع الغرب لكنها غير مهتمة بالصراع مع روسيا. وبدأت روسيا في مد خط انابيب ساوث ستريم في كانون الأول/ديسمبر وتأمل في البدء في نقل الغاز لاوروبا قبل 2019 وهو الموعد المقرر للبدء في تدفق الغاز من اذربيجان الى الاتحاد الاوروبي. وسيشق مشروع ساوث ستريم الذي تقوده شركة غازبروم البحر الاسود وسيتبع بعد ذلك خط نابوكو ويست. وألغيت خطط لاقامة مسار جنوبي كان سينافس مشروع تاب الأمر الذي صب في مصلحة المشروع الذي يمر عبر الادرياتيكي. وتهتم ايطاليا التي تعتمد على الغاز القادم من شمال افريقيا ومن روسيا بتنويع مصادر الامدادات. وسترحب اليونان التي تكافح للتعافي من أزمة الديون بأي ايرادات اضافية من مشروع خط الانابيب. كما سيسر المانيا أي شيء يصب في مصلحة تعزيز الموقف المالي لليونان ويقلل تكاليف الانقاذ المالي مستقبلا. وقال دبلوماسيون اوروبيون ان مشروع تاب سيعود بنفع إضافي وهو إجبار الخصمين القديمين اليونان وتركيا على التعاون بشكل اكبر. وسترحب بلغاريا ورومانيا، وهما افقر البلدان الاوروبية، باي استثمارات في البنى التحتية في حال اتمام مشروع نابوكو. لكن اقتصاد البلدين لا يواجه الألم الفوري الذي يواجهه اقتصاد اليونان. ومن شأن مد خط انابيب ساوث ستريم عبر بلغاريا وصربيا والمجر وسلوفينيا ان يعود ايضا بفوائد اقتصادية حتى اذا لم ينجح في كسر الهيمنة الروسية. على صعيد آخر دخلت مجموعة الطاقة الفرنسية غاز دو فرانس سويس (جي دي اف سويس) في مشروع انبوب النفط نابوكو الذي يفترض ان يربط بين النمسا والحدود البلغارية التركية لمد اوروبا بالغاز بحلول 2020، كما اعلنت شركة او.ام.في النمساوية للنفط. وبدون ان تكشف قيمة الصفقة، اعلنت الاخيرة انها باعت تسعة بالمئة من حصص نابوكو- غرب الى غاز دو فرانس. وكانت المجموعة النمساوية اعادت شراء حصص شركة كهرباء رينانيا فيستفاليا (ار في اي) التي انسحبت من المشروع. وقال غيرهارد رويس مدير عام الشركة النمساوية ان ‘دخول جي دي اف سويس كشريك في نابوكو-غرب يشكل تقدما جديدا مهما ويدل على ان نابوكو هو الطريق الصحيح لمد اوروبا بشكل آمن بمزيد من الغاز القادم من مصادر جديدة’. ونتيجة لذلك اصبح مشروع نابوكو-غرب يضم ستة مستثمرين هم النمساوية ‘او ام في’ والشركة المجرية العامة للنفط والغاز (ام او ال) والشركة الرومانية العامة ترانسغاز والبلغارية بلغارغاس والتركية بوتاس والفرنسية جي دي اف سويس. وتستورد اوربا سنويا 300 مليار متر كعب من الغاز. ويفترض ان يؤمن نابوكو في مرحلة اولى عشرة مليارات متر مكعب من الغاز لكن قدرته يمكن ان ترتفع على مر الوقت الى 23 مليار متر مكعب، اي ثمانية بالمئة من الاحتياجات. واعلنت جي دي اف سويس عن مشتريات بلغت حوالى 67 مليار متر مكعب من الغاز في اوروبا في 2012. وحسب البرنامج الزمني، في حال اتخاذ مشغلي حقل دينيز شاه قرارا ايجابيا، ستبدأ اعمال بناء نابوكو في 2015. ويمكن ان يتم نقل اولى شحنات الغاز الاذربيجاني في 2018 الى جورجيا وتركيا وفي 2019 لبقية انحاء اوروبا.