خط عباس ـ طراونة يعزز نادي أصدقاء ‘كيري’ في الأردن وفلسطين وخط المجالي ـ المصري يخفف حماسه لنشاطات معارضة أو ‘مناكفة’

عمان ـ ‘القدس العربي’ إستعراض محيطين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بين الحين والآخر ل’خصوم’ رئيسهم خصوصا الذين يكثفون التركيز على خطة كيري الغامضة قاد الرئيس شخصيا مؤخرا وفي العاصمة عمان للكشف أمام نخبة من مسؤولي سفارته ومستشاريه عن ‘معلومة’ قدمها له رئيس الديوان الملكي الأردني الدكتور فايز طراونة مما يظهر تواصل عملية التنسيق بين ‘أصدقاء’ خطة كيري في عمان ورام الله.
معلومة الطراونة تتعلق بتحديد شخصية نقابية وسياسية أردنية اعتبرها الأخير المسؤولة عن ‘تحريض’ النشاطات المضادة لخطة كيري في الساحة الأردنية وهي الرئيس الأسبق للجنة فلسطين في النقابات المهنية الأردنية الدكتور ربحي حلوم.
حلوم كان قد نشر قبل الجميع منذ عدة أسابيع وبصورة علنية التصورات الأولية لما يسمى بخطة كيري وتحدث عنها بين الناس باعتبارها ‘خطر’ يحدق بفلسطين ويتربص بالأردن ومصالحه الحيوية بنفس الوقت.
لكن الإشارة إليه في سياق تفاعلات عباس- طراونة كما كشف عباس نفسه، تنطوي على تذكير يخالف الإنطباع العام بعنوان موت أو وفاة خطة كيري ويوحي ضمنيا بأن مسؤولين في الجانبين لا زالوا يعملون خلف الكواليس لصالح هذه الخطة رغم الإعتراضات الشعبية العارمة عليها في الأردن وفلسطين.
الأهم أن استعمال إسم مسؤول أردني بارز في جلسات فلسطينية تخص طاقم عباس يمكن فمهمه على أساس انه ‘تفويض’ من الجانب الأردني للسلطة الفلسطينية بإستهداف ‘مواطن أردني’ ناشط سياسيا وبصورة علنية بحجم الدكتور حلوم خصوصا وأن الأخير يعمل بوضوح ومنذ سنوات طويلة من أجل تثبيت حق العودة والقدس ولا يتدخل في الواقع بالشؤون الأردنية.
إستناد مستشارين يعملون بطاقم عباس من بينهم عزام الأحمد لمعلومات قدمها مسؤول أردني في إطار قناة شخصية من جانب آخر يقدم دليلا على صعوبة الظروف التي يواجهها الرئيس عباس خلف الستارة مع بقاء خطة كيري على قيد الحياة ويكشف ـ عن بعد- بالوقت نفسه عن إسناد شخصيات أردنية مهمة لهذا الخط.
ذلك يؤثر عمليا في الوقائع بدليل أن عباس وفي إطار ردة الفعل على المعلومة التي قدمها الطراونة له بادر لإصدار تعليمات بالعودة ل’دفاتر قديمة’ تتعلق بعمل الدكتور حلوم سفيرا لمنظمة التحرير في تركيا قبل عشرات السنين تمهيدا لحالة بحث ورقية عن ما يمكن أن يقلق حلوم أو يجده مخالفا مع إطلاق عبارات من بنيها ‘دبروا الأمور’.
اللافت أن ذلك يحصل فيما يتلقى حلوم إتصالا هاتفيا من ‘مجهول فلسطيني’ يقيم في الضفة الغربية يهدده بالندم وهو أمر وضعت السلطات الأردنية بصورته رسميا تحسبا لأي مفاجآت. لكن تفاعلات خطة كيري على الصعيد الأردني الشعبي تقلصت بالمقابل فقد صرف سياسيون ونشطاء كبار بينهم عبد الهادي المجالي وطاهر المصري وآخرون نظرهم عن لقاء أو مؤتمر شعبي كان سيعقد في عمان تحت عنوان التصدي لخطة كيري فيما تقلص الحديث عن الموضوع إلى مستويات حادة مؤخرا.
المجالي استند إلى ‘إرهاق صحي’ لتجميد إتصالات ومشاورات مع تيارات شعبية والمصري لم يعد متحمسا لاجتماعات من هذا النوع تقود إلى صدام مع دوائر القرار الحالية في مواجهة كيري التي لا زالت غامضة عمليا والتي لا يتوقع مسؤولون أردنيون النجاح لها.
على جبهة موازية يرصد المراقبون الخبراء عملية ملموسة لصالح إخفاء خط كيري الإنتاجي مؤقتا والإنتقال به إلى مستوى الظل نسبيا تمهيدا لإنقاذ المفاوضات ، الأمر الذي يبرر انعقاد جلسة مباحثات جديدة الأحد الماضي في الظل لإنقاذ المفاوضات والحفاظ عليها حتى مع استمرار وجود خلافات إسرائيلية ـ فلسطينية.
السيناريو المرجح الآن العمل أمريكيا على إستئناف المفاوضات والجلوس المشترك ثم تلبية طلب عباس بتمديد أمد المفاوضات.
وهذا التكتيك حسب مراقبين سياسيين يشكل الآن محور نقاط الإلتقاء بين الفلسطينيين والأمريكيين في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على ترسيم وتقنين مستوى التجاذب مع بنيامين نتنياهو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية