غزة – «القدس العربي»: بات واضحا أن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، خاصة النساء والأطفال هم عنوان الاستهداف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، في الحرب الحالية «الجرف الصامد»، مع مواصلة الغارات الجوية ضد المنازل المدنية الآمنة، وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 80 شهيدا، ويتوقع أن يتضاعف هذا العدد، مع تنفيذ إسرائيل الجزء الثاني من الحرب اذا ما قررت اسرائيل اجتياح القطاع بالدخول البري ويشير الى ذلك مطالبة سكان الشريط الحدودي من القطاع باخلائه.
وواصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها ضد المنازل المدنية الآمنة، وكان أكثرها بشاعة تلك التي نفذت فجر امس، حين اغارت طائرة اسرائيلية على منزل في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 8، من عائلة الحاج.
وقالت مصادر طبية في المدينة أن المنزل المستهدف يقع في منطقة مكتظة بالسكان، وأن القصف وقع والسكان نيام، واستشهد رجل بمنزله وأصيب أفراد عائلته، في قصف مماثل منزله بمخيم النصيرات وسط القطاع.
واستشهد ثلاثة شبان في قصف سيارة خلال سيرها في أحد الشوارع الواقعة شمال مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع إصابات في المارة.
وسبق هذه الغارة بساعات قليلة ارتكاب اسرائيل مجزرة أخرى في خان يونس، استشهد فيها تسعة شبان، بينهم أربعة أشقاء، حين استهدفت بصاروخ استراحة على شاطيء المدينة.
وتكرر كثيرا خلال الحرب الجارية استشهاد أسر فلسطينية بأكملها جراء الغارات الاسرائيلية، فقد سجل أول من أمس استشهاد ثلاث نساء مع أطفالهن الرضع.
وكان الصحافي حامد شهاب الذي يعمل في وكالة أنباء محلية استشهد في قصف جوي إسرائيلي استهدف سيارته التي تضع إشارة الصحافة خلال سيرها وسط مدينة غزة، في مشهد أعاد للأذهان ما جرى في الحرب السابقة عام 2012. وأعلن الطبيب أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة أن عدد ضحايا العدوان ارتفع إلى أكثر من 80 شهيدا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى نحو 600 مصاب.
من جهته أشار الدكتور مفيد الحساينة وزير الأشغال في حكومة التوافق أن قوات الاحتلال هدمت خلال حربها على غزة بشكل كلي 190 وحدة سكنية، وهدمت بشكل جزئي 6300 وحدة سكنية، منها 170 وحدة غير صالح للسكن.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان له أن قصف المنازل يعد «إجراء عقابيا» يستهدف أعضاء حركة حماس وعائلاتهم، لافتًا إلى أن تدمير المنازل أدى إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين، واعتبر القصف هذا يشكل «جريمة حرب».
وكانت إسرائيل قد كثفت في ساعات الليل عمليات استهداف المقرات الشرطية، في تطور خطير في هذه الحرب، فدمرت مبنى وزارة الداخلية الرئيس في مجمع أنصار غرب مدينة غزة، كما دمرت مراكز شرطية أخرى في المدينة ووسط القطاع، علاوة عن قصف مبنى النيابة العامة.
وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من كل مناطق القطاع ليلا جراء الغارات، وأيقظت أصوات الانفجارات مضاجع السكان، ودبت الرعب والخوف الشديدين في صفوف الأطفال.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم أن استهداف وتدمير مقار الأجهزة الأمنية، «دليل واضح على الفشل الأمني الذي أصابه وإفلاس بنك أهدافه».
كما قصفت قوات الاحتلال بشكل متعمد الخط الخاص ببئر مياه يغذي شمال مدينة غزة، وذلك بعد أن استهدفت وحدة للإسعاف، ومحطة للصرف الصحي غرب المدينة، وبئر آخر للمياه.
وضمن الحرب النفسية التي تشنها قوات الاحتلال، بثت رسائل صوتية على هواتف السكان تدعوهم إلى مغادرة منازلهم فورا.
وطالبت وزارة الداخلية في حكومة التوافق المواطنين بعدم التعاطي مع هذه الرسائل وعدم مغادرة منازلهم والتصرف بهدوء.
وشلت الغارات الإسرائيلية المتلاحقة معظم مناحي الحياة في قطاع غزة، وتوقفت بشكل شبه كامل حركة السكان، وأغلقت غالبية المحال أبوابها، ترقبا للأيام القادمة.
من جانب اخر فتحت مصر معبر رفح البري الفاصل عن قطاع غزة يوم أمس، لتمكين عشرات المصابين ممن يعانون من إصابات خطيرة من السفر لتلقي العلاج في مشافيها.
ويأتي هذا كله في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن نيتها توسيع حجم العدوان ضد القطاع، وتلويحها بقرب تنفيذ عملية برية، وهو ما من شأنه أن يضاعف عدد الشهداء والضحايا خاصة في صفوف المدنيين.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس «غير وارد في هذه المرحلة»، وذلك في رده على اتصالات بهذا الشأن مع مصر أو دول أخرى قد تقوم بدور الوساطة بين الطرفين. وكانت مصر قد أعلنت مع بداية الهجوم أنها تقوم بجهود لإعادة الهدوء إلى غزة من جديد وفق تفاهمات التهدئة.
وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال موتي ألموز أن جيشه وسع نطاق عملية «الجرف الصامد»، ضد حماس وغيرها من التنظيمات المسلحة في قطاع غزة. وقال أن طائرات سلاح الجو أغارت على نحو ثمانين حفرة استخدمت لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، وقال أن هناك في القطاع الآلاف من الأهداف الأخرى التي لم يتم قصفها بعد، مضيفا «الجيش قام حتى الآن باستدعاء أكثر من عشرة آلاف جندي احتياط»، وطالب الجمهور الإسرائيلي بالاستعداد لان تستمر عملية «الجرف الصامد» وقتا طويلا.
وردا على التهديدات الاسرائيلية بتوسيع العدوان قال مشير المصري النائب عن حركة حماس «لا تهدئة مع الاحتلال في هذه المرحلة، والمقاومة تعد بيان النصر، وما زال في جعبتها الكثير».
من جانبه قال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس «تهديداتكم بالحرب البرية سخيفة ولا تخيفنا وكوماندوز القسام الذي هاجم عسقلان هو على أحر من الجمر للقاء جنودكم الجبناء في غزة». وأعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس مواصلتها دك المواقع والمدن الإسرائيلية بالصواريخ في اليوم الثالث من المعركة. وحسب المصادر الاسرائيلية فإن أكثر من 200 صاروخ أطلقت منذ بدء الحرب على اسرائيل، بعضها وصل إلي مسافات بعيدة في العمق، ودوت صافرات الإنذار أمس في مدينة تل أبيب والقدس تلتها سماع دوي انفجارات.
وقالت الكتائب في بلاغ عسكري أنها تمكنت من قصف مدينة بئر السبع، بـ 10 صواريخ من طراز غراد، إضافة إلى قصف مطار «رامون» العسكري الذي يبعد عن غزة 70 كيلومترا، بصواريخ M75، ومدينة تل أبيب بصواريخ من ذات النوع.
وأعلن جيش الاحتلال أيضا استهدف مسلحون من غزة مدينة ديمونا وتقع جنوب إسرائيل، ويتواجد فيها مفاعل نووي بأربعة صواريخ، إضافة إلى استهداف مدينة حيفا مجددا.
أشرف الهور
ليس غريبا ان نتابع هده الوحشية والهمجية الصهيونية في عدوانها ضد غزة وليس غريبا ان نستمع للتصريحات الامريكية المستفزة بحق الكيان الارهابي الصهيوني في الدفاع عن نفسه ووصم المقاومة بالارهاب وليس غريبا ان تتفهم القوى الغربية الداعمة للعدوان رد الفعل الصهيوني على صواريخ المقاومة وليس غريبا ان يشجب بان كي مون صواريخ المقاومة ضد اهداف صهيونية فالكيان الصهيوني الاجرامي خط احمر لا يجب محاسبته ولا معاقبته فادا كانت هده المواقف الامريكية والغربية منتظرة ومعروفة ومعلومة سلفا فان الغريب هو داك الصمت العربي المطبق والمريب والدي عوض ان يكون قويا يتماشى ويتناسب مع مستوى الاحداث فانه بدا باهتا وضعيفا يجر وراءه اديال الهزائم التي عودنا عليها النظام الرسمي العربي ولا سيما كلما تعلق الامر بكيان الاجرام الصهيوني الدي فاق ارهابه كل التصورات وتخطت همجيته كل الحدود بحيث لم تعد تنفع معه كل الاتصالات او المفاوضات او الوساطات فالحركة الصهيونية قامت على سرقة الارض وقتل اصحابها والتنكيل بهم لا فرق بين طفل وشيخ وامراة فالصهيونية تحمل في طياتها حتمية شن الحروب التي تحولت الى ظاهرة تلازم الفرد الصهيوني في مختلف مراحل حياته حد التعايش معها حياتيا مثلما باتت عنده عقيدة او حقيقة موجودة او كابوسا لا مفر منه جعلته يعيش في حالة حرب دائمة مع الفلسطينيين والعرب عموما وان لم تكن قائمة فعليا مما افقده مفهومي السلام والاستقرار فتحول الداخل الاسرائيلي الى ثكنة عسكرية تحظى فيها القيم العسكرية والنزعة العدوانية بالاهمية في جو يشخص فيه الفلسطيني ومن ورائه العربي عدوين بالنسبة اليه فمادا ينتظر الفلسطينيون والعرب من عدو عقيدته لا تسمح له بالبحث عن السلام بقدر ما تتجلى في الكره والعنصرية والقتل بكل همجية وبريرية ولعل ما تابعناه سواءا حاليا او سابقا في حروب الكيان الاجرامي الصهيوني ضد غزة من استهداف متعمد ومقصود للمدنيين والبنى التحتية والمنازل يبين بكل وضوح مدى الحقد الاعمى والدفين الدي يميز قادة الارهاب في تل ابيب ومستوطنيهم. ان الوساطة التي تقوم بها مصر او اي طرف عربي اخر او ما قررته السلطة الفلسطينية بالتوجه الى ما يسمى بمجلس الامن لن يجدي نفعا اطلاقا نظرا للانحياز الاعمى الدي يحظى به هدا الكيان اللقيط من طرف القوى الكبرى والفيتو الامريكي الجاهز في اية لحظة ضد اي ادانة دولية فمتى راينا قرارا امميا واحدا ملزما لهدا الكيان العنصري البغيض مع العلم ان هناك اكثر من 60 قرارا ضربت بهم اسرائيل عرض الحائط مند سرقتها فلسطين بتواطؤ بريطانيا فمتى يعي محمود عباس وافراد سلطته انه لا جدوى من المفاوضات العبثية مع هدا العدو الاجرامي فهدا الاخير لا يرمي الى السلام بتاتا بقدر ما يبحث عن الاستسلام وبالتالي تصفية كل انواع المقاومة ولا سيما المسلحة منها تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية؟ رحم الله شهداء غزة وكل الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية والهم دويهم الصبر والسلوان والنصر للمقاومة بادن الله تعالى.
بسم الله الرحمان الرحيم , وبالله نستعين , وبعد .
مانحتاج اليه هذه المرة في هذه الحرب المجنونة الي تشنها اسرائيل على غزة الباسلة أكثر مما كنا نحتاج اليه في المرات السابقة هو الصمود وتكثيف عمليات اقتحام مراكز حيوية لاسرائيل مثل ماحدث من اقتحام الأبطال الفدائيين لمعسكر اسرائيلي والمطار قبل أيام . مثل هذه الهجمات مع تكاثف الصواريخ وقيام انتفاضة ثالثة هو الذي يوجع اسرائيل , أما أن تبقى غزة تحت مرمى الطيران الاسرائيلي من غيرسقوط أي طائرة أو ردة فعل قوية من الأمة العربية النائمة فسيظل القتل والدمار لغزة وأهلها هو الهدف الأبرز وستظل اسرائيل تعربد بتأييد قوي من حلبفتها النجسة اللئيمة الولايات المتحدة وستظل غزة تتلقى القتل والدمار .
مانحتاج اليه الأن هو هبة عربية واسلامية قوية وناجحة هذه المرة لامجرد نشطب وندين فهذه العبارة انتهت من قاموس السياسة وبخاصة مع اسرائيل .فهل من مجيب وهل نشهد ردة فعل قوية من الأمتين العربية والاسلامية هذه المرة . نأمل ذلك . النصر لغزة البطلة والموت لاسرائيل .
يقول صديقٌ يُلَقَّبُ بـ«الغضنفر»:
لا يختلفُ النظامُ الاستبداديُّ عن الكيانِ الاستعماريِّ في مُمارسة الإرهاب، على اختلافِ أشكالهِ. فكلٌّ منهما يُحَرِّنُ في البقاءِ رغمًا عن أنوفِ المُواطنين ويتصرَّفُ كعصابةٍ (أو مافيا) تمارس هذا الإرهاب من أجلِ قهرهم وإخضاعهم، كما هي الحالُ في النظام الأسدي المُجرم، والكيان الصهيوني الغاشم –وبالأخصِّ ما تشهده غزَّةُ اليومَ من عُدْوانٍ وحشي. وفي كلا الحالين، هناك “إرهابٌ” مُضادٌّ تتولَّاهُ فصائلُ “إسلاميةٌ” وغيرُ “إسلاميةٍ” يتميِّزُ الكثيرُ منها بغياب القدرةِ الحاسمةِ على تولِّي هذا “الإرهابِ”.
صحيحٌ أنَّ الإرهابَ يَجُرُّ الإرهابَ وأنَّ البادِئَ هو الأظلم. ولكن إلى أيِّ مدىً سيُفْضي ما يحدثُ في غزةَ الآن إلى نشاطٍ “إرهابيٍّ” مُضادٍّ جديد؟ تذكَّروا أنَّ منظمةَ «أيلول الأسود» قد نَشُطَ “إرهابُها” المُضادُّ بعدما تعرَّضَ لهُ الفلسطينيون من واقعِ كارثيٍّ في الأردن عام 1970. وتذكَّروا أنَّ منظماتٍ أُخرى، مثل «حماس» و«حزب الله» و«الجهاد الإسلامي»، قد نَشُطَ “إرهابُها” المُضادّ، كذلك، بعد إجْلاءِ الفلسطينيين من لبنان وخروج المصريين من دائرة الفعل السياسي الحاسم.
بالمثابةِ ذاتِها، ظهرتْ تنظيمَاتٌ (أصليةُ) متطرِّفةٌ كتنظيم «القاعدة» بعد أن ضُرِبَ العراق وحُوصِرَ عام 1990، ثم بعد أن تمَّ غَزْوُهُ عام 2003. وظهرتْ تنظيمَاتٌ (فرعيةٌ) متطرِّفةٌ كتنظيم «داعش» بعد أن تحوَّلت سوريا إلى دولةٍ فاشلة، وبعد أن تحوَّل نظامُها من عصابةٍ إجراميَّةٍ دمويَّةٍ إلى عصابةٍ إجراميَّةٍ أشدَّ دمويةً تُدَمِّرُ بلدًا وشعبًا أعزلَ عن بكرةِ أبيهِ، بدلاً من أن تقُومَ بحمايتهِ. وقد عاد “الإرهاب” المُضادُّ إلى مصرَ، ثانيةً، بعد انهيار بنيتِها السياسيةِ، وبعد سقوطِها المدوِّي في أحضانِ نظام يسلكُ سلوكَ العَصابةِ الإجراميةِ ذاتِها.
وهكذا، حينما تتجلَّى كافَّةُ الأنظمةِ العربية بعُهْرِها وجُبْنِها أمامَ كَوارثِ تشريدِ الأبرياءِ وقتلِهم، وحينما تتجلَّى كافَّةُ الأنظمةِ الدولية بصَمْتِها وعَجْزِها عن التصدِّي لهذه الكوارثِ، فلا بُدَّ للدِّمَاءِ أن تغلي في عروقِ مَنْ لا يستكينون أمامَ الذُّلِّ والهَوان، كأبناء سوريا وغزةَ الحبيبتين، ولا بُدَّ لهم أن يُشْرِعُوا في البحثِ عن وسيلةٍ نجيعةٍ، بأيِّما وسيلةٍ كانت.
وقلوبُنا معهم،… واللهُ معهم!!!