الدوحة -“القدس العربي” – إسماعيل طلاي:
استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مكتبه بالديوان الأميري الأحد، الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية والوفد المرافق له بمناسبة زيارته للبلاد.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية أنه جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، لاسيما التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، وقد أعرب قائد القيادة المركزية الأمريكية في هذا الصدد عن شكره وتقديره لأمير قطر على الدور المهم لبلاده في مكافحة الإرهاب من خلال قاعدة العديد الجوية.
وكان أميرقطر قام خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بزيارة لقاعدة العديد الجوية بمنطقة العديد، تفقد خلالها القوات الجوية الأميرية القطرية ومركز العمليات الجوية المشتركة للقيادة المركزية الأمريكية الوسطى، حيث استمع إيجاز حول استراتيجية القوات الجوية الأميرية القطرية، لاسيما وحدات القوات الجوية الدفاعية وأجهزة القيادة التي انضمت لها مؤخرا، قدمه اللواء الركن طيار مبارك محمد الكميت الخيارين قائد القوات الجوية الأميرية.
وتفقد الشيخ تميم عددا من الطائرات الجوية المقاتلة والعمودية وطائرات النقل، إضافة لبعض الآليات والقطع العسكرية الجوية. واطلع على خطة العمليات الجوية والمهام والواجبات التي تقوم بها القوات الجوية الأميرية القطرية.
كما التقى أمير قطر في مركز العمليات الجوية المشتركة للقيادة المركزية الأمريكية الوسطى مع الفريق جيفري هاريجيان قائد القوات الجوية المركزية الأمريكية، وعدد من كبار الضباط الأمريكيين، حيث تم استعراض أوجه التعاون الدفاعي العسكري القطري الأمريكي المشترك وتعاون البلدين في مكافحة الإرهاب.
وقد رافق أمير قطر خلال الزيارة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري.
وبمناسبة الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، اقترح نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري الدكتور خالد العطية توسيع القاعدة العسكرية الأميركية إلى قاعدة جوية.
وقال العطية خلال حوار في مؤسسة هيرتيج في واشنطن إن قطر تسعى لتوسيع قاعدة العديد واستضافة القوات البحرية الأميركية في البلاد، مضيفاً أن قطر واجهت محاولة انقلابية عام 1996 من قبل جيرانها وجاءت الولايات المتحدة لمساعدتها.
ونوّه بأن شراء أنظمة عسكرية من دول أخرى غير الولايات المتحدة لا يعني الاستغناء عن واشنطن، محذراً من تداعيات وجود أناس يتصرفون “بمزاج طفولي” في المنطقة.
وقال إن قطر تخطط مع الولايات المتحدة لتوثيق العلاقات العسكرية في إطار رؤية سنة 2040، مشيراً إلى أن 30% من شركاء قطر شركات أميركية.
وتعقيبا على تصريح وزير الدفاع القطري، قال ريان كليها، القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى قطر، خلال مؤتمر صحفي “إن الجانب القطري هو المخول بالحديث عن تفاصيل هذا الأمر، فهذا عرض سخي من جانب دولة قطر. والولايات المتحدة موجودة في هذه القاعدة منذ 17 عاما، وهي أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأميركية في الخارج. وهي مركز قيادة العمليات الجوية ضد تنظيم الدولة، وكان من المستحيل مكافحة هذا التنظيم، لولا هذه القاعدة العسكرية”.
وأضاف: “ما نفهمه وندرسه في عرض دولة قطر أنه لا بد من تحويل هذه القاعدة العسكرية إلى بناء مستدام. وهذا الأمر يتطلب وقتاً لدراسة ما يعنيه، وما يمكن أن تكون عليه قاعدة العديد خلال سنوات. وبالطبع، فنحن نقدر هذا العرض، ونحتاج لدراسته بالتفصيل، لأنه عرض مختلف تماماً عما لدينا مع العديد من حلفائنا الآخرين في أجزاء أخرى من العالم. مثل القاعدة العسكرية في الباسفيك، وأوروبا، حيث تقدم الحكومة المستضيفة الدعم لاستدامة هذه القاعدة”.
وأردف قائلاً: “إن طبيعة قاعدة العديد العسكرية تصبح أكثر أهمية في حال وسعنا حضورنا في المنطقة، ونحن نعتبر قطر دولة استراتيجية بالمنطقة، بالإضافة لموقعها الجغرافي من خلال رؤيتنا لحماية التحالف الدولي في المنطقة. ونثمن الجهود القطرية السخية في تطوير قاعدة العديد العسكرية خلال الأشهر المقبلة”.
وعن عرض قطر لاستضافة الأسطول الأمريكي، قال كليها: “لدينا علاقات متطورة مع القوات البحرية القطرية. وقد شهد العام الماضي نشر سفن أمريكية ضمن القوات البحرية المشتركة لقوات التحالف الدولي. ولديها مهمتان أساسيتان هما، حرية الملاحة ومكافحة القرصنة، وزيادة السفن الأميركية إلى قطر، للقيام بأعمال الصيانة والإمدادات. وندرس باهتمام هذا العرض من جانب قطر. والمهم أنه يوفر فرصا أكبر للدخول والحصول على الصيانة، وأن تكون أكثر فاعلية. وأؤكد أننا سنشهد المزيد من زيارات السفن الأميركية إلى قطر”.
ويشهد التعاون الثنائي العسكري بين قطر والولايات المتحدة تطوراً لافتاً، سيما منذ بدء الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من حزيران/ يونيو الماضي، حيث أجرت القوات الخاصة المشتركة بالقوات المسلحة القطرية مناورات مشتركة مع العمليات الخاصة المركزية بالقوات الأمريكية في منطقة سيلين جنوب قطر.
كما شهدت قطر مناورات بمياه دولة قطر (جنوب الدوحة) بمشاركة سفينتين من قوات البحرية الأمريكية وقطع بحرية من القوات الأميرية القطرية. وجاءت تلك المناورات بعد يومين من إعلان قطر توقيع اتفاقية شراء طائرات مقاتلة من أمريكا من طراز اف 15 بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار.