نابلس- “القدس العربي”: سلّم خمسة مقاومين من مجموعات “عرين الأسود” في مدينة نابلس أنفسهم للأجهزة الأمنية في مدينة نابلس، في سياق مخطط لحمايتهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ومن بين المطلوبين الخمسة أحد قادة المجموعة، وهو محمود البنا، الذي كتب منشوراً طويلاً على حسابه الشخصي على شبكة فيسبوك، حاول من خلاله تبرير الخطوة التي أقدم عليها.
وسادت حالة من الجدل وتبادل الاتهامات بين الذين قاموا بتسليم أنفسهم لضمان سلامتهم الشخصية، ومواطنين ونشطاء، وهو أمر عَكَسَه منشور البنا على صفحته، حيث قال: “أقول لمن هو جالس في بيته وبين أهله وأولاده ويعتلي منصة التواصل الاجتماعي ويمتلك السلاح أين كنت وماذا فعلت عندما كنا محاصرين ونصرخ وننادي أين الأحرار وأين الشرفاء، أين كانت بندقيتك ولم يطلب منك الدعاء فقط؟”.
وأضاف: “بعد مشاورات لأخواني في النضال، أنا ورفاق دربي، تم الاتفاق مع إخواننا في الأجهزة الأمنية على تسليم أنفسنا لكي يحمينا من هذا المحتل الغاشم الذي خرق كل قوانين العالم المحرمة، وحاول جاهداً أن تكون هناك إبادة جماعية لنا في آخر عملية اغتيال”.
وأصدرت مجموعة “عرين الأسود”، بعد منتصف ليل الخميس، بيانًا على خلفيّة تداول أنباء تفيد بأن عددًا من مسلحيها سلّموا أنفسهم للأجهزة الأمنية في مدينة نابلس. حيث أوضحت المجموعة أنها لم تطلب من أي جهة رسمية أو أمنية أن تتسلّم أيًا من مقاتليها، وأنّ من يقوم بتسليم نفسه من المقاتلين فهذا قراره وخياره. وطالبت بعدم الإساءة لأيّ مقاتل سلم نفسه.
وجاء في بيان المجموعة المسلحة، التي استشهد أحد أبرز قادتها وديع الحوح، فجر الثلاثاء، بعد اقتحام إسرائيلي للبلدة القديمة في نابلس، أنّ “العرين بألف خير”، وأنه إذا كان “أبو صالح وعبود وإبراهيم والوديع والمبسلط وأدهم والدخيل قد مضوا فإن المنتظرين الصادقين كُثر”.
ووفق معلومات جرى تداولها نقلًا عن مصادر محلية وعائلية في نابلس، فإن الحديث يدور عن تسليم 4 مسلحين أنفسهم للأمن الفلسطيني لتسوية أوضاعهم الأمنية مع سلطات الاحتلال، أبرزهم محمود البنا، الذي نشرت شقيقته منشورًا أوضحت فيه ملابسات الخطوة التي أقدم عليها شقيقها.
أمّا وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تتابع مجموعة “عرين الأسود” ونشاطها فقد أبرزت الخبر، وتداولته بشكلٍ سريع، قبل أن تنشر “عرين الأسود” بيانها.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أشارت إلى الخبر بشكلٍ مُقتضب، مضيفةً أن محمود البنا يُعدُّ الشخص الثاني في المجموعة. أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” فقد اعتبرت أن تسليم الشبان أنفسهم للأجهزة الأمنية يأتي في سياق عملية الاغتيال الإسرائيلية للشهيد تامر الكيلاني، بالإضافة إلى الاقتحام الذي شهدته البلدة القديمة في نابلس، والذي أدى إلى استشهاد وديع الحوح، وهو واحد من أبرز قيادات عرين الأسود، مرجحةً أن الأجهزة الأمنية مارست ضغوطًا كبيرةً على مجموعة من مطاردي “عرين الأسود” من أجل تسليم نفسهم.
أما مراسل القناة 12 للشؤون الإسرائيلية إيهود يعاري، فقد أشار إلى أنّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية تستعد لنقل 4 شبان سلّموا أنفسهم لها إلى سجن أريحا، مكررًا الاعتقاد بأن تسليم الشبان الأربعة لأنفسهم يأتي على خلفية العدوان الإسرائيلي الأخير على البلدة القديمة في نابلس.
وسادت حالة من الجدل على ما قام به بعض أفراد المجموعة حيث شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من النقاش الصاخب وتبادل الاتهامات حول ما آلت إليه حال المجموعة المسلحة، فيما هوّن بعض الأطراف والنشطاء من النتيجة، كون المجموعة تعبّر عن فكرة المقاومة، وهي لا ترتبط بأفراد إنما بالأفكار.
وفي سياق مطاردة المطلوبين شن جيش الاحتلال حملة اعتقالات في محافظات رام الله والبيرة ونابلس وجنين والقدس والخليل وبيت لحم، بعد منتصف الليلة الماضية، أسفرت عن اعتقال 30 شخصًا على الأقل، بحسب نادي الأسير.
واعتقل جيش الاحتلال تسعة أشخاص، بعضهم قاصرون من بلدة بيت امر شمال الخليل، وهم: مرشد محمد عوض، أشرف علي صبارنة، قاسم خالد العلامي، شريف ومحمد زهدي عوض، محمد رفعت الصليبي، قيس محمد أبو ماريا، أبي يوسف أبو ماريا، مجد زهير مقبل.
كما اعتقل جيش الاحتلال سبعة أشخاص من محافظة رام الله والبيرة، هم: أحمد علان من بيتونيا، وشادي الغليظ ومحمد الغليظ من مخيم الجلزون، وأحمد فارس أبو زايد، وعلي الدين البرغوثي، وعلاء الدين البرغوثي، وثائر رجب البرغوثي.
واعتقل أيضًا براء عبد شلطف من قرية عراق التاية، وسلطان اللوز من مدينة نابلس، وأحمد عوني أبو الهيجا من اليامون، ومحمد خليل سليمان من عجة، ومحمد فهمي بدوان من بلدة بدو، ونضال نصري وأدهم جمال فراج من مخيم الدهيشة، وأحمد الحداد من عناتا، وأسيد أبو خضر من صوريف، وعز نضال عويسات من القدس، ومحمود ماهر تركمان من الجفتلك، وهو شقيق الشهيد محمود ماهر تركمان.