داعش إلى زوال!

ليست طهران هي المحطة الثانية بعد كوبا في التطبيع الديبلوماسي.
فالجدار الفولاذي بين طهران وواشنطن لا يزال عاليا جدا وصلدا إلى حد انعدام الرؤية، وجسور الثقة بين العاصمتين التي لطالما روج لها البعض لم يشيد اي واحد منها بعد، ولا احد في طهران اي احد يقبل على نفسه ان يكون غورباتشوف ايران او انور السادات الايراني الذي يفرط بانجازات صبر الامة الاستراتيجي.
والنووي الايراني ورغم كل ما قيل ويقال عن تقدم ملموس واجواء ايجابية وبناءة وتقدم في بنود كثيرة فان الخلاف الجوهري لا يزال يراوح محله.
صحيح ان لا قرار قياديا حتى الان في وقف المفاوضات كما ورد على لسان علي شمخاني امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني.
لكن لا شعاع تفاؤل ايضا عبر من جدار انعدام الثقة من عاصمة المستكبرين باتجاه عاصمةالمستضعفين ليصل شئ منه إلى بيت القيادة في نهاية شارع فلسطين في طهران.
فالامور في شارع فلسطين الايراني حسب كل المعلومات والتقارير الخارجة من هناك تشير إلى ان عدم الثقة بالشيطان الاكبر لا يزال سيد الموقف رغم كل الذي حصل والمياه التي جرت في جنيف او مسقط او فيينا، بل ان ما يتسرب من هناك من كلام يزيد على الموقف الامريكي غموضا اكثر فاكثر ، ما يؤكد ان العاصمة الانكلوساكسونية الاولى لا تزال تربط بين اي تقدم في النووي الايراني وبين ضرورة خروج طهران من فلسطين او الحد الادنى اخراج فلسطين من خارطة طريق القيادة الايرانية، وبينما لا تزال بوابات الشام وقصر الشعب السوري قبلة السياسات الايرانية الخارجية ، فان طهران خطت خطوة اخرى اكثر توسعا باتجاه التمترس في اكناف بيت المقدس عندما نجحت في اعادة كثير مما انقطع بينها وبين حماس ، في خطوة خلطت اوراق المشهد الاقليمي ونفخت فيه الحراك.
بالمقابل فقد حاولت ولا تزال واشنطن اللعب في الوقت النووي الممدد الضائع جمع جل من وما اختلف من « حلفائها» العرب والاقليميين حول تحت مظلة «التحالف الدولي ضد داعش « الزائفة والمثقوبة.
وعبثا حاولت ولا تزال اسقاط الروبل الروسي او الريال الايراني، فروسيا تجاوزت اختبار القوة على مستوى سقف العالم الذي بات يحدد انطلاقا من مثلث هرمز ـ باب المندب ـ جبل طارق، وصار مضيق ملقا سلاحا ذا حدين. اما ايران العصامية والتي اتقنت وادمنت صنعة الالتفاف على حروب التضييق و العقوبات ومحاولات العزل بعد الذي جرى ويجري في اليمن السعيد، فاين تذهبون!؟
هي لعبة المصارعة التي تتقنها طهران اكثر من اي لعبة اخرى تحاول واشنطن مرة اخرى اختبار خصمها اللدود عبرها ، ولكن هذه المرة فوق الرمال المتحركة.
لكن ما خفي عن واشنطن اكثر بكثير مما كشف لها، ان كانت تظن انها اصلا قادرة على لي ذراع طهران من الان إلى الاول من تموز/يوليو المقبل.
وواشنطن تدرك اكثر من اي عاصمة اخرى في العالم، بان قائد سفينة المستضعفين كان واضحا وشفافا وصريحا عندما جمع كادر الدولة الايرانية في جسمها الديبلوماسي في الصيف الفائت وقال لهم:
لقد اخترنا طريق «المرونة البطولية» نعم… ولكن الهدف واضح …. ليس اقناعه … بل بطحه ارضا!
صحيح والف صحيح، فالامريكي الذي يشيد اليوم بالرياض لحربها على الاقتصاد الروسي، ويحاول رفع بيرقها بوجه البيرق الايراني، ولم شمل ما انفرط من عقد الحرب الكونية الفاشلة والمهزومة بشكل مدو على سوريا المشهد الدمشقي الشهير.
هذا الامريكي الذي تجرع كؤوس السم الخمس المتتالية من الشام حتى فيينا ، لم يعد امامه الكثير من الاوراق ليلعبها ولا القدرة السباقية اللازمة لغلبنا في رياضة المصارعة ، ناهيك عن وصول نار الفوضى الخلاقة التي اشعلها في العالم إلى داخل بيت كل امريكي اليوم والربيع سيكون موسم الحصاد، كما يتنبأ كثيرون من العارفين بخفايا بيت العنكبوت.
لم يبق امام الامريكي الا طريق واحد يقوده إلى قصر الشعب السوري ، وهذا الطريق ثلاثي الابعاد اما عبر طهران او عبر موسكو او عبر الضاحية الابية.
وما عليه الا ان يختار اي الطرق اقل كلفة ، واما فيما عدا ذلك فعليه ان يستمر في تجريب المجرب.
او ان يقرر خوض مقامرات نتنياهو التي ستغرقه في البحر الميت هذه المرة وليس فقط في رمال غزة المتحركة.
فالضفة الغربية له بالمرصاد هذه المرة ، والجولان له بالمرصاد كذلك ، والاطباق سيكون شاملا ومن كل الجهات وعلى كل المديات.
واذا كان يظن انه نجح جزئيا في بغداد ، فنحن نبشره بان ارض الرافدين ستكون اقسى عليه هذه المرة من ارض الشام وستخسف الارض به وبدواعشه على جانبي الحدود العراقية السورية بعد تحرير» القائم « من رجس ابنائه الدواعش.
فما يحضر من ترتيبات و خطط ومشاريع اجتياحات لارض الدواعش على ايدي كتائب الحشد الشعبي والدفاع الوطني والجيش العربي السوري والقوات العراقية بمساعدة غرف عمليات ايرانية روسية ستذهل كل من ظن اننا متجهون إلى شهر عسل مع الشيطان الاكبر.
انها الخسارة المزدوجة هذه المرة يا أوباما.

٭ كاتب من ايران

محمد صادق الحسيني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    داعش والنظام الايراني سواء
    فالنظام الايراني طائفي كما هي داعش
    والنظام الايراني يسعى لامبراطورية من خلال توسعه بالمنطقة كداعش

    هناك حلف بين النظام الايراني وداعش وطبعا على المصالح

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول صوت عربي:

    كتاباتك ايها الحسيني حربية قتالية تشفي الغليل بلا نار ولا دخان ..وفعلا وبلا ادنى شك ..
    فما يحضر من ترتيبات و خطط ومشاريع اجتياحات لارض الدواعش على ايدي كتائب الحشد الشعبي والدفاع الوطني والجيش العربي السوري والقوات العراقية بمساعدة غرف عمليات ايرانية روسية ستذهل كل من ظن اننا متجهون إلى شهر عسل مع الشيطان الاكبر .

  3. يقول خالد:

    لن تستطيع ان توهم احدا من العرب… انكم لم تستفيدوا من امريكا…. سواء في العراق او في سوريا….. و الكل يعلم ان امريكا لو ارادت تغيير النظام في سوريا….لفعلت و بكل سهولة…

  4. يقول ابن بطوطة -فلسطيني:

    اسرائيل ليست دولة فعلية اسرائيل مجرد قاعدة عسكرية اطلسية هدف الغرب من خلالها فرض الهيمنة و السيطرة و ابتزاز ثروات شعوب الشرق ككل … يكفي ان نقول ان تراكمات الثروات العربية في امريكا لوحدها فقط بلغت 6000 مليار دولار تحت مسمى استثمارات عربية … هذه الاستثمارات شكلت جوهر قوة الاحادية الامريكية في العالم و لولا وجود اسرائيل لما وصلت امريكا الى هذا المستوى … اسرائيل لم تعد تخيف احدا اليوم … فتوازن الرعب الذي حققته المقاومة اللبنانية و انتصارات غزة و صمود الشعب الفلسطيني ككل في الضفة و اراضي 48 افقد اسرائيل قدرتها على اخافة احد و القاعدة العسكرية الاطلسية التي لا تخيف احدا لا لزوم لها عند الغرب …. فأتوا لنا بوحش اسمه داعش … الهدف الغربي من داعش هو استمرار الهيمنة الغربية على منطقتنا … التفسير المنطقي للسياسة الغربية تجاه منطقتنا اليوم … بشقيها الداعم و المحارب لداعش هو على الشكل التالي …. غارات التحالف الغربي على اطراف المناطق التي تسيطر عليها داعش هدف خلق سياج يحصر داعش في مناطق محددة من دون القضاء على داعش نهائيا … و هذا هو التفسير للدعم المالي و اللوجستي لداعش مواد ( مواد غذائية تسليح … و الدولة التي لا تخضع للسياسة الغربية … ستفتح امريكا السياج حول الوحش الداعشي باتجاهها و هذا ما حصل مع السعودية بالضبط … قبل عدة اشهر كان هناك بدايات تواصل بين روسيا و السعودية و المنطقة بدأت تتجه الى تفاهم سعودي_ مصري _ روسي … سيشكل ارضية للاقتلاع او على الاقل تحجيم النفوذ الغربي في منطقتنا لو نجح … فكانت تهديدات داعش للسعودية مع بعض العمليات الارهابية فما كان من السعودية الا ان خضعت مجددا للغرب … و السياسة النفطية السعودية اليوم تصب في مصلحة الغرب كونها تؤذي روسيا و ايران او على الاقل تؤخر تطوير منظوماتهم العسكرية لسنوات … مثال ذلك خطة بوتين للاعادة تطوير الجيش الروسي و صرف 750 مليار دولار عليه للوصول لجيش حديث في عام 2017 … لكن بعد هبوط اسعار النفط بالـتأكيد سيتأخر عدة سنوات

  5. يقول حسين الدخيل - الكويت:

    نعم داعش إلى زوال، ولايمكن مقارنة أيران بجرائم داعش الإرهابية التي شوهت سمعة المذهب السني، وجعلت النظرة لنا كسنة إرهابيين وقياديين وداعمين للتخلف والقتل والتعطش للدم. إيران لها أخطاء، وبالخصوص التدخل في سوريا، لكن لايمكن مقارنتها بداعش، ولايمكن أن يكون هناك تحالف بين أيران الشيعية وداعش الوهابية !

  6. يقول شادي - القدس:

    كتائب الحشد الشعبي والدفاع الوطني والجيش العربي السوري والقوات العراقية بمساعدة غرف عمليات ايرانية روسية ستذهل كل من ظن اننا متجهون إلى شهر عسل مع الشيطان الاكبر……… وماذا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين

  7. يقول على نور الله:

    داعش نمر من ورق ، و هى ضعيفة جدا جدا لولا الدعم الامريكى الصهيونى لها ، و لولا وجود الفساد ، فاى منظومة غير فاسدة و عصية على الاختراق استطاعت هزيمة داعش ، ابتداء من آمرلى البلدة الصغيرة التى سحقت الدواعش الى جرف الصخر التى اجتاحها الحشد الشعبى فى ساعات بعد اعلن الامريكى ان اقتحامها مستحيل و مكلف جدا ، الى كوبانى عين العرب حيث الاكراد دافعوا عن انفسهم و ابنائهم ، فهذه تجمعات دينية او قومية لا يمكن اختراقها بالرشاوى فوقت داعش على ابوابها عاجزة و انهزمت امامها شر هزيمة .
    طبعا اليقظة الايرانية هى التى افهمت الناس ان داعش نمر ورقى فلا تخافوها .
    ان شاء الله قريبا سيتم سحق داعشفى العراق و سوريا و سترجع داعش الى الدول التى صدرتها ، فليجهزوا انفسهم .

  8. يقول صوت عربي:

    بعضنا يطلب من ايران القضاء على داعش ثم تحرير فلسطين .اولىة القبلتين . واين وضعنا موقعنا نحن العرب ؟ واين ملايير الدولارات من عائد النفط .. المودعة بامريكا واسرائيل ..
    زار تشرشل البريطاني مصر فسمع اغنية تقول : حبيبي غاب جيبوهلي ياناس .. فقال تشرشل حتى في الحب ترغبون في ياتي به اليكم .. عجيب امرنا .هذا للاخ شادي – القدس ..نعم القدس وانتم في قلوبنا ..ولكن اين مرتبتها في في قوائم اوليات حكامنا ..

  9. يقول تونسي:

    حياك الله حسينى شكرا القدس العربي اعطيتم فسحه من الراى الاخر /انشروا مالكم وماعليكم

  10. يقول talal al assad:

    حياك الله ايها الحسيني.

إشترك في قائمتنا البريدية