داود الشريان يتراجع ويعتذر لـ«العربية» ويثير جدلا حول واقعها ومستقبلها

حجم الخط
0

الرياض – «القدس العربي»: أجبر الإعلامي السعودي المخضرم داوود الشريان – وهو نائب مدير سابق في قناة «العربية» – على التراجع والاعتذار، بعد أن فتح النار عليها وعلى تغطياتها الحالية.
وكان لتغريدته على حسابه في منصة «إكس»، ردود فعل عنيفة وواسعة، إذا قال: «أعتقد أن قناة «العربية» أصغر من التعبير عن السعودية، ولا تعرف حجم الرياض ومكانتها العربية والإسلامية، ودورها المحوري في إدارة أزمات المنطقة».
وأضاف في التغريدة «قناة العربية مشاهداتها متدنية، وهي تمارس دعاية سياسية بليدة، وتعد سابقة في الغباء المهني والخور.»
هذا التوصيف لواقع القناة من أحد أبرز الإعلاميين السعوديين دفع ممدوح المهيني، مدير عام قناتي «العربية» و»الحدث» للرد على الشريان بشكل عاجل تحت عنوان «ترديد الأكاذيب لا يحولها لحقيقة»، فقال: «مع الاحترام لك.. شبكة العربية هي الأكثر مشاهدة، ولو طلبت المعلومات الموثقة سأرسلها لك بكل رحابة صدر. تعرف أن «العربية» مهنية وتلتزم بهذا الخط حتى في أكثر الأوقات صعوبة. ورغم أنه سهل علينا أن نتلاعب بالجماهير ونزيف المعلومات ونحرك العواطف ونركب الموجة الشعبوية، ولكننا لا نفعل، لأننا نحترم المشاهدين، ونحترم أنفسنا، ونصر على هذا الخيار، حتى لو تعرضنا للمزايدات والتخوين، كما يحدث هذه الأيام»!
وأضاف في تغريدته «من أول يوم تابعنا القضية بكل تفاصيلها ونقلنا المعلومات، وقابلنا كل الأطراف ونقلنا كل المؤتمرات، وأولها مؤتمرات قيادات حماس. ونقلنا قبل كل ذلك معاناة أهالي غزة، وركزنا على الجانب الإنساني في مأساتهم الرهيبة، التي يتم تجاهلها لأهداف إيديولوجية سياسية، لا تخفى على أحد «.
وأردف «مقابلة الزميلة رشا نبيل مع خالد مشعل ومقابلة الزميل طاهر مع افيخاي ادرعي، مقابلتان هما الأهم في رأيي في هذه التغطية في المحطات التلفزيونية (تم تداولهما دوليا) ويمكن الرجوع لهما للتأكد من حديثي. في أول جولة لبلينكن قرر الظهور معنا في القاهرة، وطرحنا عليه أسئلة صعبة.. وتوالى ظهور الشخصيات الهامةً وكان آخرهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، والأمثلة كثيرة، يصعب حصره. ختاما، هذا توضيح وليس رد على تغريدتك، لأنها مجرد انطباعات شخصية وهواجس نفسية، لا تستند على معلومات أو أرقام.. ترديد الأكاذيب لا يحولها لحقيقة»!
ومع تحول منصة «إكس» في السعودية والخليج الى ساحة ردود وردود مضادة حول ما أثاره الشريان اضطر الرجل فورا لنشر تغريدة جديدة، يتراجع فيها ويعتذر قائلا: «في تغريدتي عن قناة «العربية»، وقعت في أبجديات الأصول، فضلا عن المهنية، وهي إني قلت رأيا في العلن، عن عمل زملاء أعمل معهم في ذات المؤسسة، وكان بإمكاني توصيل الفكرة عبر بريد الكتروني، فضلا عن إني استخدمت عبارات فيها الكثير من المبالغة، وإن شئت، التجني، على جهد زملاء يبذلون ما في وسعهم لمواجهة هذا الطوفان من التحريض على وطني السعودية. لهذا وجب علي الاعتذار لهم بشدة، ومن الجميع».
وأثارت تغريدتا الشريان جدلا واسعا لم يهدأ، حيث انبرى إعلاميون ومغردون سعوديون لمهاجمته، واتهامه بـ»الشخصنة وتصفية الحسابات». فيما اصطف آخرون وراءه، معتبرين أنه محق في تغريدته. وذكر نشطاء كيف تعمدت القناة تجريم القيادي في حركة حماس خالد مشعل، في مقابلة معه مؤخرا، حينما تبنت وجهة النظر الإسرائيلية وتعاطت معه بنفس الطريقة التي تتعاطاها القنوات الإسرائيلية والغربية التي تقف مع إسرائيل.
كما وجه نشطاء سعوديون وعرب انتقادات لتغطيتها التي تتبنى المصطلحات التي تساوي بين المُحتل والذي يقع تحت الاحتلال، وتجاهلها نقل المظاهرات المليونية المؤيدة للفلسطينيين في العواصم الغربية. ويرى عبد الله بن حامد أن «قنوات قطرية ومصرية وإيرانية تفوقت في تغطية أحداث غزة، وكشفت كذب الإسرائيليين بتقارير إخباريه تفند الادعاءات. بعض هذه القنوات لا تملك ربع إمكانيات شبكة «العربية».
وقال فهد الصالح: «العربية تحتاج لسنوات ضوئية لتواكب مقدرة قناة «الجزيرة» ومصداقيتها وأمانتها بالنسبة لكم وكسب ثقة الجماهير، «الجزيرة» تغرد وحدها»!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية