دبلوماسي إسرائيلي سابق: خيبة الأمل من العرب وتطبيعهم مع إسرائيل سبب ازدهار علاقات تل أبيب بأفريقيا

حجم الخط
4

الناصرة- “القدس العربي”: غداة قرار محكمة الجنايات الدولية بمقاضاة دولة الاحتلال بتهم ارتكاب جرائم حرب، قال دبلوماسي إسرائيلي سابق، إن دولة الاحتلال نجحت ببناء علاقات واسعة ومتينة مع دول إفريقيا بفضل توقيع اتفاقات السلام مع مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية، وبفضل اتفاقات التطبيع الأخيرة مع الإمارات والبحرين والمغرب، وبعد خيبة أمل الأفارقة الناجمة عن وعود العرب بمساعدات اقتصادية لم تتحقق.

بالتزامن مع ذلك، وجّه أحد قادة إسرائيل الأمنيين انتقادات لسياساتها تجاه المشروع النووي الإيراني، فيما يدعو مراقب آخر لمحاربة محكمة الجنايات الدولية بطرق دبلوماسية لا قضائية.

وبعد 43 عاماً شغل خلالها مناصب رفيعة المستوى في “الموساد” الإسرائيلي، وبعد أن تولى قيادة قسم المحاربين “قيساريا” وكان رئيساً لمديرية العمليات أثناء سرقة الأرشيف النووي من قلب طهران، قرر “أ” أن يتكلم. وفي مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” وجّه “أ” نائب رئيس الموساد السابق، الذي اعتزل العمل في هذا الجهاز الشهر الفائت، نقداً حاداً إلى سياسة إسرائيل حيال المشروع النووي الإيراني بصورة عامة، وحيال قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العمل على إحباط الاتفاق النووي بصورة خاصة.

انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران كان بداية عمليات إسرائيلية علنية وسرية نفّذها الموساد، وكانت عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني واحدة منها

وتحدث في سياق المقابلة عن عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني التي وصفها بأنها “عملية القرن”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن على إسرائيل تغيير مقاربتها للقتال ضد إيران، ونقل “حرب الاستنزاف إلى داخل طهران”. وكان “أ” هو الشخص الذي كلفه رئيس الموساد يوسي كوهين بتطوير خطة الجهاز لمواجهة فيروس كورونا، ولاحقا عرضها كوهين على رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو ورئيس الحكومة البديل ووزير الأمن بيني غانتس في نيسان/ أبريل الفائت، ولا أحد يدري لماذا جرى عرضها.

وهو يعتقد أن هناك صلة وثيقة بين أداء نتنياهو مقابل إيران، وبين أدائه حيال أزمة فيروس كورونا، ويقول عن ذلك: “الحصيلة العامة كانت إدارة غير جيدة. أنا شاهدت إدارة غير جيدة. وهذا ما تثبته النتيجة، سواء بالنسبة إلى البرنامج النووي الإيراني، أو بالنسبة إلى أزمة كورونا”. كما يحذّر “أ” من أن هناك خطراً يتربص باستقلالية الموساد، أو بموجب ما قال: “لدي انتقاد فحواه أن الجهاز لا يحافظ بما فيه الكفاية على رأيه المستقل في السنوات الأخيرة”. كذلك هاجم نشر أخبار تتعلق بالعمليات السرية في وسائل الإعلام، موجها بذلك نقدا غير مباشر لنتنياهو الذي كشف بالتصريح وبالتلميح عن بعض هذه العمليات لدواع انتخابية.

وكشف “أ” النقاب عن أن انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران كان بداية إطلاق عمليات إسرائيلية علنية وسرية نفّذ فيها الموساد توجيهات المؤسسة السياسية، وكانت عملية سرقة الأرشيف النووي الإيراني واحدة منها. بموازاة ذلك، انتقد بحدة النتيجة التي وصلت إليها إسرائيل في الوقت الحالي بقوله:”إذا ما نظرت إلى هذه المسألة الآن، في آذار/ مارس 2021، فنحن إزاء وضع تمكّن فيه الإيرانيون من تخزين 2.5 طن من اليورانيوم المخصب، ولديهم أجهزة طرد مركزي متطورة. لدينا الآن إدارة ديمقراطية في الولايات المتحدة غير أن وضعنا الآن أشد سوءاً بالنسبة إلى ما كان عليه إبان الاتفاق النووي. كما أن الإيرانيين لم يتوقفوا لحظة عن توسعهم الإقليمي وهم يقومون بإنتاج صواريخ. الصفقة التي قمنا بها لم تكن جيدة. عدنا إلى المكان نفسه”.

في معرض انتقاداته لتوجهات إسرائيل بهذا المضمار، يؤكد “أ” أن نتنياهو وقف في مواجهة مطلقة أمام إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الأمر الذي مسّ بقدرة إسرائيل على تقليص ضرر الاتفاق النووي مع إيران. كما يؤكد أنه في الوقت الذي يُعد التهديد النووي الإيراني بمثابة خطر وجودي على إسرائيل، فإن الحكومة الإسرائيلية لا تتعامل معه بهذه الصفة، وتصرّ في كل مفاوضات تُجرى مع إيران على إضافة موضوع الصواريخ، والتمدد الإقليمي والإرهاب، الأمر الذي يجعل الموضوع النووي غير مركزي بما فيه الكفاية”.

يُذكر أن “أ” اعتزل العمل في جهاز الموساد الشهر الفائت، بعد أن تم اختيار “د” رئيساً مقبلاً لهذا الجهاز. وفاجأت هذه الاستقالة كبار المسؤولين في الموساد نظراً إلى التجربة الكبيرة التي يتمتع بها.

علاقاتنا بالدول الأفريقية في ذروتها
في سياق متصل، وغداة قرار محكمة الجنايات الدولية بمقاضاة إسرائيل بجرائم حرب، قال يتسحاق لفانون سفير سابق لإسرائيل في مصر، إن علاقات بلاده بأفريقيا ازدهرت خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وشمل ذلك كل الدول الإسلامية جنوبي منطقة الساحل، من دون الدول العربية في شمال أفريقيا، وذلك بفضل توقيع اتفاقات السلام. موضحا أن مئات الإسرائيليين -مستشارون، مدربون، ورجال أعمال- مدوا يد المساعدة إلى السكان في تلك الدول، وساهموا في رفع مستوى حياتهم، مضيفا أن آلاف الأفارقة جاؤوا للدراسة والتخصص في إسرائيل التي شعرت بفخر ورضى كبير.

الدول العربية، التي كانت في نزاع مع إسرائيل حينها، وعدت دولاً في أفريقيا بتقديم مساعدة مالية كبيرة لها، فانبهر زعماء القارة الأفريقية بهذا. كل محاولات إسرائيل تجديد الصلة قوبلت بالرفض

ويقول إن الأمور بعد حرب حزيران/ يونيو 1967، تغيرت أكثر بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973 وإن العديد من أصدقاء إسرائيل قطعوا علاقاتهم بها، وأحدث هذا ظاهرة دومينو، وأصبحت إسرائيل خارج القارة الأفريقية. ويضيف: “كل ما بقي فعله هو المحافظة على القليل، ومن هنا وُلدت السياسة السلبية إزاء القارة. ادعت عدة دول أفريقية أن سبب قطع العلاقات هو معارضتها احتلال المناطق الفلسطينية بالقوة، لكن الحقيقة مختلفة. الدول العربية، التي كانت في نزاع مع إسرائيل حينها، وعدت دولاً في أفريقيا بتقديم مساعدة مالية كبيرة لها، فانبهر زعماء القارة الأفريقية بهذا. كل محاولات إسرائيل تجديد الصلة قوبلت بالرفض”.

خيبة الأمل من العرب
ويشير يتسحاق لفانون لاستمرار البعد عن أفريقيا نحو 50 عاماً حتى بدأ الوضع بالتغير بعد اتفاق السلام مع مصر عام 1977 وأوسلو عام 1993 واتفاق “وادي عربة” مع الأردن عام 1994. وتابع: “بالتدريج بدأت العلاقات بيننا وبين دول في أفريقيا بالتبلور، واتضح أن المساعدة المالية من الدول العربية لم تصمد في الاختبار الفعلي. وإذا كان هناك مساعدة مالية عربية لأفريقيا، فقد كانت ضئيلة. خيبة الأمل أدت إلى تراجع في مواقف الدول الأفريقية. فجأة ظهر الحنين إلى أيام مساعدة إسرائيل، وحدث بداية تغيير إيجابي تجاهها في مواجهة الوعود المالية التي لم تتحقق “.

موضحا أن إسرائيل التقطت ذلك، وانتقلت إلى سياسة فعالة. حيت تم تقسيم قسم الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية إلى قسمين لتركيز العمل. كذلك وكالات الإغاثة والتعاون الدولية جرى تعزيزها بالمال والأشخاص. وتابع: “فعل هذا فعله، وشيئاً فشيئاً استأنفت عدة دول أفريقية العلاقات وعادت إسرائيل إلى أفريقيا”. ويشير إلى وجود علاقات لإسرائيل بأكثر من 35 دولة أفريقية، وهي تساعدها في مجالات الزراعة والتعليم والطب والتكنولوجيا والأمن.

وبرأيه أتاحت ثلاثة أسباب استئناف العلاقات مع أفريقيا وتعزيزها وزيادة عددها في الفترة الأخيرة: الأول، خيبة الأمل الأفريقية بوعود لم تتحقق، الثاني، اتفاقات السلام بين إسرائيل ودول عربية، بينها اتفاقات التطبيع والاتفاقات مع السودان والمغرب، والثالث هو الوضع الاستراتيجي القوي لإسرائيل.

ثلاثة أسباب أتاحت استئناف العلاقات مع أفريقيا: الأول، خيبة الأمل الأفريقية بوعود لم تتحقق، الثاني، اتفاقات السلام بين إسرائيل ودول عربية، بينها اتفاقات التطبيع والاتفاقات مع السودان والمغرب، والثالث هو الوضع الاستراتيجي القوي لإسرائيل.

ويقول لفانون إن استئناف علاقات دولة الاحتلال بالقارة الأفريقية الذي وصل الآن إلى ذروته مع قرار غينيا الاستوائية نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، يتيح لإسرائيل إقامة علاقات ثنائية شجاعة مع هذه الدول. وعن ثمار مثل هذه العلاقات، يشير إلى رحلات تجارية فوق أراضيها تقصّر الطريق والتكلفة؛ التواجد في البحر الأحمر الذي يُعتبر منطقة استراتيجية؛ تأييد في المؤسسات الدولية؛ وقبل كل شيء تحسين صورة إسرائيل كدولة تساعد بإخلاص ومن دون مصلحة ضيقة. معتبرا أن تطوير العلاقة المتبادلة مع القارة الأفريقية أمر حيوي ومهم؛ لأن أفريقيا تشعر بالحنين إلى إسرائيل وهي تحن لها.

ويختم بقوله: “حسناً تفعل إسرائيل عندما تشدد على تطوير القارة الأفريقية لتحسين حياة سكانها وتواصل مساعدتها التقنية التي تتذكرها أفريقيا من الأيام الطيبة الماضية. يتعين على إسرائيل نفض الغبار عن الأرشيف والعودة إلى التعاون الذي كان في الماضي مع أفريقيا”.

يجب النضال ضد محكمة الجنايات الدولية سياسياً وليس قانونياً
وفي ساق متصل، دعت صحيفة “إسرائيل اليوم” للنضال ضد محكمة الجنايات الدولية سياسياً وليس قانونياً. وقالت في افتتاحيتها اليوم: “عندما طُرح التقدير أن قرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، الذي يسمح لها بالتحقيق مع إسرائيل، هو نتيجة وصول إدارة جو بايدن، كان هناك أطراف في واشنطن اعتبرت أن هذا هو السبب فعلاً”. لافتة إلى أن القرار وموضوع البحث تأجل مدة سنة تقريباً، وفجأة صدر في توقيت قريب من صعود الرئيس الجديد. معتبرة أن الطريق الأجدى لمحاربة قرار الجنايات الدولية يتمثل بالمسار السياسي والدبلوماسي واستثمار كل ما هو موجود بيد إسرائيل للتحرك دوليا ضد المحكمة، بدلا من مواجهة خاسرة قضائيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Suleiman:

    واكتب على القبر هذى أمة رحلت
    لم يبق من أهلها ذكر ولا اثر

  2. يقول محمد الجزائر ي:

    لعنة الله على كل من حط يده في يد الصهاينة قتالين الاطفال

  3. يقول محمد:

    كلام فارغ ولن تدخله في عقولنا أيها الفاسق قاتل الا طفال . ان طبع معكم الرؤساء فكن على يقين هناك من الشعب من ينتظر الفرصة لمحاربتكم وتدميركم وسيتم لان اغلب الشعب العربي يكره الصهاينة في فلسطين ولا نكره اليهود في دول أخرى.

  4. يقول halim:

    موضوع ملخبط وانا افهم موضوعكم الماكر كما العادة من العنوان .ويمكرون ويمكر الله وخير الماكرين انشاء الله نهايتكم قربية بادن الله .اللهم لطف بنا يارب العالمين

إشترك في قائمتنا البريدية