دبلوماسي بريطاني بارز يعارض مشاركة بلاده في العمليات العسكرية في العراق

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: من سمير ناصيف: نصح دبلوماسي بريطاني (تسلم في السنوات القليلة الماضية مناصب بارزة في عمله الدبلوماسي في الشرق الاوسط) رئيس حكومة بلاده ديفيد كاميرون بعدم مشاركة بريطانيا في العمليات العسكرية التي تقودها امريكا ضد «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) في اراضي هذين البلدين.
واكد هذا الدبلوماسي البارز الذي عَرضَ مواقفه في ندوة مغلقة امام عدد من الشخصيات العربية والبريطانية في لندن ان «القصف الجوي في العراق وسورية ليس له سوى قيمة محدودة، وكلما استمر فانه سيحدث بلا شك اصابات وضحايا مدنية وسيؤدي الى موجة شعبية كثيفة في العالم العربي ضد امريكا، قائدة الحملة العسكرية».
وفي رده على سؤال حول ما كان سيقول لكاميرون ولقادة حزب العمال لو سألوه رأيه في هذا الموضوع فاجاب بما يلي: «لا يمكننا المشاركة في العمليات العسكرية لارضاء القيادة الامريكية والسعودية والجهات المتشددة في حزب المحافظين. فالمجال ما زال مفتوحا لحل هذه الازمة الخطيرة بالوسائل الدبلوماسية، وسياسة شن الحروب وحدها قد تأخذنا الى متاهات لا نرغب بها. وبالتالي كنت سانصح كاميرون بعدم المشاركة البريطانية العسكرية».
واعتبر ان مصر يجب ان تلعب دورا اكبر واكثر فعالية من الدور الذي تلعبه حاليا في الازمة مع الدولة الاسلامية في العراق والشام وفي محاولة العثور على حلول للقضية الفلسطينية، فمصر هي الدولة العربية الاقوى عسكريا والاكثر كثافة سكانيا وقد لعبت دورا رئيسيا في ماضي المنطقة عموما، وعليها ان تشجع انتشار الاعتدال السياسي والديني الاسلامي، حيث تتواجد فيها المراكز الاسلامية الدينية الرئيسية ذات التوجه الاسلامي الحقيقي المعتدل، وعليها ان تخرج من موقف مراقبة الامور عن بعد وذلك برغم وجود نسبة عالية من سكانها تؤيد الفكر الوهابي المتطرف.
وقال انه من الخطأ اعتبار التطرف منتشرا في العالم العربي، فاكثرية سكان مصر وسورية والعراق تشجب بشدة العنف الممارس حاليا من قبل الاطراف المتشددة في المنطقة. وكثير من التوجه نحو العنف حاليا مرتبط بعدم نجاح المبادرات لحل القضية الفلسطينية التي قام بها مؤخرا وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وعزا فشل كيري ليس فقط الى المواقف الاسرائيلية بل الى عدم تحمس بعض الدول العربية لنشوء دولة فلسطينية يكون لمنظمة «حماس» دورا كبيرا فيها. وهذه الدول العربية المتحفظة في هذا الشأن، برأيه تشمل مصر والسعودية. واوضح ان التفاوض والتقارب الامريكي ـ الايراني في الفترة الاخيرة يقلق الدول العربية الخليجية القريبة من ايران، وخصوصا ان امريكا أقل حاجة الى النفط في هذه المرحلة من المراحل السابقة ولكنها ما زالت متمسكة بحماية أمن اسرائيل.
وايران، من جهتها، حسب ما قال يمكن ان تفاوض امريكا او غيرها، ولكنها لن تتخلى عن نفوذها في سورية ولبنان وبلدان ومناطق اخرى في المنطقة.
وبالنسبة لتركيا فاكثر ما يهمها، برأيه، عدم تطور الاحداث بشكل يؤدي الى نشوء دولة كردية على حدودها مرتبطة باكراد تركيا المطالبين بالانفصال.
واضاف انه من المؤسف ان يكون الدور الاكبر في العالم العربي حاليا هو بيد دول غير عربية كاسرائيل وتركيا وايران، وبالتالي، هناك حاجة ماسة لعودة مصر الى لعب دورها الرئيسي.
وعندما سُئل هل بامكان باوروبا وبريطانيا ان تساهما في دعم عودة مصر الى نفوذها السابق اوضح ان الامر ليس بهذه السهولة فبامكان اوروبا وبريطانيا دعم مصر اقتصاديا واجتماعيا ولكن قرار عودتها للقيام بدور سياسي فاعل يعود اليها والى طريقة تعاملها السياسي مع النسبة العالية من المنتسبين الى الحركات الاسلامية المتشددة فيها.
وعن المواقف الرسمية السورية والايرانية والروسية ازاء الحملة العسكرية ضد «داعش»، بقيادة امريكا، قال الدبلوماسي: «لا يبدو ان النظام السوري معترض بشدة على هذه الحملة التي تجري حتى الساعة في مناطق لا يسيطر النظام عليها. كما ان اعتراضات ايران وروسيا تبدو محدودة ومرتبطة بما سيحدث لاحقا. وتساءل المتحدث البريطاني حول نظرية حدوث صفقة مسبقة في هذا المجال. وختم حديثه بتمني نجاح المبادرات السياسية لحل الازمة الحالية ومجمل ازمات المنطقة متحفظا ازاء الحلول العسكرية، مهما كان شكلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية