دبلوماسي تايواني يقرأ القرآن عبر إذاعة أردنية.. ويروي كيف أخضعه جنود الاحتلال في القدس “لاختبار ديني”- (فيديو)

طارق الفايد
حجم الخط
1

عمان- “القدس العربي”: كشف الممثل المقيم للمكتب الاقتصادي والثقافي التايواني في العاصمة الأردنية عمان، إسماعيل ما، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي أخضعوه لاختبار “ديني” كي يتمكن من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه.
وأوضح إسماعيل ما وهو دبلوماسي تايواني مسلم، في لقاء الثلاثاء مع “راديو البلد”، أنه وخلال إحدى زياراته الخاصة للمسجد الأقصى في القدس لم يصدق جنود الاحتلال المتواجدين على بوابات الأقصى أنه مسلم وتم إخضاعه لاختبار قراءة سورة الفاتحة حتى يسمحوا له بالدخول، ولما قرأها سألوه مرة أخرى حول عدد سور القرآن الكريم، وبعدما أجابهم تم السماح له بالدخول.

وأثناء الحوار الذي أداره الزميل محمد العرسان، قرأ الدبلوماسي التايواني، وهو يتحدث باللغة العربية بطلاقة، سورة الفلق، وأشار إلى أنه يحفظ جزء عمّ كاملا في القرآن الكريم.

كشف عن مصير “حصان” أهداه الملك حسين لرئيس تايوان السابق

كما تحدث عن زيارة قديمة للعاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال للعاصمة تايبيه، والتي يذكرها الشعب التايواني جيدا، فقد أهدى خلالها الرئيس التايواني السابق حصانا عربيا أصيلا، مازالت تايوان تحتفظ بنسله حتى يومنا هذا كعربون صداقة بين البلدين.

العلاقات مع الأردن
وحول تاريخ العلاقات الأردنية التايوانية، أوضح ما أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد بدأت في سنة 1957 متأصلة ومتجذرة وإن كانت شهدت نقطة تحول رئيسة في سنة 1977 بحكم الظروف السياسية، هناك علاقات تبادلية وثيقة بين تايوان والأردن، بالإضافة إلى التعاون في عدة مشاريع وبرامج تدريبية من شأنها المساعدة في تعزيز القدرات الفنية والتخصصية في مجالات متعددة، كما يوجد تعاون وثيق بين الهيئات العامة والخاصة في مجال تبادل الخبرات والمساعدات الإنسانية للاجئين السوريين بعد 2014.
وأكد أن حجم التبادل الاقتصادي يصل في بعض السنوات إلى ما يزيد عن 400 مليون دولار، مبينا أن أهم ما يستورده الأردن من تايوان هو مستلزمات الكمبيوتر والإلكترونيات وماكينات وقطع غيار السيارات والأقمشة وغيرها، في حين تستورد تايوان من الأردن الفوسفات والبوتاس ومنتجات البحر الميت وزيت الزيتون وغير ذلك، إضافة إلى وجود 5 شركات تايوانية تعمل في الأردن في المناطق الصناعية كمدينة الحسن في إربد وفي الكرك والشوبك ومنطقة سحاب الصناعية، وتشكل صادرات الشركات التايوانية المستثمرة في الأردن ثلث حجم الصادرات الكلي من الملابس.
وحول العوائق التي تواجه الاستثمار التايواني في الأردن، قال ما: “يبلغ إجمالي الاستثمار التايواني التراكمي لعام 2020 في الأردن 51 مليون دولار أمريكي ويعد أكبر هذه الاستثمارات استثمار صناعة النسيج، ففي الوقت الحاضر، تستثمر 3 مصانع للألبسة الجاهزة من رجال الأعمال التايوانيين في الأردن، مما يوفر أكثر من 3000 فرصة عمل للسكان المحليين”.
الحرب بين روسيا وأوكرانيا
وحول ما يجري من حرب بين روسيا وأوكرانيا لفت السفير التايواني إلى أن وضع بلاده “يختلف عن أوكرانيا اقتصاديا واستراتيجيا”، داعيا جميع أطراف الأزمة الروسية الأوكرانية إلى تعزيز الحوار والتشاور بالطرق السلمية.
وتتابع بكين الأزمة الأوكرانية وأعينها على تايوان، وسط خشية من سعي الحزب الشيوعي الصيني إلى إعادة التوحيد في نهاية المطاف معها، بينما أعلن الجيش التايواني حالة التأهب.
وقال ما: “واجهت تايوان تهديدات عسكرية من الصين منذ فترة طويلة، لذا أعلنت الحكومة التايوانية تعاطفها مع الوضع في أوكرانيا وتنديدها بالانتهاكات الروسية، كما أنها تدعو جميع الأطراف إلى تعزيز الحوار والتشاور بالطرق السلمية وحل الخلافات بعقلانية والعمل معا للحفاظ على الاستقرار الإقليمي”.
وأضاف: “يصنف الجيش التايواني في المرتبة رقم 22 بين أقوى جيوش العالم، ويمتلك أكثر من 1.8 مليون جندي بينهم أكثر من 1.6 قوات احتياطية، كما تصنف القوات الجوية لتايوان في المرتبة رقم 14 عالميا بـ739 طائرة، بينما يصنف الأسطول التايواني في المرتبة رقم 22 بـ 117 وحدة بحرية.. وسيفعل هذا الجيش ما بوسعه للحفاظ على استقلالية الأرض التايوانية”.
وحول التخوف من مستقبل العلاقة مع الصين الشعبية بالإضافة إلى مخاوف تكرار سيناريو أوكرانيا وروسيا، أن يطبق في الصين، أكد الدبلوماسي التايواني أن بلاده “تختلف عن أوكرانيا اختلافا اقتصاديا واستراتيجيا، فمن الناحية الاقتصادية تعتبر تايوان قوة اقتصادية، باقتصاد ناضج ومتنوع، ووجود قوي في الأسواق الدولية واحتياطيات ضخمة من العملات الأجنبية، أما من الناحية الاستراتيجية فيكمن الاختلاف في كون تايوان جزيرة محاطة بالبحر بعكس أوكرانيا التي تشارك حدودا برية واسعة مع روسيا”.
وأوضح أن السلام والازدهار والتنمية في آسيا هي مسؤوليات مشتركة لجميع بلدان المنطقة. لذلك، ترتبط القضايا عبر مضيق تايوان بالسلام الإقليمي، مبينا أن “تايوان ستفي بمسؤولياتها في الحفاظ على الأمن الإقليمي من خلال الاستمرار في توسيع النوايا الحسنة والحفاظ على علاقات مستقرة ومتسقة ويمكن التنبؤ بها عبر المضيق”.
القضية الفلسطينية
أما بخصوص موقف تايوان من القضية الفلسطينية، قال ماي: “تدعو تايوان إلى السلام في دول العالم أجمع وتطالب بوقف الانتهاكات لحقوق الإنسان في جميع بقاع الأرض بغض النظر عن نسبهم أو أديانهم، وتدعو المجتمع الدولي لإيجاد حل شامل والجانبين لالتزام واحترام القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة”.
كما شدد على احترام تايوان للأقلية المسلمة، مع أن نسبة المسلمين في تايوان تعتبر ضئيلة وهي أقل من 1%، حيث يتمتع المسلمون في تايوان بكافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، فالكثير من أفراد الأقلية المسلمة التايوانية يتبوأون مناصب مهمة في الدولة.. والدولة توفر وتدعم المساجد، وأماكن الصلاة للمسلمين في أهم المرافق العامة، وكذلك توفر الدولة بعثة الحج إلى مكة المكرمة للمسلم التايواني الذي يرغب بذلك على نفقتها تماما”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    الله يحرر فلسطين كل فلسطين و يكسر شوكة إسرائيل و من يواليها أو يتعاطف معها

إشترك في قائمتنا البريدية