الخرطوم – «القدس العربي»: تواصلت أمس الأربعاء في السودان، ردود الأفعال على مشروع القرار البريطاني الخاص في مجلس الأمن الدولي، الذي أحبطته روسيا عبر استخدامها حق “الفيتو”.
إذ قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي إن المشروع الذي تم تعطيله بفعل الفيتو الروسي كان يهدف إلى تقسيم السودان إلى دويلات ومناطق نفوذ تحت ذريعة العمل الإنساني.
وأضاف: أن هذا المشروع لا يختلف كثيراً عن مؤتمر برلين في القرن التاسع عشر، لكنه يستهدف هذه المرة دول الساحل انطلاقاً من السودان، مشيرا إلى أن عبارة “حماية المدنيين”، هي مجرد غطاء يُستخدم لتبرير الأفعال غير المشروعة.
وتابع: “يدرك الجميع الجهة التي تنتهك حقوق الإنسان وتعتدي على الحرمات”.
والإثنين، استخدمت روسيا حق النقض لعرقلة مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن الدولي يطالب الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بوقف إطلاق النار وإزالة العقبات التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية.
ونشر مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش تغريدات على منصة “إكس”، أعتبر فيها، استخدام روسيا حق “الفيتو” ضد مشروع القرار البريطاني، إخفاق في تحقيق مطالب الوقف الفوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين في السودان، معتبرا ذلك “أمر مؤسف وضياع لفرصة ثمينة لحقن الدماء في حرب لا يمكن لأي طرف أن يربحها”. وطالب أن تكون أولوية المعالجة للكارثة الإنسانية في السودان، وليس الحسابات السياسية أو الميدانية الضيقة. ورد عليه نائب مندوب السودان في الأمم المتحدة السفير عمار محمود، قائلا “في اللحظة ذاتها التي كان فيها قرقاش يكتب منشوره متظاهراً بالحزن على المأساة الإنسانية في السودان، تلقى أعضاء مجلس الأمن تقريراً سرياً من فريق الخبراء المعني بدارفور، أشار إلى تعاون الإمارات مع قوات الدعم السريع”. وأضاف: أن “الحديث عن الحسابات السياسية الضيقة يجب أن يوجّهه لبلاده التي تتسبب في قتل السودانيين وتشريدهم ومضاعفة معاناتهم”. وحسب جزء من مستند نشره الدبلوماسي السوداني، فإنه “منذ أغسطس/آب، لوحظت سلسلة من رحلات شحن طائرات إليوشن التي تعمل على طريق قليل الاستخدام بين موقع وسيط وانجمينا في تشاد، مما يشير إلى سلسلة إمداد منسقة محتملة تشبه الجسر الجوي”.
وزاد أن “العديد من الطائرات والشركات التي تم تعقبها سابقاً في مطار أم جرس التشادي تستخدم هذا الطريق”.
وأضاف: “تحقق اللجنة حاليًا في هذه الرحلات لتقييم الغرض التشغيلي منها، وطبيعة الشحنة، والعمليات اللوجستية المتعلقة في دارفور”.
وتابع: “قد تم تتبع أصول رحلات الشحن هذه قبل وصولها إلى الموقع الوسيط، وأشارت بيانات الرحلات الجوية مفتوحة المصدر وسجلات تنسيق الحركة الجوية إلى نمط ثابت، مع مغادرة العديد من الطائرات من الإمارات العربية المتحدة”.
وتتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بإشعال الحرب المندلعة في السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي، عبر تقديم الدعم المالي والعسكري لقوات “الدعم السريع” التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” والتي تقاتل ضد الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور ضمن محاور أخرى.
وقال عضو مجلس السيادة، مساعد قائد الجيش ياسر العطا، إن الإمارات كانت تقوم بإرسال طائرات الدعم إلى قوات الدعم السريع عبر مطار في مدينة عنتيبي اليوغندية وبعدها إلى أفريقيا الوسطى إبان سيطرة “فاغنر” على بانجي، وإنها تستخدم مطار “أم جرس” وانجمينا” التشادي لذات الأغراض.
وأضاف “بعض القادة النافذين في الدولة التشادية المرتشين يسهلون امداد دولة الإمارات لقوات الدعم السريع”
وفي أبريل/ نيسان الماضي قدمت الحكومة السودانية شكوى رسمية في مجلس الأمن الدولي في مواجهة دولة الإمارات، متهمة إياها بالعدوان والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وطالبت مجلس الأمن الدولي باتخاذ الإجراءات الكفيلة بانصياع دولة الإمارات إلى القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية من أجل “كف عدوانها” عن السودان وشعبه.