دخول الجزائر الى «بريكس» مؤجل … عودة «سيمبا» والعزف على الطفولة المؤجلة

شغل عدم التصويت للجزائر للدخول في تجمع «بريكس» الإعلام ومواقع التواصل وما زال. كما انشغل الناشطون بعودة الشارات الغنائية للرسوم المتحركة المدبلجة بواسطة حلول «طارق العربي طرقان» السوري من أصول جزائرية الآتي برفقة أبنائه لإحياء العديد من الحفلات في الجزائر.
انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي كالعادة بين الرؤى الجادة حول تجمع بريكس، وعدم انضمام الجزائر إليه، بسبب عدم التصويت لصالحها بين متفائل ومنتقد ومتشائم والنظرة الهزلية والنكتة المطعمتين بالامتعاض والسخط، وحتى وإن تعذر على الكثيرين فهم الموضوع.
نقرأ منشورا على صفحة كدي عبد المجيد يحتدم النقاش حول عدم الانضمام، في ظل أجواء مشحونة غلبت عليها العاطفة والتشنج، وللأسف غابت الكثير من المعايير والأدوات الواجب أخذها بعين الاعتبار عند التحليل والمناقشة، منها: غياب معايير واضحة لدى بريكس في قبول أو رفض الدول، كعدد الدول المترشحة وانتشارها جغرافيا، معدل النمو الاقتصادي لها، حصة الدول في التجارة العالمية، درجة التنوع الاقتصادي، حجم السوق وحصة الفرد من الناتج المحلي الخام باستخدام تعادل القوة الشرائية، الحضور الجيو – استراتيجي للدولة من خلال وكالات التمويل والصناديق السيادية المملوكة لها، مدى سيطرة الدولة على أهم الموانئ والممرات الملاحية العالمية وتقاطع المصالح مع دول بريكس». ويختم صاحب المنشور رأيه بالقول «باستخدام هذه الأدوات يمكن أن نفهم لماذا الجزائر غير موجودة، ثم أن مجرد انضمامها لا يمثل في حد ذاته عنصر قوة اقتصادية ولا مؤشرا على حل مشاكل الجزائر الاقتصادية». ونشر الداوي محمد مقطع فيديو تفاؤلي، وهو الأمين العام لحزب «الكرامة»، وطمأننا أننا سندخل إلى بريكس في غضون سنتين، ورغم الداء والأعداء، وعدم الانضمام مؤجل فقط، مثلما أجل دخول مصر ثلاث سنوات، وأن التي دخلت هي دول في ما بينها خصومات يراد إصلاحها». الدول التي فازت بفيزا إن صح التعبير، وهي السعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا والأرجنتين، ثم مصر، فالعام والخاص يعرف النزاع بين إثيوبيا ومصر على نهر النيل، فدول بريكس أدخلت هاتين الدولتين، لأنها لا تستطيع إدخال دولة وترك أخرى، والدولة التي لا تدخلها ستقع في يد التكتل الآخر الذي يعمل ضد بريكس، كذلك الأمر بالنسبة لإيران والسعودية والإمارات العربية، بينها مشاكل، وتم إدخال الثلاث على الأقل لحل هذه المشاكل، وأدخلت الأرجنتين من أجل تدعيم مركز البرازيل في القارة الأمريكية».
ويزيد طمأنة الشعب الجزائري على أن لا يغالطهم أحد حول المليار والنصف دولار، التي صبتها الجزائر في بنك «المنظمة، وأنه موجود ولو أرادت الجزائر استرجاعه ستسترجعه».
ورد محمد علواش على «الداوي» من خلال منشور له على صفحته على فيسبوك قائلا «آخر ما جادت به قريحة محمد الداوي، رئيس حزب الكرامة، تم رفض ملف الجزائر، في منطقة بريكس، لأن الكثير من الدول في العالم لم تفهم ولم تستوعب بعد، أبعاد وفلسفة وواقع الجزائر الجديدة». ولا حول ولا قوة إلا بالله. أضاف علواش، ومن باب النكتة أرجع البعض، عدم التصويت لفيديو تم تداوله على نطاق واسع، لشباب يعيدون حرفيا أغاني طارق العربي طرقان الطفولية، وأغنية «هزيم الرعد» تحديدا، الفيديو الذي تسبب في رفض الجزائر من دخول مجموعة بريكس»! الأمر غريب، فلا وجود للأطفال، بل حضر من كانوا أطفالا منذ أكثر من 20 سنة، ممن جاءوا ليعيشوا طفولة هربت بفعل عوامل كثيرة، يراد استرجاعها بحنين.

حفلات طرقان والنكوصية المفرطة

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإيجابية بعد الإعلان عن زيارة طارق العربي طرقان الفنية ليعيد عليهم أغاني طفولتهم. وشهدت حفلاته إقبالا جماهيريا كبيرا واستحسانا لدى الكثيرين.
وعلى صفحة خديجة عيمر، نقرأ منشورا لعادل محسان، جاء فيه «أنا طفل صغير، كلما كبرت أكثر. هل شاهدتم يوما كلبا عض يدا ترعاه؟ (سيمبا)، كن حسن الخلق مع الخصم، فأهدافك أسمى. (الكابتن ماجد)، أنت الأمان أنت الحنان، من تحت قدميك لنا الجنان. (ريمي).
وأضاف صاحب المنشور «ربما كانت تلك الرسوم بعض ما حجب عنا كجيل، مأساة التسعينيات، ولكن أكيد أن من يقرأ هذه الكلمات سيفهم أنها تدعو للخير وبر الوالدين والقيم الجميلة كالوفاء وحسن الخلق حتى مع الخصوم، وترك الظلم والشعرية والجمال والفطرة السليمة خاصة». ويواصل المنشور مدح أغاني طرقان: «ولذلك جاء الآلاف إلى حفل أمس، رغم سوء التنظيم الذي ليس موضوع المنشور، إلا أن عيون الكثير من الحاضرين كانت مشرقة فيها أمل وحنين، وقد كان من حقهم عيش ذلك بعيدا عن محاولات مصادرة الرأي والذوق».
وجاء في ختام المنشور «كن طفلا يا عزيزي ليس ذلك عيبا، إن الطفولة أقرب مراحل الإنسانية إلى مطلق النقاء». وهناك من انتقد سوء التنظيم والتحايل على الجمهور في بيعهم تذاكر، دون تمكنهم بالاستمتاع بالحفل، حيث كثرت طوابير المنتظرين خارج المسرح وعلى صفحة «مدينة شفة» نقرأ: «عزيزي القلق من حكاية بريكس، ليك المبركسين خلصوا تذكرة بـ2500 درهم جزائري كي يغنوا «سيمبا قادم»، أكثر من ألف بركوس يساوي 250 مليونا، «سيمبا» خلاهم عند الباب وما دخلوش لأن المسرح ممتلئ عن آخره».
وعلى صفحة «قسنطينة سرتا» وفي سياق الانتقاد نقرأ «ندفع 2500 كي نسمع «سيمبا قادم سيمبا جا سيمبا، هذه موجودة في يوتيوب بإمكاننا أن نسمعها، وإذا كانت وزارة الثقافة غبية لا تكونوا أغبى منها»!
وكتب لارابة عبد الرحيم «حفل طارق العربي طرقان وأبناؤه، مهزلة تنظيمية أخرى في قطاع الثقافة والفنون. أتعلم عزيزي القارئ أن شباب المستقبل اليوم دفعوا 2500 لاقتناء تذكرة بغية الرجوع، ولو بالقليل لذكريات الزمن الجميل. خرجوا من بيوتهم حاملين شارات معلقة بأذهانهم، وأحلاما ليصدموا بأبواب موصدة في وجه كل ما جال بخواطرهم. المهم ما يقارب 3 آلاف شخص ينتظرون أمام أبواب مسرح الهواء الطلق «علي فليسي»، والذي احتضن اليوم حفل صانع ذكريات طفولتنا وأبنائه.
السؤال المطروح: لماذا بيعت التذاكر وأهل الحفل (منظموه) أدرى بنفاد الأماكن؟» وعن سؤاله أجابت عنه مديرة مؤسسة «الأرقم» للإنتاج راضية خماش متعهدة بتعويض المواطنين الذين اشتروا تذاكر، ولم يتمكنوا من مشاهدة الحفل، والتعويض يكون إما بحضور حفل ثان في العاصمة الجزائر يرتب قريبا بعد عودة طارق العربي طرقان من السعودية أو تعويضهم ماديا.
وأضافت ما حدث تنظيميا لا تتحمله مؤسستنا، التي تم منعها من تنظيم البوابة الرئيسية للدخول. ويبدو أن من أفسد التنظيم، حسب هذه السيدة «دخول أشخاص كثيرين بدون تذاكر ولا دعوات، صحيح أن مؤسسة فنون وثقافة أجرت لنا مسرح الهواء الطلق، ولكن الممارسات التي وقفنا عليها تجعلنا لن نتعامل معها مستقبلا». ومع هذا «فالحفل كان ناجحا وأروع مما كنا نتخيل، الأمر الذي أبهر الفنان وأبناءه».

 كاتبة من الجزائر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية