لندن ـ «القدس العربي»: خلصت دراسة طبية حديثة إلى أن تناول الماء المعبأ في القوارير البلاستيكية يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وذلك بسبب دخول جزيئات البلاستيك الدقيقة إلى مجرى الدم.
ووفقاً لأبحاث أخرى، فقد تم العثور على جزيئات البلاستيك الدقيقة أيضاً في السوائل الموجودة في القوارير الزجاجية، حيث يقول الخبراء إن ارتفاع ضغط الدم المرتبط بذلك قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، فقد وجدت أحدث دراسة أن ضغط الدم انخفض بعد أن توقف المشاركون عن تناول جميع السوائل، بما في ذلك الماء، من القوارير البلاستيكية والزجاجية، وشربوا فقط مياه الصنبور لمدة أسبوعين.
وقال باحثون في قسم الطب بجامعة دانوب الخاصة في أستراليا: «خلصنا، بعد بحث مكثف، إلى أنه يجب تجنب المشروبات المعبأة في زجاجات بلاستيكية».
وتابعوا: «ثمة اتجاهات ملحوظة، حيث تشير نتائج الدراسة، لأول مرة، إلى أن تقليل استخدام البلاستيك قد يؤدي إلى خفض ضغط الدم، ربما بسبب انخفاض حجم جزيئات البلاستيك في مجرى الدم».
وأضافوا: «تشير التغييرات التي لاحظناها في ضغط الدم إلى أن تقليل تناول جزيئات البلاستيك يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».
وتظهر الأبحاث أن المواد البلاستيكية الدقيقة -الشظايا المجهرية التي تنتج عن تحلل البلاستيك الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية أو نتيجة لضرب الزجاجة- موجودة في كل مكان.
وتم العثور على المواد البلاستيكية الدقيقة في اللعاب وأنسجة القلب والكبد والكلى والمشيمة، ووجدت العديد من الدراسات تركيزات عالية في الماء في القوارير البلاستيكية.
وفي الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة «Microplastics» طلب الباحثون من ثمانية رجال ونساء الحصول على كمية السوائل اليومية من مياه الصنبور وأخبروهم بالامتناع عن المشروبات المخزنة في زجاجات بلاستيكية أو زجاجية.
وتم إجراء العديد من قياسات ضغط الدم في البداية وأثناء الدراسة، حيث أظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً إحصائياً في ضغط الدم الانبساطي -الضغط في الشرايين عندما يرتاح القلب بين النبضات- بعد أسبوعين.
وقال الباحثون: «بناء على النتائج التي تشير إلى انخفاض ضغط الدم مع انخفاض استهلاك البلاستيك، فإننا نفترض أن الجزيئات البلاستيكية الموجودة في مجرى الدم قد تساهم في ارتفاع ضغط الدم».