هناك مقولة مشهورة منسوبة لكارل ماركس مفادها أن التاريخ حين يكرر نفسه يكون ذلك في أول كرة على شكل مأساة، ثم مهزلة في ثاني كرة. وهذه الحكمة تنطبق على الحالة المصرية، مع الفارق، وهو أن المأساة والمهزلة في هذه الحالة تطابقتا وحلتا معاً. ولا يتعلق الأمر هنا بالانقلاب الناصري على الملكية، ثم الانقلاب الساداتي على الناصرية، وأخيراً الانقلاب ‘الليبرالي’ على الديمقراطية، رغم أن هناك أصداء من كل ذلك في كل انقلاب. فالانقلاب الناصري رفع شعارات التحرر من ثنائية الطغيان الملكي والاحتلال الأجنبي، ولكن الأمر انتهى بطغيان أشد وطأة، وبوقوع أجزاء من مصر تحت احتلال إسرائيلي، مع ارتهان القرار المصري للسوفييت. أما السادات فقد رفع شعارات التحرر من القمع الناصري ومن التبعية للسوفييت وتحرير الأرض من الاحتلال، ولكنه كذلك انتهى بقمع من نوع جديد، وبتبعية كاملة لأمريكا. وبينما تم ‘تحرير’ سيناء (مع نسيان غزة التي احتلت معها)، فإن مصر كلها خسرت استقلالها وقرارها والكثير من سيادتها. وإذا كان من المبكر الحديث عن الانقلاب الأخير، فإن عنوان الكتاب يكشف عن كثير.
ولكن المفارقة هي أن الانقلاب المصري يعتبر تكراراً في نسخة طبق الأصل من محاولة ‘انقلابية’ أخرى، قامت بها قيادة الجيش السوداني في عام 1989، أيضاً ضد حكومة منتخبة كان الإسلاميون جزءاً منها. ولعل المفارقة الأبلغ هي أن النظام المصري القائم وقتها، وبعض الأنظمة التي دعمت انقلاب مصر الأخير، كانت ضالعة في ذلك الانقلاب، فما أشبه الليلة بالبارحة!
ففي شهر فبراير من عام 1989، قام وزير الدفاع السوداني وقتها الفريق عبدالماجد حامد خليل بجولة عربية شملت مصر والأردن والسعودية في محاولة لاستقطاب دعم عسكري كان الجيش السوداني في حاجة ماسة إليه لخوض الحرب في الجنوب. وكانت النتيجة مخيبة لآمال الوزير وحكومته، حيث أن كل الحكومات العربية رفضت تزويد الجيش السوداني بالأسلحة التي كان يحتاجها أو إقراض الحكومة المال لشرائه من مصادر أخرى. وكانت الحجج تتلخص في أن الحكومة السودانية المدعومة من الإسلاميين تتبنى مواقف متطرفة لا تساهم في جهود السلام، وأن تقديم أي دعم لها يغضب الحلفاء الغربيين.
عاد الوزير إلى البلاد وشرح الوضع لحكومته ثم تقدم باستقالته من الحكومة. وكنتيجة لهذا الوضع اليائس، عقد كبار ضباط الجيش اجتماعات متوالية لمناقشة الوضع، وخلصوا إلى رفع مذكرة لرئيس الوزراء وقتها السيد الصادق المهدي، وقعها قائد الجيش الفريق فتحي أحمد علي (نظير السيسي). لخصت المذكرة الوضع غير المقبول في ساحات القتال، حيث يفتقد الجيش إلى الموارد الضرورية لخوض الحرب، وعزت ذلك إلى عزلة السودان الدولية، حيث كانت هذه ربما أول حرب أهلية يدعم فيها المعسكران الشرقي والغربي حركة التمرد، بينما لا تجد الدولة السودانية حليفاً. وطالبت المذكرة حكومة المهدي باتخاذ إجراءات عملية لفك العزلة الدولية، وكذلك لتوحيد الجبهة الداخلية عبر تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة. وطالبت المذكرة حكومة المهدي باتخاذ موقف جدي من الحرب، إما بالتوجه نحو السلام بهمة، وإما بتزويد الجيش بما يحتاجه لخوض الحرب. وبالطبع يكون من الأفضل لو تحقق الأمران.
جاءت المذكرة على خلفية وجود مبادرة سلام على أساس اتفاقية بين زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي السيد محمد عثمان الميرغني وزعيم الحركة الشعبية العقيد جون قرنق أبرمت في نوفمبر 1988. وقد نصت تلك الاتفاقية على وقف لإطلاق النار مقابل تجميد العمل بالقوانين الإسلامية وإلغاء اتفاقيات الدفاع المشترك مع مصر وليبيا ثم عقد مؤتمر دستوري يناقش قضايا السودان ويخلص على توافق لحلها. وكان الحزب الاتحادي وقتها شريكاً في الائتلاف الحاكم مع حزب الأمة بزعامة المهدي والجبهة الإسلامية القومية بزعامة د. حسن الترابي، ولكنه انسحب من الحكومة بعد رفض مبادرته وبعد تفجر احتجاجات شعبية على خلفية رفع الدعم عن بعض السلع.
من معظم النواحي، كان المنطق مع قيادات الجيش، لأن أطراف الائتلاف الأخرى رفضت اتفاق الميرغني-قرنق لأسباب غير منطقية: الجبهة الإسلامية تنطعاً وتشدداً، وحزب الأمة غيرة من شريكه في الحكم ومنافسه التقليدي. ولم يكن لدى الرافضين بديل عملي لجهود سلام ولا لخوض الحرب بصورة فعالة. ولم تكن مذكرة الجيش تعبر فقط عن موقف العسكريين والوضع الحرج الذي وضعوا فيه، بل كذلك عن رأي شعبي واسع تجاه أداء الحكومة المتردي تجاه قضايا البلاد الملحة.
وكما هو الحال في مصر، فإن القوى اليسارية والليبرالية (وهي أقل حجماً بكثير من نظائرها في مصر واضعف شأناً) رحبت بمذكرة الجيش ورأت فيها نصراً مبيناً. أما الإسلاميون فقد انتقدوا المذكرة بشدة واعتبروها بمثابة محاولة انقلابية. ولكن الإشكال هو أن قادة الجيش لم تكن لديهم خطة انقلابية، وإن كان التهديد بالانقلاب مضمراً في المذكرة التي منحت الحكومة مهلة محددة للاستجابة لمطالبها. وخلال الأسابيع التي تلت، كانت قيادة الجيش في حالة تمرد فعلي وخروج عن طاعة الحكومة المنتخبة. وكانت قيادات الجيش تأتي إلى الاجتماعات مع قيادات الحكومة في حراسة عشرات الجنود المدججين بالسلاح، بينما كانت الأسلحة في حالة تأهب واستعداد. وقد كان القوم يتحسبون من هذا لوضع مماثل وجد فيه وزير الدفاع المستقيل نفسه في ظل نظام الرئيس الاسبق جعفر النميري، حين كان خليل وقتها يشغل منصب قائد الجيش والنائب الاول لرئيس الجمهورية. وقد وقعت مواجهة بين الرئيس والجيش بقيادة خليل وقتها، وضع هؤلاء فيها مطالب محددة. وقد وعد الرئيس الضباط بالرد على مطالبهم في اليوم التالي ودعاهم إلى لقاء آخر. ولكنه هذه المرة جاء مستعداً، حيث أوسعهم شتماً وتحقيراً ثم أقالهم جميعاً، بمن فيهم نائبه.
بعد مداولات استمرت أسبوعين، استجاب المهدي لمطالب الجيش، وقام بحل الحكومة وتشكيل حكومة أخرى صادقت على اتفاقية الميرغني-قرنق. ولكن الإسلاميين رفضوا المشاركة في تلك الحكومة واعتبروها نتيجة غير شرعية لعملية ‘انقلابية’. الطريف أن مراسلي الصحافة المصرية في الخرطوم وضباط المخابرات فيها (والصفتان كثيراً ما تنطبقان على نفس الشخص) عبروا وقتها عن أسفهم لما وصفوه بتراجع الجيش عن تسلم السلطة بحسب ما كانت مصر ترجو وتأمل. ولهذا السبب رحبت مصر والسعودية والإمارات بانقلاب البشير عندما وقع في الثلاثين من يونيو (وهو ويا للمفارقة- نفس تاريخ ‘ثورة’ أعداء الديمقراطية في مصر)، ظناً منها بأن الجيش قد استجاب أخيراً لمناشداتها. فقد كان النظام العربي يخشى أكثر ما يخشى تهديدين خطيرين: أولهما الديمقراطية وفكرة أن الشعب هو مصدر السلطات، والثاني هو الحركات الإسلامية. وفي السودان وقتها كما كان الحال في مصر عهد مرسي، اندمج الخطران معاً فكانت هذه الكارثة والمصيبة، والقارعة التي تهدد أسس تلك الأنظمة. فكان لا بد من التحرك للتخلص من هذا ‘التهديد’ الخطير.
هناك أكثر من عبرة للقوى السياسية في مصر مما وقع في السودان. أولها أنه في مثل هذه المواجهات، فإن الحق كله لا يكون مع طرف واحد. فقيادة الجيش كانت على حق في أن الوضع التي وجدت نفسها لم يكن محتملاً، وفي أن الحكومة التي لم تكن تمثل كل أطياف المجتمع- قصرت في واجباتها ولم تول جهود الحرب والسلام الجدية اللازمة. ولكن في نفس الوقت، لم يكن من حق قيادات الجيش أن تتمرد على السلطة المنتخبة أوتهدد بالانقلاب، وإن كان من حقها أن تتبع سنة وزير الدفاع وتعلن الاستقالة أو تهدد بها، مما كان سيشكل ضغطاً كبيراً على الحكومة.
من جهة أخرى فإن معارضي المذكرة واتفاقية الميرغني-قرنق كانوا على حق في نقاط معينة. ففي العملية الديمقراطية، من غير المقبول أن تأتي جهة سياسية إلى طاولة المفاوضات مع القوى السياسية السلمية وهي تحمل مسدساً. فالمفاوضات يجب أن تكون بين أطراف سلمية أو أطراف مسلحة. وقد تم تعقيد المسألة بدخول الجيش على الساحة كـ ‘طرف ثالث’، أي ‘مفاوض’ يحمل السلاح، ولكن ليس في مواجهة الفصيل المسلح الآخر، وإنما في مواجهة الحكومة المنتخبة. وقد كان في هذا الاعتراف العلني للجيش بعجزه عن مواصلة الحرب رسالة لحركة التمرد بأن البلاد بصدد الاستسلام لكل إملاءاتها وليس لديها بديل آخر.
أما العبرة الثانية فكانت في ترحيب قوى سياسية ‘ديمقراطية’ بمذكرة الجيش (ومنها قوى ظلت تهلل لحركة التمرد واستخدامها للعنف كأداة لتحقيق أهداف سياسية ضد حكومة ديمقراطية)، وهو ترحيب أضعف حجتهم عندما تدخل الجيش لمصلحة الطرف الآخر. بل إن كثيراً من هذه القوى والجهات الداعمة لها من الخارج مثل مصر والسعودية- رحبت بانقلاب الثلاثين من يونيو في أول الأمر ظناً منها أنه مثل استمراراً لمذكرة الجيش وتنفيذاً لها، ولم تفعل اتفاقيات دعم الديمقراطية التي تواثق الجميع عليها، فشربت المقلب. والدرس هنا هو أن من مصلحة الجميع احترام قواعد اللعبة الديمقراطية، لأن ضحايا العنف والانقلابات لن يكونوا دائماً من طرف واحد.
أما العبرة الأخيرة فهي أن كثيراً ممن تحمسوا لانقلاب الثلاثين من يونيو وقد كنا للأسف من بينهم- ظناً منهم تماماً كما اعتقد مناصرو انقلاب السيسي في مصر- أنه يعيد الأمور إلى نصابها ويعيد ترتيب الساحة السياسية على أسس سليمة، اكتشفوا بدرجات متفاوتة من السرعة خطأ هذا الاعتقاد. فقد تعمقت الأزمة السودانية بدلاً من أن تحل، بل إن نسبة مقدرة ممن كانوا على رأس تدبير الانقلاب وتنفيذه أصبحوا فيما بعد من ضحاياه.
نصيحتنا إذن لإخوتنا في شمال الوادي هي أن العاقل من اتعظ بغيره، وأن أسوأ ما يمكن أن يقع اليوم هو أن يتورط مدبرو الانقلاب في أعمال عنف وقمع وإجراءات بوليسية ومجازر وتعذيب تضعهم في خانة المجرمين، وتخلق دواعي انقسام جديدة في المجتمع المصري. لقد بإمكان انقلابيي الثلاثين من يونيو في السودان أن يسعوا إلى تفاهم مع القوى السياسية على ‘خارطة مستقبل’ تؤدي إلى توافق حقيقي وتقود البلاد نحو الاستقرار، ولكنهم اختاروا الاستبداد بالرأي، ثم تورطوا في أفعال أصبحت بدورها أغلالاً في أعناقهم وعقبة أمام أي توافق جديد. فليحذر من رحب بانقلاب مصر وتورط فيه من هذا المنزلق الخطير، وأن يسارعوا بالخروج من قاع البئر، لا إلى الغوص أكثر في المستنقع. فما يمكن معالجته اليوم بجلسة حوار قد يحتاج غداً إلى محاكم وبعد غدٍ إلى حرب أهلية، ثم قد تأتي مرحلة لن يكون فيها هناك أي علاج.
‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
لله درك يا افندي يا ليتهم يعلمون ويعملون قبل فوات الاوان
هذه المرة دكتور بدرخان…مقالك طويل و فيه تفاصيل كثيرة لموضوع من الماضي و ان كان ذا صلة
أعتقد أن أصل المشكلة إقتصادي، فعندما رحل الأنجليز عن وادي النيل كان كل من الجنيهين السوداني والمصري يعادل اكثر من ثلاثة دولار. فقد ترك لنا الأنغلوساكسونيون نظام اقتصادي حطمه جمال عبدالناصر، فالإقتصاد هو مرآه للأفكار ومن كان عدوا لحرية الفكر، مثل عبدالناصر، فهو عدو للإقتصاد. نعم Nasir’s playbook اي كتاب ناصر هو اصل المشكة ونسخ النميري والبشير لكتاب ناصر الردئ هو سبب انتقال العدوي الينا في السودان. ومن ما يجعل القلب يقطر دماً، عدم ادراك نخبنا أن نظام الإقتصاد الحر علي الطريقة الأنغلوكساسونيونة (أي الانجليزوأمريكية) هو في الأصل اسلامي المنشأ ومصدره مسلمي جزيرة صقلية. ومن أراد الدليل عليه ببحث لبروفيسور في مادة القانون إسمه جون مقديسي John Makdisi ، بعنوان The Islamic Origins of the Common Law أي «الأصول الإسلامية للقانون العام [الإنجليزي]». هذا البحث يوضح كيف دخلت مفاهيم ومصطلحات إسلامية (مثل العقد، الإستحقاق، الحيازة، الغصب، التعدي، الإجماع، القياس، الترجيح، العرف، وفقه الضرورة) القانون العام الإنجليزي وبالتالي نظيره الأميركي المستمد من القانون الإنجليزي. ومن الأشياء التي يثبتها هذا البحث القيم أن ال trial by jury أي المحاكمة من قبل المحلفين، مستمدة من نظام «اللفيف العدلي» الإسلامي وأن ال privilege against self-incrimination أي الحماية ضد تجريم الذات، التي نص عليها الدستور الأميركي، مأخوذه عن الفقه المالكي. وأحسب أن أروع ما ورد في هذه البحث برهان أن القانون الإسلامي (كجــُـزئ من أجزاء الشريعة الإسلامية) يقيم العدل ال secular أي الدنيوي (وليست الديني) عبر التركيز علي المعاملات وليست العبادات ويقدم القسط علي الأخلاقيات ويضع العدالة قبل نزوات الدولة ويؤسس للفردية عبر حماية العقود عبر القاضي المستقل النزيه. وبذا يؤسس، بصورة ذكية، للإزدهار الإقتصادي المحمي بحكومة مصغرة محدودة limited government ومجتمع مدني متكافل نشط مدرك وقائم بواجباته قبل المطالبة بحقوقه (البحث يقول في صفحتي 1728 و 1730 أن الملك الإنجليزي هنري الثاني نقل هيكل القانون العام الإنجليزي عن مسلمي جزيرة صقلية Sicily Island ، أقوي وأغني دولة أوروبية حينها، لولعه بالأساليب الإدارية الفاعلة ورغبته في نقل نموذج الإزدهار الإقتصادي الصقلي الي إنجلترا). أيضا بحث البروفيسور مقديسي يشيد بروعة إبتكار الإسلام لمفهوم ال passive judge أي القاضي غير الناشط سياسياً، ويتحدث عن أطول آية في القرآن، آية المداينة (البقرة 282) ، والقاعدة الفقية الذكية القائلة أن العقد شريعة المتعاقدين وغيرها من الآليات الشرعية الحاذقة التي يقطع بها الإسلام الطريق أمام ال activist state أي الدولة الناشطة سياسياً التي تتدخل بصورة مفرطة في الإقتصاد ويضرب المثل بعقم النظامين القضائيين الإشتراكي الفرنسي والشيوعي السوفيتي اللذين يخولان للقاضي التدخل في العقود الخاصة من دون طلب المتعاقدين (أو كما نقول بالعامية: إذا كان سيد الشئ راضي… أيش دخل القاضي؟!).
ويمكنكم الإطلاع علي صورة أدوبي pdf من هذا البحث، الذي نشرته الدورية القانونية لجامعة نورث كارولانيا North Carolina Law Review عدد 77 ، علي هذا الرابط:
http://www.myrevival.com.au/image/data/Makdisi-Islamic origin of Common Law.pdf
” لي ملاحظة جادّة وصريحه:
….. وأخيراً الانقلاب ‘الليبرالي’ على الديمقراطية، !! هكذا هو رأي الاستاذ القدير الأفندي صاحب الخبرة الطويلة والنظرة الثاقبة . نعم الليبراليون أخطأوا خطأ فادحا في معاداة الاسلاميين والألتجاء الى العسكر للأطاحة بالسلطة الشرعية بدلا عن العمل بجد واجتهاد للفوز في اية انتخابات قادمه!!. ولعلهم شعروا بالمقلب العميق الذي أوقعوا انفسهم فيه من خلال هذا الانقلاب الدموي الفاشي. الا تكفي تلك الدروس والعبر الماثلة امام اعيننا : دروس وعبر من تجارب السودان الانقلابية و الجزائرية ؟!! نعم ان أن الانقلاب المصري الحالي يعتبر تكراراً في نسخة طبق الأصل من محاولة ‘انقلابية’ قامت بها قيادة الجيش السوداني في عام 1989، أيضاً ضد حكومة منتخبة كان الإسلاميون جزءاً منها . فهل ننتظر “سيسي جديد” على وزن البشير ليقوم بانقلاب على الأنقلاب وهكذا تكتمل الدائرة اكرويه المفرغة؟!! لقد أشار الاستاذ عبدالوهاب الى الحل السليم وأتمنى ان يعلم به كل المصريين بما فيهم قادة الانقلاب . لابد من السعي الى مخرج من هذه النفق المظلم بهدف الوصول إلى تفاهم بين كل القوى السياسية على ‘خارطة مستقبل’ تؤدي إلى توافق حقيقي وتقود البلاد نحو الاستقرار، والا فلسوف بغوص الجميع في مستنقع آسن لا مخرج منه .
.
لن يتعلم الطغاة من بعضهم أبدا فشهوة السلطة والأستحواذ أقوى عندهم من أي نذير
الاخ عبدالوهاب الافندي يكتب في القدس العربي بصورة مزمنة منذ تاسيسها وهو عضو في الاخوان المسلمين ولا يزال..وكان في بداية الانقلاب الذى ادانه هنا مسؤل في السفارة السودانية في لندن في حملة التمكين والاخونة وكانت له اراء ولا زالت سالبة عن ابناء الجنوب في السودان ومطالبهم العادلة لذلك هو اخر من يتكلم عن الديموقراطية وعن السودان ولكن لو ارادا الاخوة العرب معرفة التاريخ السياسي للسودان ومن كتب موثقة ودور الاخوان المسلمين في حرف مسار الدولة السودانية القائمة على ديموقراطية وست منتسر لتي تركنا الانجليز عليها ان يقراو كل كتب المفكر السوداني الاصلي(د.منصور خالد) وحاصة كتابي الواعد الحق والفجر الكاذب) الصادر عن دار الهلال عن تجربة الاخوان المسلمين الاولى مع الرئيس نميري في 1978- 1985
كتب د. منصور خالد موجودة وهي مراجع حقيقية