هذا كتاب شديد الأهمية لأنه يتناول ظاهرة الدعاة في عصر السادات، وهي الظاهرة التي أنتجت ما بعدها من أجيال جديدة من الدعاة قد تختلف في المظهر، ولا تبتعد عن الجوهر. الكتاب تأليف الصحافي والكاتب وائل لطفي، صادر عن دار العين في مصر هذا العام، وعنوانه الفرعي «كيف تمت صناعة التشدد في مصر».
كيف كانت الظاهرة في إطار حملة كبيرة على التيارات الاشتراكية والناصرية والليبرالية، اشتركت فيها دول عربية مثل السعودية وقتها، ودول خارجية مثل أمريكا، ويقدم الأدلة على ذلك، وفي رعاية الدولة المصرية نفسها.
مقدمة الكتاب شديدة الأهمية يعتمد فيها على كتابات هؤلاء الدعاة أنفسهم، وآراء بعض المستشرقين مثل جان نويل فيرييه وإيريك رولو وجيل كيبيل وروبير سوليه، التي رغم اختلاف تفسيراتها للظاهرة، أجمعت كلها على أن السادات قرر إخلاء المسرح للاعب وحيد هو الإسلامي. يضيف الكاتب أن السادات كان من داخله شخصا محافظا وأن بداية الظاهرة كانت بعد هزيمة 1967، حين ارتفعت مقولات «البعد عن الله كان وراء الهزيمة»، لكنها لم تأخذ شكلا منظما إلا مع السادات.. لقد أطلق السادات قطار الأسلمة فركبه هؤلاء وغيرهم، بل ركبه رجال في نظام الحكم نفسه يذكر أسماءهم.
الدعاة الذين يتحدث عنهم سبعة يأخذ الشيخ الشعراوي المساحة الأكبر.. ولد عام 1911 وتعلم في المعاهد الأزهرية، وكان وفديا وعرف الإخوان المسلمين مبكرا وكان شاعرا رآه حسن البنا نفسه أديبا، لكنه تركهم حين بدأ الجناح الخاص يلجأ إلى العنف، وترك مصر مع ثورة يوليو/تموز التي لم يكن مؤيدا لها، إلى السعودية حتى عام 1963 ثم الجزائر ثم السعودية ثم مصر، ومرحلة النجومية مع السادات. لقد كان محاكاة لظاهرة بيلي غراهام أشهر الوعاظ الأمريكيين تأثيرا في العالم، الذي فتح له الإعلام الأمريكي شاشاته لمعاداته للشيوعية، وهو ما كانت تريده أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية. شغل الشعراوي مراكز مهمة مثل وزارة الأوقاف. وكان راعيا لتحجيب الفنانات، وشركات توظيف الأموال في عهد مبارك والبنوك الإسلامية ومنها بنك فيصل الإسلامي، الذي كان وراء تدشينه وهو وزير الأوقاف. رأيه في المرأة أن مكانها البيت، والغرب نحن أفضل منه، لأن الله سخره لنا باختراعاته، وحرمة نقل الأعضاء، وموقفه من المسيحيين الذي تحكمه آية «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به أحدا»، فإذا خالف المسيحيون الرأي يكون لهم الكلام.
أهم ما في الكتاب غير الآراء الكثيرة للشيخ الشعراوي، شيئان هما منهجه الظاهري في التفسير حتى في تصريحاته، فما يقوله لك يجد تفسيرا آخر له في ما بعد، خاصة في السياسة والحكام. والثاني هو أنه لا يريد للمسلمين الوصول إلى الحكم، بل يريد لهم الانتشار في الأرض كلها، وهذا ما فعله الآخرون وساعدتهم عليه الدولة، وكان الإخوان المسلمون في قلب ذلك كله، فعلاقته بهم لم تنقطع وهم حسب قوله (شجرة ما كان أورف ظلالها، رحم الله شهيدا استنبتها وغفر لمن تعجل ثمرتها). الثاني هو الشيخ كشك.
أهم ما في الكتاب غير الآراء الكثيرة للشيخ الشعراوي، شيئان هما منهجه الظاهري في التفسير حتى في تصريحاته، فما يقوله لك يجد تفسيرا آخر له في ما بعد، خاصة في السياسة والحكام. والثاني هو أنه لا يريد للمسلمين الوصول إلى الحكم، بل يريد لهم الانتشار في الأرض كلها.
كان التلفزيون وسيلة الشعراوي الذي أتاحته له الدولة باتساع، أما الشيخ كشك فكانت وسيلته هي شرائط الكاسيت التي بدأت في السبعينيات. لم يكن مثل الشعراوي يخفي غضبه في الكلام، ويدور حوله بل كان غضبه جارحا عنيفا، خاصة للفنانين من أم كلثوم لعبد الحليم حافظ وغيرهم، ومثل الشعراوي يرى الستينيات وثورة يوليو/تموز عملا شيوعيا لابد من هدمه، وكانت خطبه التي يهدد فيها المسيحيين أحد أسباب التحقيق معه، لكنه لم يتوقف عنها وزَرْع الفتنة الطائفية ولم يسلم منه حتى الدكتور مصطفى محمود، واعتبر أفكاره شيوعية. الثالث هو الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر، كانت معاركه كبيرة مع المثقفين يذكر تفاصيلها. رغم خلفيته الصوفية فكر في إنشاء حزب ديني، ولكن لصعوبة ذلك توسع في إنشاء المعاهد الأزهرية، فأنشأ سبعة آلاف منها عبر سنين منصبه. كانت التبرعات من السعودية تصله بوضوح، وطلب منه رئيس الوزراء ممدوح سالم أن يحولها إلى خزانة الدولة بالعملة الصعبة، على أن تعيدها الدولة له بالعملة المحلية وقد كان.
زار الولايات المتحدة الأمريكية والكونغرس وقابل الرئيس جيمي كارتر، وناقش معه طرق التصدي للشيوعية، ويعلق وائل لطفي هي فكرة لم يكن الأمريكيون في حاجة لسماعها، فهم يعملون بها من قبل.. كان مع تطبيق الحدود وضد قوانين الأحوال الشخصية المنصفة للمرأة، ودخل في معارك مع الدولة، وتم التقليل بقرار من السادات من صلاحياته كشيخ للأزهر، وإسناد بعضها لوزارة الأوقاف عام 1974 فاستقال وهاجت الدنيا من أجله، فأعاده السادات مع وعد بتقنين الشريعة الإسلامية. لخص ابنه الدكتور منيع عبد الحليم محمود علاقته بالإخوان المسلمين قائلا «كانت علاقة تآزر وتعاون، وكان الإخوان يعتبرونه واحدا منهم». الرابع هو الشيخ محمد الغزالي، الذي خرج من الإخوان المسلمين بعد ثورة يوليو فهو أيضا ليس من أنصار بلوغ السلطة لكن نشر الدعوة، ومثل غيره سافر إلى السعودية وظهر مع عودة الإخوان مع السادات، لكنه في قضية اغتيال فرج فودة كان موقفه في المحكمة مؤيدا لاغتياله، والخطأ فقط أن ذلك حدث بعيدا عن وليّ الأمر، وفي هذه الحالة لا عقاب محدد لمن فعل ذلك.
الخامس الأخطر هو إبراهيم عزت. اعتقل مع الإخوان عام 1965 لثلاث سنوات وأفرج عنه، ورغم ذلك عمل مذيعا في إذاعة القرآن الكريم المصرية، وشاعرا عصريا يؤمن بالشعر الحر، وأحب شعره الشباب. ترك الجماعة لكنه ظل بينها لينخرط في مهمة أخرى هي تأسيس فرع مصري لجماعة «التبيلغ والدعوة» وهي جماعة ظهرت في الأصل في الهند عام 1926، وكانت السعودية أول دولة عربية تدخل فيها هذه الجماعة، ومنها جاءت إلى مصر في عهد السادات وصار إبراهيم عزت أول رئيس لها، وانتشرت في مصر انتشارا كبيرا، فبلغ عدد أعضائها ربع مليون عضو. وكان من اغتال السادات مثل عبود الزمر وخالد الإسلامبولي من المتأثرين به وبجماعته، وكان بدوره على صلة بمحمد عبد السلام فرج مؤسس التنظيم الجهادي، الذي اغتال السادات. لقد رفض إبراهيم عزت أن ينضم إليهم، لكن أعلن لهم إيمانه بأفكارهم وعليهم تجنيد من يريدون من أعضاء جماعته. مُنع من الخطابة بعد موت السادات وبعد عامين مات بشكل غامض على متن طائرة متجهة إلى جدة، حيث كان ينوي العمرة والاعتكاف. السادس هو الشيخ سيد سابق الذي كانت بداية شهرته ما اعترف به قاتل النقراشي باشا، من أنهم حصلوا على فتوى تبيح القتل من الشيخ سيد سابق. ألقي القبض عليه وبرأته المحكمة فحاز الشهرة الكبيرة.
السابع والأخير هو الشيخ المحلاوي، الذي انقلب على السادات بعد كامب ديفيد وصارت خطبه في جامع القائد إبراهيم في الإسكندرية كلها ضد السادات وعائلته، ما جعل السادات يعتقله في سبتمبر/أيلول عام 1981 مع ألف وخمسمئة من كل التيارات، وهو ما عرف باعتقالات سبتمبر التي بعدها تم اغتيال السادات في السادس من أكتوبر/تشرين الأول. خرج المحلاوي والجميع بالعفو الذي أصدره حسني مبارك، واختفى تماما حتى ظهر مرة عام 2013 في مسجد القائد إبراهيم مؤيدا الإعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي، لكن الأمور كانت ضد الإخوان، فاختفى وعاد إلى الظل، ليظل أحد علامات الاستفهام الغامضة في هذا الملف. يظل ما قلته قليلا جدا من الوقائع في الكتاب.
روائي مصري
لا يستطيع السادات أو أي حاكم أوأي داعيةأ ن يحول الشعب المصري إلى الإسلام ويطلق الشيوعية التي فرضت فرضا برجالها وأفكارها طوال الستينيات وما بعدها،وصار أعلامها يتصدرون المشهد الثقافي والإعلامي ويتحكمون فيه. الشعبالمصري مسلم شاء الشيوعيون أم أبوا، أما السبعة الذي قدمهم المؤلف الشيوعي في كتابه الهجائي الذي لا يحتكم إلى منهجية علمية ولامصادر أصيلة ولا يمثل قيمة ثقافية أو فكرية. إنه يشبه مقالات كتاب البيادة الذين يتحركون بإشارة من التوجيه المعنوي لإهانة الإسلام والمسلمين، والتشهير بدعاته الذين أيقظوا الوعي الإسلامي وصوبوه.
شهادة نائب رئيس الجمهورية (حسين الشافعي) مع (أحمد منصور) على قناة الجزيرة، مهمة جداً للرد على زاوية رؤية عنوان (دعاة عصر السادات)،
وكأن عقلية (فرّق تسد) بين الملحد والمؤمن، في دولة محمد أنور السادات، لتمرير عملية مفاوضات كامل ديفيد مع (الكيان الصهيوني)،
التي بدأ فيها (جمال عبدالناصر) بعد فضيحة ما حصل يوم 5/6/1967، بسبب عقلية (كلّه تمام يا فندم)، تكرار لما حصل في دبي في عام 2008 الإمارة، أو في عام 2019 في دبي الأسرة، سبحان الله.
وتعليقاً على ما نشره، (سليم عزوز) تحت عنوان (عندما كشف السيسي عن ذراعه الأيمن أمام الناس عياناً بياناً!) في جريدة القدس العربي،
حقيقة، لا أعرف سبب، لماذا الكذب، من أي موظف، في إدارة وحوكمة أي دولة؟! حتى القسم، على كتاب الله، لم يعد له قيمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لماذا؟!
ومن جانب آخر، الحمدلله، الذي عشنا، حتى نرى:
كيف أهل الجمارك، تمسك المخدرات، ولا تعبر نقاط الحدود بسبب رشوة فلان أو علان من موظفي الدولة الفلانية أو العلانية من دول مجلس التعاون في الخليج العربي أو الفارسي، أولاً،
ثم نرى كيف الهندوس، بسبب الكورونا، تبدأ بهدم التماثيل، في عام 2021، كما فعلت (طالبان)، أثناء حكم أفغانستان،
أنا الذي لم أفهمه، لماذا ذهب أي عالم، للتوسط، أو الشفاعة، من أجل المحافظة على تمثال (بوذا)، في أفغانستان، أي وهن وأي إهانة هذه، إلى الحاكم أو العالم، في دولنا، سبحان الله؟!??
??????
لقد عاصرت بعض هذه الأحداث اولا على دفع السادات للإسلاميين و منع غيرهم على حادثة لتعذيب اسلامي حتى كفر و قال لا إله إلا السادات ثم القبض العشوائي من امام المساجد حتى كان يقبض على بعض الأقباط و اذا كانت منحت الحرية للإسلاميين دون غيرهم لكنك قلت ان الغزالي ايد قتله و عارضه المحلاوي اما عن الشعراوي بصراحة عمل نقله نوعيه في التفسير بحيث فسر القرآن الكريم باسلوب يفهمه الناس و في نفس الوقت رد على المشككين في الاسلام هذا جعل كثيرا من التيارات الأخري و غير المسلمين يكرهونه كرها شديدا لانه سحب البساط من تحت اقدامهم فتحججوا ان السادات فتحها للمسلمين و اغلقها عليهم بينما كان الباب مفتوح للجميع و الدليل ان السادات قبض على الجميع قبل اغتياله فلو كانت بقية التيارات ممنوعه لما كان لهم اراء يعاقبون عليها و يدخلون السجن
اما الشيخ كشك فكنت ممن يتابعونه فقد كان مسجده لا يكفي فيبنون حوله مباني اخرى تقريبا كان يحضر له في صلاة الجمعة حوالي 250 الف هذا غير الشرايط الكاسيت هذا ساهم ايضا في سحب من رصيد التيارات الأخري بصراحة لم اسمعه يذكر الأقباط بسوء او مصطفى محمود و لكن كانت ينتقد الفنانين و بالطبع ليس هناك أشخاص فوق النقد في الاسلام الا محمد صلى الله عليه وسلم نحن بشر نخطئ و نصيب لكن واضح الربط بشماعة الإخوان للنيل من اي شخص اما البقية لا اعلم عنهم الكثير لكن لو قرأت فقه السنه لسيد سابق لادركت انه بعيد تماما عن التطرف ثم جماعة التبليغ و الدعوة فهي بعيدة عن السياسة و الاختلافات بين الناس و كل ما تفعله هو انها يخرج البعض منهم بعد الصلاة و اذا وجدوا شبابا لا يصلون فيدعوهم للمسجد و يحاولون شرح الاسلام لغير المسلمين اما عن الإخوان المسلمين اشهد انهم إرهابيين لانهم انقلبوا على رئيس منتخب ثم قتلوا الاف من الذين انتخبوه و مازالوا يقتلون المصريين المعارضين لسلطتهم المطلقة التي اغتصبوها بالدبابة
افهم لماذا يستمر السيسي في قتل المصريين المعارضين له لانه قامت ثورة و وقف امام محكمة عادلة ستحكم عليه بالاعدام الاف المرات لو حاكمته على كل جريمة قام بها لكن لا افهم من يبررون له القتل
روح الإسلام بأول نظام حكم مدني بالعالم أنشأه محمد (ص) بالمدينة سماحة وسطية عدالة مكارم أخلاق وحفظ نفس وعرض ومال وأسرة ومجتمع وحروبه تطوعية دفاعية لحماية مدنيين وحرية تعبير وليست لاستعباد وقنص ثروات، والمرجعية آيات قرآن نزلت عليه بأسباب وظروف نزول كل آية وتصرفاته قولاً وعملاً لكل آية إضافة لتصرفه بكل ظرف فاكتمل الدين قبل وفاته، أما قصص تاريخ بعد محمد (ص) ليست مرجع بل اجتهادات بشرية يحدد صوابها أو عدمه بنسبة تناغمها أو تناقضها مع روح الدين السمح الواسع النقي من البدع والأهواء والمكتمل غير المجزأ.
شكرًا أخي إبراهيم عبد المجيد. حديثك ممتع ومقلاتك ممتعة لاأعرف لماذا ربما لأننا نشترك ببعض الأفكار وخاصة تجاه الطرف الإسلامي الذي رعاه السادات بالتعاون مع السعودية وكذلك أمريكا. السادات ظن أنه فتح الباب لأصحاب الدعوات وهي بالمناسبة ظاهرة مستوردة من أمريكا ولاعلاقة لها بالإسلام أصلًا, ظن أنه بذلك فتح تاريخ جديد لمصر عن طريق استغلال الصراع القومي الناصري مع التيار الإسلامي, بعد أن فشل المشروع القومي حقيقة. لكن السادات كما يقول المثل الشعبي “جاء ليكحلّها فعماها” أو بكلام آخر السادات كان بلا مشروع أصلًا وكل مافعلة هو تصور ذاتي لإنسان لايفقة السلطة والسياسة بالمعنى الحضاري المعاصر حتى لو قيل عنه أنه داهية لأنه مرواغ, وباع مصر ودورها التاريخي الحضاري والإقلمي والعربي بثمن بخس. فأوصلنا وأقصد هنا مصر والعالم العربي إلى الهاوية. وها نحن اليوم في صراع مرير نهدر به قوانا طاقتنا بشكل هدام بين الإسلامي والقومي والعلماني … لا بل حتى أنه يمكن القول أنه لايوجد تيارات قومية أو علمامية وإسلامية بالمعنى السياسي ولامشاريع متكاملة البنية بل متصارعين دون مشاريع حضارية.