في 6 حزيران الماضي (في يوم ذكرى حرب حزيران) كان نيك غريفين، رئيس الحزب القومي البريطاني في زيارة ‘سلام’ الى سورية.
من هناك أرسل غريفين رسالة الى حزبه يلخص فيها المشهد هناك بأنه هجوم وحشي من الاسلاميين على المدنيين الابرياء الذين تحميهم دولة متسامحة دينيا (ربما بقدر تسامح واعتدال انصار هذا الحزب اليميني المتطرف وهم الذين يشكلون الحاضنة السياسية لكارهي المسلمين، والاجانب عموما، في بريطانيا).
في بروباغاندا دفاعه عن النظام السوري قدم الحزب ‘دليلا دامغاً’ عن ما يحصل في سورية ونشرها خبرا عاجلا على صفحته الالكتروني. الدليل الدامغ كان رسالة من مسؤول من الدرجة الرابعة في البرلمان السوري ‘يشرح فيها الوضع في سورية’!
ولا ندري ان نيك غريفين اصطدم في البوابة المتحركة لفندقه خلال زيارته لسورية بالنائب اليساري الشهير جورج غالواي المشهور بظهوره في برنامج تلفزيون الواقع ‘الاخ الاكبر’.
آخر تقليعات غالواي تصريح يضاهي تلك التي يطلقها الاعلام السوري في غرابتها قال فيه ان اسرائيل سلمت تنظيم القاعدة مواد كيميائية لضرب ريف دمشق لتشويه سمعة النظام السوري المقاوم والممانع (كلمتان لا يمكن ان يستخدمهما زعيم اليمين المتطرف غريفين لأنهما من بضاعة دعائية لا تبيع لدى جمهوره المتعصب لبريطانيا وتاريخها الامبريالي).
الاسوأ من موقفي اليمين المتطرف واليسار المتأسلم هو موقف اليسار الرسمي البريطاني الذي نظم مظاهرة تصدرها انصار النظام السوري واعلامه وصور بشار الاسد وهم ينددون بالهمجية الغربية والعدوان على الشعوب!
لا يتعب اليساريون وانصارهم أنفسهم في التفاصيل. ليست هناك شعوب بائسة ترزح تحت وطأة أنظمة استبداد مجرمة. ليست هناك ثورات ضد الطغيان. ليس هناك دك للمدن والقرى بالحديد والنار. هناك فقط احتمال تدخل حكومات بلدانهم عسكرياً في الخارج، وذلك شرّ مطلق.
لم يؤرق القصف الكيماوي للمدنيين ضمائر اليساريين الغربيين ولم تؤثر فيهم صور الضحايا من الاطفال النائمين الى الابد ولعلهم قد أسعدهم الاصطفاف المفاجئ لسوريين وعرب ترتبط مصالحهم بمصالح النظام وشبكاته السياسية المالية.
لم يلاحظ اليساريون انهم صاروا في جبهة واحدة مع اعدائهم الفاشيين لنصرة شكل أبشع من الفاشية على الطريقة العربية.
لا يهتم المناضلون اليساريون ضد استغلال البشرية بنتائج رسالتهم العملية الى النظام السوري والتي استخدمها لمتابعة الابادة الجماعية لشعبه بالسلاح الكيماوي ما دام اليسار الغربي يقوم بتزيين اعماله وتصويرها انها مناهضة للامبريالية الغربية!
مظاهرات اليسار الغربي ما هي الا فعل سياسي انتهازي للقول ان ‘اليسار’ ما زال على قيد الحياة بغض النظر عن النتيجة النهائية لأفعالهم فمن غير المقنع ان لا يعلم اليساريون أن ما يفعلونه يصبّ في طاحونة الاستبداد الكبرى التي يدّعون معارضتها وأنه يقضي على آخر مظاهر الاحترام الذي كان متبقياً لهذا اليسار.
لا انصار الفاشية البريطانية (نيك غريفين) ولا اليساري المقرب من ايران (جورج غالواي) ولا قادة اليسار التقليدي البريطاني ‘المعادي للحرب’ يجهلون، كل لأسبابه الخاصة، انهم بتأييدهم لنظام الاسد يوقعون ببصماتهم على ابادة المدنيين السوريين بالسلاح الكيماوي.
لا نأسف كثيراً على ما يفعله انصار الفاشية فهو أمر يتوافق مع عقيدتهم السياسية المعادية للعرب والمسلمين ولا يهمنا تهريج الانتهازية السياسية التي تناصر كل الدكتاتوريات، لكن استقالة العقل والمطابقة بين نظام الأسد وسورية ونتيجة ذلك العملية من تأييد ابادة المدنيين هي نهاية مخجلة لليسار في العالم الغربي.
قبل كل شيء ما زالت التحقيقات جارية حول مسؤولية الطرف الذي استخدم الأسلحة الكيماوية في سوريا. ولكن الحقيقة وأمام العديد من الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها المعارضة لا يستبعد أي إنسان عنده ضمير مسؤولية المعارضة عن من مثل هذه الأعمال الإجرامية. صحيح أن النظام السوري غير ديمقراطي وظالم، ولكن هل المعرضة أفضل منه؟ اليسار هم أشخاص وأصحاب مواقف شريفة اتجاه العديد من القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويمكن أن يخطئوا في بعض المواقف، ولكن من غير المنطقي أن نطلب منهم أن يساندوا قوى دينية رجعية وخالية من الإنسانية وتكن أشد العداء والكراهية إلى القوى العلمانية والمتحضرة في العالم! !
المقال بلا شك جميل جدا والحقيقة انا طول عمري ادّعي انني يساري معتدل حر واقل مااقولة الان ان اليسار الايديولوجي سقط مثلما سقط اليسار العربي بشقية اليمني واليساري اي البعثي العراقي والسوري وكذلك كل يساري يتفق مع نظام استبدادي مثل النظام السوري اكان يسار عربي او غير عربي واليسار الصيني والروسي سقطا ايضا بالطبع ولكن هذا لايعني ان كل يساري سقط المعيار هو ليس اي اتجاه او منطق وانما المعيار هو القيم الانسانبة ولاتسامح مع نظام مثل النظام السوري والامر ينطبق على اغلب الانظخة العربية ان لم يكن جميعها
اليسار حين يفوض الجيش للقتل في مصر لا تنتقدونه وحين يدعم الأسد تدينون ذلك . هذا هو الكيل بمكيالين. للأسف اليسار في أمريكا اللاتنية تصالح مع الدين وركّز مظرته للتنمية .
ملاحظة : القدس العربي يبدو أنها دخلت بيت طاعة المال الخليجي وللأسف ولا تنشر التعليقات التي لا تتماشى وثوبها الجديد .
لا أتفق معك … القدس العربي نشرت اليوم مقال يتناقض مع هذا المقال للكاتب رشاد أبو شاور… وجهتي النظر تم نشرهما على نفس الصحيفة و بنفس اليوم و نفس الصفحة … شو بدك أكتر من هيك حيادية !!!
ا صبت عين الحقيقه يا اخ الناصر من تونس
يحزنكم عدم دخول بريطانيا الحرب على اخوتنا في سوريا تتباكون على انهم اعتدرو على تأديبنا هده المرة تعرفون من يخوضون حربا بالوكالة على انهم الاسلام ياه على أي عروبة و على أي اسلام تتكلمون حتى الغرب يقف مندهش امام مفاهيمكم ومواقفكم التي اجتهد في تلقينها لكم فوجدكم نجباء اكثر مما اعتقد ايها النجباء
” لا شرقية ولا غربية”. اليسار يدعم الطغاة واليمين العربي متشدد بحيث أعطى هؤلاء الضوء الأخضر للغوغائيين العرب بأن يكونوا الجسر الذي تمر عليه الأنظمة المستبدة.
لماذا تسعى الى توجيه القاريء الى حيث تريد كلامك ليس صحيح
الى متى الاعتماد على الدبابة الغربية … العراق . افغانستان . ليبيا .. اليمن .. سوريا .. والتالى مصر … ثم تونس .
من يظن ان الغرب يعمل لمصلحة الشعوب الاسلامية واهم وينتظر السراب