عمان-“القدس العربي”:
ما الذي يعنيه توجيه ملك الاردن للحكومة حتى تستعد لمرحلة”ما بعد كورونا” ووضع جدول زمني ل”حماية الاقتصاد”؟.
..هذا السؤال جال بكثافة حتى فجر الخميس بين كبار النخبة السياسية والاقتصادية الاردنية في ظل غياب المعلومات والمعطيات عن أولا”الوضع المالي ” للخزينة الأردنية ،وثانيا حساب الكلف العملية جراء مواجهة الفيروس واستمرار حظر التجول إلى سقف مفتوح حتى اللحظة.
بدأت البلاد بإستقبال رحلات خفيفة جدا جوا لها علاقة بنقل مواطنين عراقيين.
وبدأت لجان الحكومة بتنسيق دفع رواتب القطاع الخاص رغم العطلة القسرية بالتوازي مع كثرة التذمر والضجر والشكاوى لدى القطاع الخاص من عطلة الانتاج.
واسست الحكومة صندوقا ل”جمع التبرعات” وتوجيهات الملك بخصوص الاقتصاد والتخطيط له اعقبت تحذيره العلني من “تجاوز القانون والمحسوبية والواسطة في ظل الظرف الحالي”.
الاهم في المسألة الاقتصادية هو ما يلي: بدأت ترتفع الاصوات من المجموعة الاقتصادية التي تقترح على الحكومة تفعيل الطواريء بدلا من “قانون الدفاع” والاهم تفعيل بند “القوة القاهرة”.
بوضوح طالب وزير الاقتصاد الاسبق سامر الطويل المقرب جدا من قادة القطاع الخاص وعبر مداخلة في فضائية رؤيا تفعيل مبدأ القوة القاهرة محذرا من “إنهيار الشركات المتوسطة والصغيرة” في حال استمرار الضغط فقط على القطاع الخاص.
عمليا الظرف القاهر يعني نمطيا إرجاء التفكير بإدارة الديون الخارجية وتمكين الحكومة في الداخل من عدة مساحات.
لكن هذه الوصفة لا يبدو انها تعجب العقل الاقتصادي والمالي للحكومة والذي يديره وزير المالية الدكتور محمد العسعس والذي يقترح بان نجاح بلاده في إدارة أزمة كورونا سيعيد تموقع التفاوض مع المؤسسات المالية الدولية و”قد يمنحها الافضلية”.
في الحكومة حتى اللحظة يرى المسئولون عدم وجود مبرر ل”دراما الظرف القاهر”.
لكن بالمقابل تحديرات القطاع الخاص تتواصل ومخاوفه دفعت الحكومة للتوجيه الملكي الداعي للتخطيط مسبقا لمرحلة ما بعد كورونا خصوصا وان المسار المالي اثناء وبعدد الفيروس قد يدفع الحكومة لسلسلة قرارات “غير شعبية” لا تنفع معها الشعبويات التي ظهرت من بعض الوزراء خلال التعامل مع الوباء.
لكن الجدل في ملف الاقتصاد يتصاعد تماما كلما إنخفضت اعداد الاصابات في الفيروس وسط مؤشرات على إحتمالية إحراز تقدم في خطة إحتواء الفيروس ما لم تحصل مفاجآت غير ساره.
وهو ما حصل مساء الاربعاء حيث الاعلان عن اربع اصابات فقط جديدة في اخفض رقم تصل له الارقام من ثلاثة اسابيع.
دروس للمستقبل لكل دولة عدم تدرج إجراءات بل كلها ومبكر جداً فور تفشي وباء بحظر سفر مع العالم بري بحري جوي ومنع عودة مواطن من الخارج بل مساعدته بمكانه وتحويل للتعليم عن بعد للمدارس والجامعات وتحويل للاجتماعات عن بعد وحظر تجمعات وغلق استادات مقاهى مطاعم نوادي قاعات ومعابد، وبذلك تكفي موارد متوفرة لعزل فوري لكل بؤرة إصابات تتسرب وتستمر عجلة اقتصاد وسلاسل توريد وصيانة وخدمات وملايين ساعات عمل إنتاج قطاع خاص صناعة زراعة تجارة عدا سياحة وتحفظ رؤوس أموال وبنية مجتمع وتستمر إيرادات حكومة خلال مكافحة وباء
الشمس لا يمكن حجبها بالغربال ، اَي الاعتراف بالحقيقة على الأرض ان كورونا 19 هاجم الاردن بقسوة اقتصاديًا وماليًا ونبتهل الى الله ان يلطف بنا صحيا، حتى الان فإن ارقام التبرعات لصندوق الهمة أو وزارة الصحة متواضعة حدًا ولا تتناسب مع متطلبات الأحداث الجارية في حين ان الاردن قدم تضحيات في مواجهة هذه الحرب تفوق امكانياته وتتفوق حتى على الدول الغربية ، والكل يشيد بهذا الموقف الذي تجاوز حدود المعقول ،. هناك اصحاب الملايين بل عشرات الملايين الذين اكتسبوها من خيرات الاردن ،حتى الان لم نسمع بما يمليه عليهم الواجب أو ان أرقاما متواضعة قدموها ، وإذا لم اكن مبالغًا فانه بإمكانهم جمع المليارات !!!!