واشنطن – «القدس العربي»: كشفت شهادة السفير الامريكي السابق في سوريا روبرت ستيفن فورد أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي طبيعة المحاذير من تسليح الأكراد والسنة في العراق, ضمن الجهود المنصبة على هزيمة تنظيم « الدولة الإسلامية «, كما بينت الشهادة الخطوات القادمة للإدارة الأمريكية في المنطقة .
واعترف فورد الذي عمل ايضا في العراق بين عامي 2003 و2010 بأنه لم ير مجموعة بقوة تنظيم « الدولة الإسلامية « من حيث القدرة على تجنيد الأتباع والموارد المالية والدهاء، مما يمثل تحديات كبيرة للاستقرار القومي والأمن القومي الأمريكي، مؤكدا أن التنظيم يمتد من ضواحي حلب عبر الصحراء السورية والعراقية الى ضواحى بغداد مع الموصل، في مشهد يكرر تضاريس الحرب العالمية الاولى .
هنالك القليل من التفاؤل على الجانب السوري في الجبهة الغربية كما يقول فورد، أما في العراق الذي يمثل الجبهة الشرقية فإن الوضع صعب جدا ولكنه لا يصل الى مرحلة اليأس كما كان خلال ذروة القتال في عام 2005 الى عام 2008، وفي الواقع هنالك تلميحات حول تقدم عسكري على الأرض وتقدم على الجبهة السياسية ومن المحتمل ان تثمر استراتيجية الرئيس الامريكي باراك اوباما التي تربط بين الدعم العسكري والجهود الشمولية السياسية عن نهاية مستديمة ضد تنظيم « الدولة الإسلامية « .
والأهم من ذلك وفقا للمنظور الامريكي فقد انقلبت المعادلة العسكرية ضد «داعش» بعد ان أجبرت القوات العراقية وقوات الميليشيات الشيعية عناصر الجماعة على ترك اجزاء من محافظة ديالى شمال شرقي بغداد وكذلك من البلدات القريبة مثل الجرف او بشكل عام تلك المناطق الواقعة في « مثلث الموت « حسب وصف قوات الأمن العراقية ولكن هذا الحال يصلح لأواخر عام 1942 ولا يصل لمرحلة العراق في عام 1945 .
وساعدت اللهفة الامريكية في مساعدة القوات الكردية « البيشمركة « وبقايا الجيش العراقي اضافة الى شن الغارات الجوية على قلب الأحداث رأسا على عقب. كما ظهرت إشارات مشجعة على الجانب السياسي حيث وافقت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان للمرة الاولى على صياغة لبدء المفاوضات حول خلافاتهم حول الموازنة والنفط، وهذا أمر مهم للأكراد الذين تثقلهم النفقات العسكرية الثقيلة ناهيك عن تبعات استضافة اكثر من 200 الف لاجىء سوري و850 الف نازح عراقي، وعلى الأقل كما يضيف فورد فإن هذا الاتفاق المبدئي سيظهر للعالم بأن العراق قادر على حل مشاكله السياسية الصعبة ويدل على رشاقة الحكومة الجديدة برئاسة العبادي، ولكن الطريق ما زالت بعيدة للتوفيق بشكل كامل بين حكومة بغداد وحكومة كردستان، وخاصة فيما يتعلق باتفاق نهائي حول كيفية إدارة حقول النفط والتنمية والصادرات خصوصا مع المصاعب التي تواجه الميزانية العراقية من حيث تراجع وانخفاض أسعار وصادرات النفط .
الأمريكيون ودول التحالف كما طالب فورد بحاجة الى توخي الحذر بشأن تسليح الأكراد دون الدفع ايضا باتجاه التوصل الى اتفاق سياسي مستديم بين الأكراد وبغداد، حيث من المتوقع اندلاع معارك مستقبلية حول حقول النفط والأراضي بين الحكومة المركزية والأكراد ولذا هنالك حاجة الى تقديم تنازلات من الجانبين .
وطالب فورد بمنح وزير المالية هوشيار زيباري المقرب من حكومة إقليم كردستان ووزير النفط عادل عبد الهادي وهو من الائتلاف السياسي الشيعي ولديه اتصالات جيدة مع القيادة السياسية الكردية دورا يخولهما للتوصل الى اتفاق حاسم من شأنه تسوية المشاكل الكبيرة، وهنالك ثقة عند السفير الامريكي السابق بأن الادارة الأمريكية ستشجعهم للمضي قدما بهذا الاتجاه لان هنالك اهمية لاستقرار العراق عبر التوصل لاتفاق دائم في بغداد وهو أمر حيوي لإيجاد حل دائم مستدام ايضا لمشكلة « الدولة الإسلامية «
في الجانب الآخر لا يمكن حل المشكلة الأمريكية الرئيسية في العراق وهي «داعش» بدون موافقة السنة على الانضمام للقتال ضد التنظيم. ووفقا للرؤية الأمريكية التي طرحها فورد هنالك اشارات مشجعة حيث ساعدت الأعمال الوحشية والمذابح التي ارتكبتها الجماعة ضد السنة من نفور أعضاء القبائل في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كما دعت عدة مجالس محلية في الانبار والموصل وصلاح الدين للتطوع من أجل محاربة « الدولة الإسلامية «.
ويصر الأمريكيون رغم الكثير من التحفظات السنية على ارض الواقع في العراق على أن رئيس الوزراء العراقي العبادي هو سياسي قادر وشخصيته مختلفة تماما عن سلفه سيىء الصيت. وقد أظهر حساسية للعرب السنة، كما تصدى لمشاكل الفساد العميقة في الجيش العراقي ولكنهم يعلمون جيدا بان العبادي لن يتمكن من اصلاح جميع المشاكل الطائفية التي اجهدت العلاقات بين السنة والشيعة في العراق .
ووفقا للشهادة الأمريكية الرسمية فإن العديد من الشيعة وكذلك قادة الأكراد يترددون في إعطاء الاسلحة للمقاتلين السنة لأنهم يخشون انه قد يتم استخدامها ضدهم في المستقبل ولذلك لم تتلق تشريعات الحرس الوطني الجديدة حتى الآن موافقة من بغداد. وهكذا تعود الأمور الى المربع الاول حيث لا يمكن لأي استراتيجية هزيمة « داعش» دون تعبئة السكان السنة ضد الجماعة لذا على الولايات المتحدة الانخراط اكثر على المستوى السياسي وعدم الاكتفاء بالجهود العسكرية.
وعلاوة على ذلك تعتمد حكومة بغداد على ميليشيات شيعية بعضها مصنف في قائمة المنظمات الإرهابية الامريكية وسيكون من الصعب الحصول على دعم دائم من السنة ضد « داعش « اذا لم يتم وقف إيران وأصدقائها في الحكومة العراقية من العمل على تعزيز هذه الميليشيات. وقد قدمت منظمة العفو الدولية و«هيومن رايتس» تقارير مفصلة لمشاهدات حول الانتهاكات الخطيرة التى ترتكبها هذه الميليشيات ضد المدنيين السنة اثناء القتال، كما ظهرت قصة مشابهة قبل اسابيع حول الانتهاكات ضد المدنيين على يد البيشمركة الكردية ومن الواضح حسب الرؤية الامريكية فإن السنة سيختارون « الدولة الإسلامية « من اجل الحفاظ على سلامتهم وبالتالي يجب على بغداد والحكومة الإقليمية الكردية ترويض تلك الميليشيات.
رائد صالحة
معلومات متضاربه ..
الحكومه العراقيه تقول ان الحشد الشعبي يقاتل تحت امره ونظر واداره وتدريب الجيش العراقي ..
والامريكان يتحدثون عن العراقيين كأنهم هنود حمر ..
والاعلام العربي لا ادري لماذا يصدق الامريكان الكاذبون والمتخبطون ويتجاهل كلام الحكومه العراقيه الشرعيه التي يشارك فيها جميع العراقيين وتحظى بدعم العراقيين جميعا ما عدا داعش والقاعده ..