بيروت-“القدس العربي”: يودّع اللبنانيون بعد ساعات عام 2021 الذي اتسم بالانهيار الاقتصادي والمالي والحياتي وبالهجرة وبطوابير الذل، وقبل ساعات على استقبالهم عام 2022، مازالت الساحة اللبنانية تزدحم بالأزمات الاقتصادية والمالية التي تعزّزها الخلافات السياسية والنكايات بين المقار الرئاسية وتعطيل جلسات مجلس الوزراء وعدم التوافق على التسويات السياسية والقضائية.
وإذا كان اللبنانيون سيستقبلون العام الجديد على الضوء بسبب قرار أصحاب المولدات الكهربائية عدم التقنين ليلة رأس السنة، فإنهم سيعودون في أول يوم من عام 2022 إلى العتمة من جديد إلا من تسمح له قدراته المالية في دفع الملايين مقابل الحصول على إنارة كهربائية 24 ساعة على 24.
وقد كان لافتاً في هذا الإطار توقّف البعض أمام تضمين رئيس الجمهورية ميشال عون دعوته إلى الحوار بنداً حول اللامركزية المالية الموسّعة. ورأوا فيه إشارة ضمنية إلى ضرورة استفادة كل منطقة من جباياتها المالية في ظل التقارير عن امتناع مناطق معروفة بانتماءاتها عن دفع الضرائب وخصوصاً فواتير الكهرباء والاستفادة غير الشرعية من التهريب عبر المرافئ والمعابر. وبعدما ذهب هذا البعض إلى حد إعتبار دعوة رئيس الجمهورية “تقسيماً” بتعبير ملطّف، ردّ مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية على من سمّاهم “الغيارى على وحدة لبنان والمدّعين رفض تقسيمه”، بأن الرئيس عون هو الذي “أطلق شعاره الشهير “لبنان أكبر من أن يُبلع وأصغر من أن يُقسّم”.
وجاء في بيان مكتب الإعلام ما يلي: “ردًا على اجتزاء البعض مقاطع من رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى اللبنانيين وتفسيرها على نحو مغاير للواقع عن قصد متعمد أو عن سوء فهم: الرئيس عون يذكّر الغيارى على وحدة لبنان والمدّعين رفض تقسيمه بأنه هو الذي أطلق شعاره الشهير”لبنان أكبر من أن يُبلع وأصغر من أن يُقسّم”. وأضاف “تؤكد رئاسة الجمهورية أن اللامركزية المالية واللامركزية الإدارية صنوان من ضمن ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني المنبثقة عن مؤتمر الطائف وفي مقدمة الدستور عن الإنماء المتوازن للمناطق. وأن الخدمات العامة المحلية لا تعني خروجاً عن منظومة الدولة المركزية في المالية العامة والأمن والسياسة الخارجية”.
بالموازاة، أعلنت سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو وقوف بلادها إلى جانب لبنان، ووجّهت رسالة وجدانية هنّأت فيها اللبنانيين بالعام الجديد الذي سيكون مهماً كما قالت إذ “ستجرى فيه انتخابات نيابية ورئاسية وبلدية. وسنحرص بشكل خاص على أن يتمكن كل مواطن لبناني من الإدلاء بصوته في إطار عملية ديمقراطية عادلة وحرة وشفافة”.
ومما جاء في الرسالة: “أصدقائي اللبنانيين الأعزاء، مواطني الأعزاء في لبنان، طوال هذا العام، ذهبت لملاقاتكم في كل أنحاء لبنان. نقلتم إلي تمسككم الثابت بوطنكم. وشاركتموني أيضاً ألمكم لرؤيتكم إياه ينهار اليوم. شاركتموني قلقكم حيال مستقبلكم ومستقبل أولادكم وأقربائكم المسنين. مع نهاية هذا العام، أود أن أسرّ لكم بأمر وهو الإعجاب الكبير الذي أكنّه للعديد منكم لالتزامكم وعزمكم وشجاعتكم لبناء لبنان متصالح ينعم بالسلام والازدهار. صدّقوني، هذه الإرادة تجمعكم. هي تجعل منكم شعباً واحداً، شعباً عظيماً، موحداً في تنوعه وموحداً بوجه الصعوبات”. واضافت “هذه الطاقة الحيوية التي تتمتعون بها تدفعنا أيضاً إلى الالتزام تجاهكم. لأن فرنسا لطالما وقفت إلى جانب الشعب اللبناني وستبقى إلى جانبه. في عام 2021 أيضاً، استجبنا للنداء لكي تتمكنوا من مواصلة إرسال أولادكم إلى المدارس، لكي تتمكنوا من الحصول على رعاية صحية عالية الجودة، ومن البقاء في وطنكم، في هذه الأرض التي تحبونها، ولكي تعيشوا فيها بكرامة لأن هذا حقكم. هذا ما دفع برئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون لعقد مؤتمر ثالث لمساعدة شعب لبنان في آب/أغسطس الماضي”.