عواصم ـ وكالات: اتهم وزير الإعلام السوري عمران الزعبي الجمعة المعارضة السورية باستخدام سلاح كيميائي قرب حلب في 19 آذار/مارس الماضي، وقال إن هذه الأسلحة الكيميائية وصلت من تركيا على الأرجح.
وقال الزعبي في تصريح للصحافيين في موسكو إن ‘المنطقة التي انطلق منها الصاروخ يسيطر عليها الإرهابيون وهي موجودة قريباً من الحدود التركية.
وسبق أن اتهمت الحكومة السورية، المعارضة بإطلاق صاروخ كيميائي على منطقة خان العسل القريبة من حلب في 19 آذار/مارس الماضي ما أدى إلى مقتل 25 شخصاً وجرح 110، غير أن المعارضة نفت الاتهام متهمة النظام بإطلاق صاروخ سكود محمل بغازات سامة في تلك المنطقة. ورأى الزعبي أنه ‘إذا كان من الضروري إجراء تحقيق في الحادث فنحن نقترح أن يقوم بذلك خبراء روس’.
ووصف ما قالته واشنطن وبريطانيا حول الأسلحة الكيميائية بسورية بأنه يفتقد للمصداقية وليس سوى أسلوب ضغط سياسي على دمشق.
وسبق أن جدد الزعبي في حديث إلى قناة ‘روسيا اليوم’ تأكيده بأن ‘الحكومة السورية إذا كان لديها سلاح كيميائي، لا يمكن أن تستخدمه.. ولم ولن تستخدمه على الإطلاق’.
كما كان قال في مقابلة قبل يومين إن سورية إن كان لديها سلاح كيميائي فلن تستخدمه حتى ضد إسرائيل.
وذكّر بأن سورية طالبت الأمم المتحدة بالتحقيق بحادثة خان العسل، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وغيرها قرروا عبر الضغط على الأمم المتحدة توسيع نطاق التحقيق تحت عنوان انه يوجد استخدام للسلاح الكيميائي في أكثر من منطقة غير خان العسل.
وقال الوزير السوري أن هذه الدول تدرك تماماً كذب هذا الادعاء والهدف منه تمييع المسألة والقضية وتكرار التجربة العراقية.
جاء ذلك فيما دعت المعارضة السورية الى تحرك ‘عاجل وحاسم’ للامم المتحدة بعد اقرار الولايات المتحدة للمرة الاولى باحتمال استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية ضد معارضيه.
واعلنت واشنطن الخميس انه من المرجح ان يكون النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد قوات المعارضة، مؤكدة في الوقت نفسه انها ليست على وشك التدخل عسكريا في سورية، في اشارة واضحة الى عدم رغبتها بتكرار تجربة العراق حيث لم يجد الجنود الاميركيون بتاتا بعد سقوط صدام حسين اي اثر لاسلحة دمار شامل.
وقال مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية لوكالة ‘فرانس برس’ الجمعة، ‘تؤكد فرنسا وبريطانيا حيازتهما معلومات حول استخدام النظام للاسلحة الكيميائية. واليوم تقول الولايات المتحدة الشيء نفسه. آن الاوان ليتحرك مجلس الامن’.
واضاف ‘انها مسألة مهمة جدا، وشلل مجلس الامن حول الملف السوري لا يجب ان يبرر عدم تحرك الامم المتحدة’.
ورأى ان على الامم المتحدة ‘ان تبدأ تحقيقا فوريا حول هذا الموضوع، واذا عثرت على ادلة على مثل هذا الاستخدام عليها التحرك سريعا عبر فرض (منطقة حظر جوي) على الاقل على الطيران السوري’. من جانبه جدد الامين العام للامم المتحدة بان كيمون ‘نداءه العاجل’ الى الحكومة السورية لكي تسمح لفريق تابع للامم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام اسلحة كيميائية في النزاع الدائر في سورية، كما نقل عنه المتحدث باسمه الخميس.
وقال مارتن نيسيركي في بيان ان ‘بعثة التحقيق جاهزة للانتشار في غضون 24 الى 48 ساعة’ حالما تحصل على الضوء الاخضر من دمشق.
واضاف ان الامين العام ‘يأخذ على محمل الجد التقييم’ الذي اجراه البيت الابيض بهذا الشأن وارسله الى الكونغرس، مؤكدا في الوقت نفسه ان ‘الامم المتحدة لا يمكنها التعليق على عمليات تقييم تستند الى معلومات مصدرها اجهزة استخبارات وطنية’.
واكد البيان ان مسؤولين من الامم المتحدة ‘كانوا على اتصال مع السلطات الامريكية في ما خص آخر التطورات’ في هذه القضية.
واقرت الولايات المتحدة للمرة الاولى الخميس بان النظام السوري استخدم على الارجح اسلحة كيميائية في النزاع الدائر بينه وبين مقاتلي المعارضة، مشيرة في الوقت نفسه الى ان معلوماتها الاستخبارية ليست كافية للجزم بهذا الشأن. واعلن البيت الابيض انه ابلغ الكونغرس بفحوى هذه المعلومات.
وفي 26 اذار (مارس) كلفت الامم المتحدة العالم السويدي البروفسور اكي سيلستروم قيادة فريق خبراء للتحقق مما اذا كان تم استخدام اسلحة كيميائية في سورية. ويتبادل النظام السوري والمعارضة المسلحة الاتهامات باستخدام هذا السلاح.
ومن جهته اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة ان ‘الادلة المتزايدة’ على استخدام النظام السوري لاسلحة كيميائية تصعيد ‘خطير’ وينبغي ان تحث المجتمع الدولي على ‘فعل المزيد’.
وقال ديفيد كاميرون لبي بي سي ‘انها ادلة محدودة لكن كان لدينا نحن ايضا ادلة متزايدة عن استخدام اسلحة كيميائية على الارجح من قبل نظام بشار الاسد. انه امر بالغ الخطورة، انها جريمة حرب’.
واضاف ‘اعتقد ان ما قاله (الرئيس الامريكي باراك) اوباما صحيح تماما ومثل هذا الامر يجب ان يشكل خطا احمر يحثنا على بذل المزيد في حال تم تجاوزه’، الا انه اعرب في الوقت نفسه عن معارضته لارسال قوات بريطانية الى سورية.
وقال كاميرون ‘لا اريد ذلك ولا اعتقد ان هناك فرص بحلول ذلك. لكنني اعتقد ان بوسعنا بذل المزيد من الضغوط على النظام والعمل مع شركائنا والمعارضة من اجل التوصل الى الحل المناسب’.
واضاف ‘لطالما رغبت في بذل المزيد. والسؤال هو كيفية زيادة الضغوط. وبرأيي ان ما يجب القيام به هو تدريب هذه المعارضة والعمل مع اعضائها وامدادهم بالنصح والمساعدات لممارسة ضغوط على النظام’.
واقرت الولايات المتحدة للمرة الاولى الخميس بانه من المرجح ان يكون النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية مشددة في الوقت نفسه على ان اجهزتها الاستخباراتية ليست متأكدة تماما بان دمشق تجاوزت ‘الخط الاحمر’ الذي حددته واشنطن.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية اعلنت ان ‘لديها معلومات محدودة انما مقنعة من مصادر عدة باستخدام اسلحة كيميائية في سورية ومن بينها غاز السارين’.
الى ذلك اعلن نائب وزير الخارجية الاسرائيلي الجمعة ان على الولايات المتحدة التحرك عسكريا من اجل ‘استعادة السيطرة على ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية’.
وقال زائيف الكين في مقابلة اجرتها معه اذاعة الجيش الاسرائيلي ‘من الواضح انه ان كان هناك ارادة من جانب الولايات المتحدة والاسرة الدولية، ففي وسعهم السيطرة على ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية .. ما سيضع حدا لجميع المخاوف’.
وصدرت هذه التصريحات في وقت اقرت فيه واشنطن للمرة الاولى الخميس بان النظام السوري قد يكون استخدم اسلحة كيميائية.
وقال الكين المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ‘حين تفهم الاسرة الدولية انه تم تخطي خطوط حمر فعليا واستخدام اسلحة كيميائية، سوف تدرك ان لا خيار امامها سوى التحرك بهذه الطريقة (من خلال عمل عسكري) بدل ان تبقي على الغموض’.
وكان وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل اعلن الخميس ان اجهزة الاستخبارات الامريكية خلصت ‘بدرجات متفاوتة من الثقة الى ان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية على نطاق ضيق في سورية وعلى الاخص غاز السارين’.
وشكلت هذه التصريحات تبدلا في الموقف الامريكي بعد التشكيك الذي ابدته واشنطن اثر التصريحات التي صدرت الثلاثاء عن مسؤول في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية اتهم فيها نظام الرئيس السوري بشار الاسد باستخدام اسلحة كيميائية في نزاعه مع المقاتلين المعارضين.
وحذر الرئيس الامريكي باراك اوباما مرارا النظام السوري من استخدام مخزونه من الاسلحة الكيميائية مؤكدا ولا سيما اثناء زيارة لاسرائيل في 20 اذار/مارس بان مثل هذه الخطوة ‘ستبدل قواعد اللعبة’ كما تحدث عن ‘خطوط حمر’ ينبغي الا تتخطاها دمشق.
وقال الكين في اشارة الى هذه ‘الخطوط الحمر’ ان ‘الايرانيين يراقبون والعالم باسره يراقب ايضا وينتظر ليرى ما سيجري. ويتبادر سؤال: حين يتم رسم خط احمر، هل نلتزم به؟’
واوردت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ومجلة فورين بوليسي ان فرنسا وبريطانيا ابلغتا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بان عمليات التحقق على الارض والمقابلات مع الشهود والمقاتلين المعارضين ان عناصر سامة تصيب الاعصاب استخدمت في منطقة حلب (شمال) وحمص (وسط) وربما في دمشق.
واقرت الولايات المتحدة للمرة الاولى الخميس بان النظام السوري استخدم على الارجح اسلحة كيميائية في النزاع الدائر بينه وبين مقاتلي المعارضة، مشيرة في الوقت نفسه الى ان معلوماتها الاستخباراتية ليست كافية للجزم بهذا الشأن. واعلن البيت الابيض انه ابلغ الكونغرس بفحوى هذه المعلومات.
‘وقال متحدث ان الاتحاد الاوروبي ينتظر مزيدا من الادلة الدامغة على ما اذا كان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية، مضيفا ان مثل هذا العمل ‘لن يكون مقبولة’.
واضاف مايكل مان المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ‘مازلنا نراقب عن كثب هذا الموقف مع شركائنا الدوليين لمعرفة ماحدث بالفعل لانه ليس واضحا تماما في هذه اللحظة’.
وتابع المتحدث الخط الذي نتبعه بسيط للغاية: اي استخدام للاسلحة الكيميائية في اي ظروف مرفوض رفضا تماما بالطبع ‘، داعيا إلى السماح للامم المتحدة بالتحقيق في هذا الامر داخل سورية’. واستطرد مان ‘راينا ان النظام في سورية لايبدو أنه يعير احتراما لحقوق الانسان .. ولكننا لايمكن ان نكون على يقين حتى نحصل على دليل دامغ في هذا الصدد’.