دمشق تندد بقطع القاهرة العلاقات الدبلوماسية معها وتصفه بالتصرف ‘اللامسؤول’

حجم الخط
0

دمشق ـ القاهرة ـ طهران ـ وكالات: نددت سورية الاحد بقرار الرئيس المصري محمد مرسي السبت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق ووصفته بالتصرف ‘اللامسؤول، فيما هنأ الرئيس السوري بشار الأسد الأحد حسن روحاني على انتخابه رئيساً لإيران، مؤكداً استمرار دمشق في تعزيز علاقاتها مع طهران في ظل رئاسته.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن ‘مصدر مسؤول في الجمهورية العربية السورية’ قوله ان دمشق ‘تدين هذا الموقف اللا مسؤول الذي يعكس محاولة مرسي تنفيذ أجندة الإخوان المسلمين هروبا من الاستحقاقات الداخلية القادمة’، متهما الرئيس المصري بانه ‘انضم الى جوقة التآمر والتحريض التي تقودها الولايات المتحدة واسرائيل’ ضد سورية. وأكد المصدر أن سورية ‘على ثقة كاملة بان هذا القرار لا يعبر عن إرادة الشعب المصري الشقيق الذي جمعته بالشعب السوري علاقات قوية وراسخة’. وكان الرئيس المصري اعلن مساء السبت قطع القاهرة نهائيا علاقاتها مع النظام السوري الحالي واغلاق السفارة السورية في مصر واستدعاء القائم بالاعمال المصري في دمشق.
كذلك دعا مرسي المجتمع الدولي الى اقامة منطقة حظر طيران فوق سورية التي تعاني نزاعا مسلحا داميا بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة. واعتبر المصدر السوري بحسب سانا ان ‘مطالبة مرسي باستدعاء التدخل الخارجي واقامة منطقة حظر جوي في الأجواء السورية تشكل استباحة للمنطقة ومسا لسيادتها وحرمة أراضيها خدمة لأهداف إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وادواتهما في المنطقة’.
وطالب مرسي أيضا حزب الله اللبناني -المدعوم من إيران- بسحب مقاتليه من سورية على الفور. وقال ‘نقف ضد حزب الله في عدوانه على الشعب السوري.’
‘على حزب الله أن يترك سورية.. هذا كلام جاد.. ولا مجال ولا مكان لحزب الله في سورية.’
وعلى صعيد الانتخابات الايرانية ذكرت وكالة (سانا) السورية الرسمية للأنباء أن الأسد بعث برقية تهنئة إلى روحاني أعرب له فيها باسم الشعب السوري وباسمه عن أحر التهاني وأطيب التمنيات بالنجاح والتوفيق ‘بعد نيله ثقة الملايين من الشعب الإيراني الصديق’.
وأكد الأسد عزم سورية على ‘الاستمرار في تعزيز علاقات الصداقة وتطوير التعاون بين سورية وإيران في جميع المجالات وفي مقدمتها مواجهة مخططات العدوان والهيمنة والاعتداء على السيادة الوطنية في منطقتنا بما ينعكس إيجاباً على شعبي البلدين الصديقين وأبناء المنطقة والعالم أجمع’.
من جانبه أعرب رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي عن الرغبة في الانطلاق بالعلاقات مع إيران إلى فضاءات أوسع في ظل القيادة الإيرانية الجديدة بعد انتخاب روحاني رئيساً لإيران.
ونقلت (سانا) عن الحلقي تشديده خلال لقائه حسن كاظمي قمي المستشار الخاص لوزير الخارجية الإيراني للشؤون الاقتصادية والوفد المرافق في دمشق، على ‘رغبة سورية في الانطلاق بالعلاقات مع إيران إلى فضاءات أوسع في ظل القيادة الإيرانية الجديدة’. وأكد على عمق العلاقات الاستراتيجية الثابتة والراسخة بين سورية وإيران وتميزها في مختلف المجالات.
وقدم الحلقي التهاني باسم الحكومة والشعب السوري للقيادة والشعب الإيراني للنجاح الكبير الذي تميزت به الانتخابات الرئاسية الإيرانية، معتبراً أنها تعد ‘تعبيراً صادقاً عن الديمقراطية الحقيقية حيث أسقطت كل التحديات واثبتت وحدة وتماسك الشعب الإيراني مع قيادته السياسية والروحية للنهوض بإيران وجعلها دائما في مصاف الدول المتطورة اقتصاديا وعلميا وتنمويا وعسكريا لمواجهة كل التحديات’.
وكانت نتائج الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الـ 11 أظهرت أمس فوز روحاني كرئيس جديد للبلاد بنسبة 50.7 بالمئة من الأصوات.
وأعرب المسؤول السوري عن تقديره للقيادة والشعب في إيران لوقوفهم إلى جانب سورية خلال الأزمة التي تمر بها وتقديم كل أشكال الدعم لها مشيرا إلى أهمية اللقاءات والاجتماعات السورية الإيرانية في هذه المرحلة التي تتزامن ‘مع انتصارات’ القوات السورية وإعادتها الأمن والاستقرار إلى العديد من المناطق السورية وما يتطلب ذلك من إجراءات لتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني وتنميته وتأمين المستلزمات المعيشية للمواطن والتحضير لمرحلة البناء والاعمار.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والتنموية بين البلدين عبر تفعيل الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات جديدة وتوسيع قاعدة التجارة البينية لتشمل تأمين المستلزمات المعيشية للمواطن السوري وخاصة مادة الطحين والأدوية والمشتقات النفطية والطاقة إضافة إلى تنفيذ مشاريع تنموية في سورية تلبي احتياجات التنمية الشاملة.
من جانبه أكد كاظمي أن زيارة الوفد الاقتصادي الإيراني إلى سورية بعد الانتخابات مباشرة هي ‘رسالة قوية للعالم أن الجمهورية الاسلامية الإيرانية بقيادتها الجديدة ستكون إلى جانب سورية حليفا وداعما كما كانت دائما وعلى مختلف الصعد’.
وأشار إلى أن هذه الاجتماعات بين الجانبين ستعزز الوصول إلى خطوات عملية وتنفيذية على صعيد العلاقات التجارية والاقتصادية مؤكدا أن الجانب الإيراني سيعمل على تنفيذ بعض المشاريع التنموية في سورية خاصة في مجال المطاحن والطاقة الكهربائية إضافة إلى تزويد سورية بكل ما تحتاجه من مواد أساسية. واتفق الجانبان خلال الاجتماع على تشكيل لجان فرعية لمتابعة مناقشة الاتفاقيات وتذليل العقبات والصعوبات التي تعترضها ووضع أفضل السبل لتنفيذها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية