«دموع بايدن» على «وطنه الإسرائيلي»: الشعب الأردني ـ الفلسطيني سيدفع الثمن و«المصري يحذر»

بسام البدارين
حجم الخط
22

عمان – «القدس العربي»: يلتقط سياسي محنك وخبير من وزن طاهر المصري ما هو جوهري في المسألة والقلق عندما يعبر عن خشيته من انتهاء ترتيبات الرئيس الأمريكي جو بايدن والإسرائيليين ومحور الإبراهيميات بضرر بالغ فقط يحاصر مصالح وتطلعات الشعبين الأردني والفلسطيني.
عملياً، المصري لم يكن الوحيد القلق كما ذكرت “القدس العربي” في تقرير سابق لها، بين النخب الأردنية من غموض الترتيبات، لا بل أجندتها الأعمق والمصادقة حصلت سريعاً على مخاوف الأردنيين والفلسطينيين عندما رصد رئيس الولايات المتحدة مساء الأربعاء، وهو يعلن في تل أبيب عن “عودته إلى الوطن” ثم تنهمر دموعه أمام الكاميرات متعهداً بالاستمرار في محاربة ما وصفه العداء للسامية، ومعبراً عن تأثره البالغ بما سمعه من ناجيتين يهوديتين من المحرقة.
بايدن شاهده الزعماء العرب بوضوح ومع أطقمهم وهو يركز مجدداً على إدماج إسرائيل بين دول المنطقة، فيما كان واحد من أضخم مشاريع التطبيع الإقليمية تظهر بعض تفاصيله بعنوان اقتراح مكتوب من وزير مالية الكيان الإسرائيلي لبايدن بإقامة خط سكة حديدية عملاقة لنقل الركاب والبضائع من ميناء حيفا إلى الخليج العربي.
دون ذلك، عبر بايدن في تل أبيب مجرد عبور على فكرة متطلبات إنجاح مشروعه إدماج إسرائيل الذي سيكون أفضل لو توصل الإسرائيليون مع الفلسطينيين إلى اتفاق.
لكن الإشارة هنا تكررت لاتفاق بين جانبين لا يريد بايدن لا فرضه ولا طرحه، ولا يريد حتى التمسك به، بل يقف عند حدود اقتراحه فقط ليس أكثر.
في نقاش مباشر مع “القدس العربي” وطازج جداً، ينفي المصري شعوره بالاستغراب لأن بايدن وطاقمه أبلغا عمان وغيرها من عواصم العرب أصلاً بعدم وجود خطة لدى الإدارة الحالية من أي نوع لا لإنجاز تسوية ولا للعودة إلى التفاوض ولا حتى لإطلاق عملية سياسية من أي صنف.
الوضع مربك بوضوح، شرح المصري وهو يعبر عن أسفه الشديد لأن عملية التطبيع أصبحت البند الأول على جدول أعمال الأمريكيين، ولأن النظام الرسمي العربي يتجاوب هكذا وبكل بساطة، لا بل ويفرط في التجاوب أحياناً بدون توفير غطاء عربي من أي نوع ولو لفكرة منح الفلسطيني أي من حقوقه الأساسية أو لفكرة تبرير عملية التطبيع على الأقل.
لذلك، يركز سياسي بخبرة المصري حتى في نقاشاته المتعلقة بزيارة بايدن إلى المنطقة وتوابعها على حدسه وشعوره بأن المخاوف لا بد أن يرتفع منسوبها، لأن مصالح الشعبين الفلسطيني والأردني الأساسية والحيوية اليوم على المحك، ولأن مجمل تلك الترتيبات الموسومة بالإبراهيمية عموماً قد يدفع ثمنها الأردن وفلسطين معاً.
“العرب لا يطلبون شيئاً له علاقة بالقضية الفلسطينية مقابل التطبيع”.
تلك مقولة يوافق المصري مثل آخرين كثر على أنها تتحول إلى واقع موضوعي.
لكن الغامض فقط حتى الآن هو خلفية الرهان الأردني، لا بل الاندفاع الدبلوماسي نحو مشاريع وتوجهات إدارة بايدن بدون حسابات دقيقة أو واضحة على الأقل، الأمر الذي زاد من معدل طرح الأسئلة وفي كل الأوقات، كما رفع من منسوب القلق والاحتمالات، ليس لأن الأردن عملياً كان أو لم يكن على طاولة التحضير لزيارة بايدن والتشاور على ترتيباتها، ولكن لأن الأردن تظهر عليه فورة حماسة مفرطة قليلاً على المستوى الدبلوماسي تحديداً لحضور الترتيبات واللقاءات والمشاركة فيها بدون ضمانات لا للفلسطينين ولا حتى للأردنيين بتلك القضايا التي تخصهم وتهمهم، بما في ذلك الوصاية الهاشمية الأردنية في القدس والمسجد الأقصى، واستراتيجية عمان الثابتة في المجال الحيوي المتعلق بدعم وإسناد قيام دولة فلسطينية، ودون إظهار الأمريكي لأي إهتمام من أي صنف بإنقاذ ما تبقى من هياكل ومنظومة اتفاقية أوسلو فلسطينياً، لأن السلطة الفلسطينية حتى بتقدير المصري تتآكل الآن.
والأهم من كل تلك الاعتبارات هو إقرار النخب العميقة بأن تركيز بايدن على إدماج إسرائيل في المنطقة، بمعنى إكمال ما بدأه سلفه دونالد ترامب واستكمال حلقة الإبراهيميات ومسلسل مشاريع النقل والشحن الإقليمية، وبدون أي تقدم بأي عملية سلام أو مفاوضات يخدم في الخلاصة طرفاً واحداً في الإقليم هو إيران، التي يقول الإسرائيليون إن بايدن زارهم للاتفاق على استهدافها قبل أن تحط طائرته بمطار أي مدينة خليجية.
الخلاصة هنا بأن مظاهر قلق النخب الأردنية مبررة سياسياً وطنياً.
وأن الأردن مجدداً قد يمضي في ترتيبات بايدن المستجدة وهو في حالة ضعف اقتصادي، فيما تهدد مصالحه ودوره الإقليمي أشباح ما تبقى عالقاً من صفقة القرن إياها.
ولا تُعرف بعد هوامش المناورة والاختراق الممكنة أو هوامش تحقيق بعض المكاسب من أي نوع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ساري الفجر:

    لا داعي يا مستر بايدن أن تثبت لنا مجددا انك مجرد ألعوبة بيد الموساد الصهيوني بسبب غباءك العضال

  2. يقول ابو خالد:

    دموع التماسيح اللعينة ، ملة الكفر واحدة

  3. يقول نزار ريحاني:

    ومن يبكي على نكبة الشعب الفلسطيني المعاصره والمستمره يومياً.
    ومتى يعود الشعب الفلسطيني إلى وطنه المسلوب والمغتصب.
    ومتي يتوقف قتل والتنكيل بالشعب الفلسطيني
    ومتى يتوقف سلب الاف الدونمات من اراضي الشعب الفلسطيني.

  4. يقول Jamal:

    ابكي ابكي….خدمات بكاء دليفري حسب الطلب

  5. يقول صفي الدين لبات مبارك - موريتانيا:

    انها دموع الضرة الخائنة لزوجها … مهما يكن لن ينجح بايدن و لا غيره في ثني الشعوب العربية الحرة عن رفضها التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الخبيث و مهما تسابقت الأنظمة العربية المنبطحة و العميلة للشياطين.
    اندماج إسرائيل يعني التعجيل بنهايتها و معها كل أنظمتنا المتمالية علي بلدانها و شعوبها و كينونتها….و نحن نعلم أن بايدن لا يعي ما يقول و إنما هو ببغاء يردد ما هو مكتوب له علي ورقة فعما قليل سيظهر علي شاشات التلفاز لينكر أنه ما قال و ما وعد…
    أما حكامنا العرب فبلغوا من الغباء أنهم لا يتعدون مما يجري في اوكرانيا هذا البلد الذي لم يستطع الغرب كله حمايتة من الدمار المحتوم…

  6. يقول كمال سعد:

    لابيد يهنئ السعودية على فتح الاجواء …وكأن السعودية هي التي بحاجة الى فتح الاجواء وتحتاج الى التهنئة!لماذا يهنئ ولا يشكر !

  7. يقول عبدالله:

    انشاء الله الدموع تنزل على احبابك

  8. يقول محمد:

    يا مستر بدارين لعلمك انه الاردن بكل نخبه ودولته العميقة كذلك لن يستطيع الصمود امام خطط اميركا واسرائيل وانت وجميع من تعنيهم بالنخب تعلمون ان الخطط يتم تحضيرها في تل ابيب واميركا تبصم عليها طالما انها ترضي طموح اسرائيل وتحقق مصالحها على حساب مصالح الأردن وفلسطين التي لم يعد لها أي اعتبار في أي لقاءات إقليمية او دولية حتى كما لم يعد الأردن رقما صعبا في هذه المنطقة منذ دخل الآخرون الملعب وضربوا بعرض الحائط كل الثوابت والقرارات الأممية السابقة اذ تغيرت مفاتيح اللعبة وباتت بيد أصحاب مصالح لا يهمهم أمر القضية الفلسطينية بتاتا اضافة الى ان كل ما يتشدق به بايدن وآخرون عن حل الدولتين بات كلاما للاستهلاك الدبلوماسي كما هو حال الوصاية الهاشمية التي ينهشها المستوطنون كل صباح بكل اسف وتحت عيون عصابة تل ابيب لذا فنتيجة اللقاء المزمع اجراؤه يوم غد مع هذا العجوز الديمقراطي محسومة لصالح الكيان الصهيوني وكل المشاركين سيبصمون غصبا ودون جدال وسيستمر الحال على ما هو عليه بل وأسوأ

  9. يقول يحيى عواد:

    صدقت مقولة الشاعر الحكيم على هذه الأمة المنكوبة حين قال:_
    من يهن يسهل الهوان عليه
    مالجرح بميت إيلام

    عظم الله اجركم على مصيبة الأمة وهوانها أمام أعدائها!!!!!

  10. يقول نورالدين:

    لا مرحبا لا مرحبا لا مرحبا…… .
    ……….. …. لمن اتى ويريدنا كبش فدا..
    قد خاب من في ظنه ضعفا بدا……
    …… ….. فالجمر تحت رماده متوقدا
    خبره فالتاريخ خير معلم……
    ………….. امثاله ممن يكن لنا العدا
    في عين جالوت تمزق شملهم…….
    ….. وكذا الزنيم إذا على قومِ اعتدى
    عُد نادما لا سالماً فرجالكم……
    ….. فروا ومن كابول قد ذاقوا الردى
    فلتسمعنْ إن كنت ذا بصيرةٍ……
    …….. اهرب بجلد قبل أن يأتِ الردى

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية