دمية جديدة

عادة تعثر شأنها كلّ صباح تلك الصبيّة بدمية قديمة مركونة في زاوية ما:
مزبلة
شارع فرعي
حديقة عامة
أي مكان كان، فتعود بها وتظلّ النهار تناغيها وتتحدث معها، ثم يراودها سأم فترمي الدمية ولا يخطر على بالها أن تعود إليها.
ذلك الصباح عثرت على غير المألوف في حديقة المدينة العامة على دمية جديدة ذات شعر أشقر وعينين زرقاوين تشعان بريقا وذكاء. راود الصبية إحساس غريب.
نشوة.
ذهول .
ابتسامة.
راحت تناغي اللعبة طول الطريق. تهزها. تربت على كتفيها. وبين حين وآخر تمسد شعرها الأشقر الطويل. لم تفكر قط أن تركن الدمية الجديدة في مكان فتنساها. حين وصلت وجدت أنها تغيّرت تماما.انقلب شعرها الأسود إلى بياض خالص، وجهها علته التجاعيد..
عجوز تلهث
تكاد تتهاوى
أما الدمية بين يديها فمازالت في ريعان شبابها

٭ كاتب عراقي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول وسام الخزرجي:

    السلام عليكم
    دكتور قصي
    قلمك معطاء لازال يتحفنا بين الفينة والاخرى بابداع تلو الاخر.
    وفقك الله وانعم الله علينا بنعمة بقائك .

إشترك في قائمتنا البريدية