يبذل رئيس الوزراء جهودا جبارة كي يري اننا جديون في موضوع السلام. فقد القى خطاب بار ايلان في صيف 2009؛ وتعهد بحل الدولتين، ويعد في كل مكان في العالم بان هذا هو الحل الذي يفضله. وقد سار نحو تجميد لم يخرج بشيء، فقط كي يري انه على ما يرام. كما يدعو نتنياهو أبو مازن الى الجلوس الى طاولة المفاوضات، من دون شروط مسبقة ويوجه له الذنب في أن المسيرة لا تتقدم. والان جاء نائب وزير الدفاع ليلقي بالمسعى السياسي لرئيس الوزراء الى القمامة. ما يفكر به الجميع ولا يقولونه، دنون يقوله من دون ان يفكر كثيرا. ودنون يعترف في واقع الامر بان كل شيء هراء، وان رئيس الوزراء لا يعتزم الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين. وهو يعرف ان مثل هذا الاتفاق لا يمكنه أن يجاز في التركيبة الائتلافية الحالية، وان هذه الحكومة بشكل عام غير ملتزمة بالحل الذي يشير اليه رئيس الوزراء. كما أن دنون يجري الحساب البسيط والصحيح: 43 عضو كنيست من بين 68 عضوا في الائتلاف يعارضون اقامة دولة فلسطينية. يمكن أن نقدر دنون على صدقه السياسي. امور رآها من هناك يراها من هنا. يمكن التساؤل عن الحكمة أو الغباء الدبلوماسي، فدنون يتحدث مثل موشيه فايغلين، الذي أصبح معارضا داخليا، ولكن دنون يتبوأ منصبا أمنيا وسياسيا مهما في الحكومة نفسها. فكيف يتعين على وزير الخارجية جون كيري أن يتعاطى اليوم مع رئيس الوزراء، اذا كان يوجد له نائب وزير دفاع يعد بان لا جدوى من خطواته السياسية؟ وأي احتفال يمكن لابو مازن والفلسطينيين أن يعقدوه اليوم. فهم سيثبتون قائلين: ‘نحن قلنا لكم. انتم فقط تخدعون الجميع’. لدى دنون على ما يبدو سبب وجيه لان يقول كل ما يشاء. فهو ببساطة لا يخاف. مع ائتلاف يضم افيغدور ليبرمان، نفتالي بينيت، موشيه بوغي يعلون، اوري ارئيل، تسيبي حوتوبيلي، يريف لفين وكل الآخرين، فانه يشعر بانه على الحصان. وحتى يئير لبيد لا يجن جنونه على المفاوضات وعلى حل الدولة الفلسطينية، مثلما رأينا في المقابلات الاخيرة التي منحها. فلبيد أقرب في هذا الموضوع أيضا الى بينيت منه الى تسيبي ليفني، التي ليست لديها قوة وهي تتحسس طريقها اليوم في الظلام السياسي فلا تجد شعاع ضوء. أول أمس نشرت في ملحق ‘معاريف’ مقابلة مشوقة أجراها تساح يوكيد مع ايليوت ابرامز، نائب مستشار الامن القومي للرئيس جورج بوش الابن. ويقترح ابرامز، الذي امضى سنوات في محاولات للتوسط بين اسرائيل والفلسطينيين، اليوم ببساطة عدم استئناف المفاوضات. وهو يدعي ان الوضع في المحيط بات أسوأ، ولا يوجد اي احتمال لاستئناف المفاوضات، وحتى لو استؤنفت، فانها لن تنجح وخيبة الامل ستؤدي فقط الى اليأس والعنف. ما كان ابرامز ليتجرأ على قول هذه الامور الصحيحة عندما كان مبعوثا الى الشرق الاوسط من قبل الادارة، حتى لو كان اعتقد كذلك. توجد امور لا تقال والمرء قيد المنصب. داني دنون على ما يبدو سياسي من نوع آخر. يقول ما يقول، وليحترق العالم.