نيويورك(الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: ودع جون آش رئيس الجمعية العامة لدورتها الثامنة والستين الإثنين الدول الأعضاء في كلمة داخل قاعة الجمعية العامة في ثوبها الجديد بعد إعادة ترميمها ورفع مستواها التقني لتنسجم مع عصر التقدم والتكنولوجيا. ثم عقد آش لقاء وداعيا مع الصحافة المعتمدة في الأمم المتحدة راجع معهم إنجازات السنة الماضية وتحديات السنوات المقبلة.
جون آش جاء من جزيرة صغيرة في البحر الكاريبي إسمها أنتيغوا ليحتل هذا المنصب الرفيع حيث يوكل للرئيس المنتخب سنويا من المجموعات الجغرافية المختلفة إدارة أعمال الجمعية سنة كاملة من ثالث ثلاثاء في أيلول /سبتمر إلى مساء ثالث إثنين أيلول/سبتمر في السنة التالية. فابتداء من امس الثلاثاء 16 أيلول/سبتمبر تسلم رئاسة الجمعية العامة الرئيس الجديد سام كاهمبا كوتيسا من يوغندا.
في كلمته الوداعية قال آش إن التحديات الكبرى التي واجهته خلال السنة الماضية ما زالت قائمة وقد حاول خلال السنة الماضية أن يضع تحت المجهر مسألة التنمية المستدامة ورفع شعار «إعداد المسرح لما بعد الأهداف الإنمائية للألفية 2015» تلك السنة التي حددتها قمة الألفية عام 2000 لكافة دول العالم لتحقيق الأهداف الإنمائية الثمانية المتعلقة بالفقر والتعليم وخاصة بين الفتيات والصحة والفروق التكنولوجية وحماية البئية وغيرها.
وأكد آش أن مسؤولية تحقيق التنمية المستدامة لما بعد 2015 يتطلب تعاون الدول الغنية والقيام بمسؤولياتها في تمويل مشاريع التنمية ونقل التكنولوجيا وإعادة جدولة الديون أو شطبها.
وردا على سؤال للقدس العربي حول قيام مجلس الأمن بالزحف على مواضيع من إختصاص الجمعية العامة والاستيلاء عليها خاصة بعد الحرب الباردة قال آش إن عدد المواضيع المدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة 197 بندا. فطبق الجمعية ملئ بالمواضيع لكن فعلا هناك بنود من إختصاص الجمعية العامة تبحث في مجلس الأمن، وضرب مثالا على ذلك بوباء الإيبولا. كيف يمكن لداء يهدد العديد من الدول وقد يخرج عن إطار السيطرة وما زال يبحث فقط في مجلس الأمن. «لقد أبلغني العديد من ممثلي الدول أنهم يفضلون لو تمت مناقشة هذا الموضوع في الجمعية العامة لحشد أكبر شراكة للتصدي لهذا الوباء» قال آش. ورغم أن هناك مواضيع يرى المجلس أنها تتعلق بالأمن والسلم الدوليين بمفهومها الموسع لكنها كانت تبحث في الجمعية العامة لأنها تهم كافة الدول كالفقر والتمييز ضد المرأة والأطفال في الصراعات المسلحة.
وحول إصلاح مجلس الأمن أكد أن هناك معضلة حقيقية يجب أن يوجد لها حل وبسرعة. كيف نقنع الدول الخمسة دائمة العضوية بتوسيع المجلس وجلوس دول أخرى إلى جانبهم ولديهم صلاحيات مثل استخدام حق النقض الفيتو؟ هذا من جهة ومن جهة أخرى كيف نقنع بقية الدول أن تتفق على شكل موحد من الإصلاح. المشكلة ليس في القناعة بضرورة الإصلاح ولكن بالاتفاق على وجهة نظر واحدة حول توسيع المجلس ومحاولة إقناع الدول دائمة العضوية بهذا المشروع الواحد الذي يعكس وجهات نظر معظم دول العالم. هناك أفكار عديدة ومقترحات تملأ مجلدين حول الإصلاح. المعضلة في عدم وجود توافق في الآراء حول كيفية إصلاح المجلس.
في 21 حزيران/يونيو الماضي إنتخبت الجمعية العامة الرئيس الجديد للدورة التاسعة والستين سام كوتيسا بترشيح من المجموعة الأفريقية. وستشهد رئاسته حدثين مهمين: بلوغ الأمم المتحدة سن السبعين في 24 حزيران/يونيو2015 وانتهاء مهلة الخمسة عشر عاما لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وقد أشار الرئيس الجديد في كلمة الشكر التي وجهها للمجموعة الدولية إثر انتخابه الى أنه: «ما زال عالمنا يواجه عددا من التحديات ذات الأبعاد والآثار العالمية، من بينها الجوع والفقروالتعليم المتخلف والخدمات الصحية والبطالة وهشاشة البنى التحتية في كثير من الدول النامية ونقص الطاقة وارتفاع أسعارها والتغير المناخي وارتفاع مستوى البحروالصراعات المسلحة وظهور تهديدات للأمن والسلم الدوليين مثل الجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب والقرصنة والاتجار بالبشر. علينا أن نستمر في إتخاذ إجراءات جماعية لمواجهة هذه التحديات وهو ما جعل منظمة الأمم المتحدة قوية وفريدة ولا غنى عنها». وأكد كوتيسا على أن تنفيذ الأجندة الإنمائية لما بعد 2015 ستكون على قمة إهتماماته أثناء رئاسته للدورة التاسعة والستين.
عبد الحميد صيام