لندن ـ «القدس العربي»: بشهادة المتابعين وخبراء كرة القدم، أوفت الجولة قبل الأخيرة لدوري مجموعات أبطال أوروبا بكل الوعود، بعد استمتاع الملايين في كل أرجاء المعمورة بهذا الكم المثير من المعارك الكروية، التي أعادت إلى الأذهان زمن الكأس ذات الأذنين الجميل، وفي رواية أخرى الجولة الأفضل والأكثر إثارة وتشويقا في هذه النسخة، من حيث الغزارة التهديفية والأرقام القياسية، لكن الشيء الأهم، أنها كانت جولة الحسم، التي شهدت وصول ثاني وأكبر الدفع المتأهلة إلى مراحل خروج المغلوب، وأيضا ملامح أصحاب الصدارة والأقرب للذهاب إلى بطولة الدوري الأوروبي، إلا إذا حدثت مفاجأة أو اثنين خارج التوقعات في الجولة الختامية.
ضريبة البلاهة
لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد.. قضى عشاق مانشستر يونايتد ليلة أخرى للنسيان، بعد سقوط الفريق في فخ التعادل أمام مضيفه غالطة سراي التركي بنتيجة 3-3 في مباراة كان يفترض أنها تندرج تحت مسمى في المتناول سواء على الورق أو داخل المستطيل الأخضر، لا سيما بعد البداية النايزكية التي أسفرت عن هدفين في أول ربع ساعة، بهدف سينمائي جديد للأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو وقذيفة صاروخية من القائد برونو فيرنانديز، إلا أن مهندس سقوط الشياطين الحمر هذا الموسم، والحديث عن الحارس الكاميروني الكارثي أندريه أونانا، كان له رأي آخر، بارتكابه جريمة كروية جديدة في تعامله مع تسديدة قائد المنتخب المغربي حكيم زياش، التي تسببت بشكل أو بآخر في تحطيم معنويات لاعبيه، على غرار ما فعله في المباراة الافتتاحية أمام بايرن ميونخ، عندما قهر المشجعين بتصديه المحبط لتسديدة ليروي ساني، التي سهلت مهمة العملاق البافاري لأخذ الأسبقية بأكثر من هدفين، قبل أن يتمكن كاسيميرو من تقليص الفارق في المباراة التي انتهت بفوز زعيم الألمان بنتيجة 4-3 وبالمثل حطم معنويات الجميع في الجزء الأحمر من عاصمة الشمال في مباراة الجولة الثانية أمام نفس المنافس التركي، حين أعطى أصدقاء ماورو إيكاردي قبلة الحياة، بتلك الهفوة الساذجة التي تسببت في طرد زميله البرازيلي كاسيميرو، بالإضافة إلى ركلة الجزاء التي أهدرها زوج عارضة الأزياء والمحامية واندا نارا، ثم بعدها بدقائق قليلة تمكن من تسجيل الانتصار التاريخي بنتيجة 3-2 في أول فوز لفريق تركي على زعيم الإنكليز في عقر داره، منذ أن فعلها بشكتاش في العام 2009 واكتملت هذه الكوارث في افتتاح سهرات الأربعاء الأوروبي، وسط خلاف دائر بين المشجعين حول المسؤول الأول عن الخروج الوشيك من دوري المجموعات، ما بين فئة تُلقي بالجزء الأكبر من اللوم على الحارس الذي كبد الخزينة ما يلامس الـ50 مليون جنيه إسترليني، لإطلاق سراحه من «جوسيبي مياتزا» على أمل أن يخلص النادي من كابوس أخطاء الحارس السابق ديفيد دي خيا، التي كانت مثار سخرية نشطاء عالم «السوشيال ميديا» في المواسم القليلة الماضية، وكذا ليعيد الهيبة والكبرياء لمركز حراسة المرمى في اليونايتد، استنادا إلى عروضه الخيالية مع إنتر الإيطالي الموسم الماضي، التي كانت سببا مباشرا في وصول الأفاعي إلى المباراة النهائية للمرة الأولى منذ موسم الثلاثية التاريخي تحت قيادة جوزيه مورينيو، ولعلنا نتذكر قصائد شعر بيب غوارديولا في الحارس الكاميروني ودوره في ضبط إيقاع وطريقة لعب المدرب سيموني إنزاغي، وذلك بطبيعة الحال لبراعته في التمرير والتعامل مع الكرة في حالات الضغط العالي المتقدم عليه بأكثر من لاعب.
لكن على أرض الواقع، لم تظهر هذه القدرات الرائعة، وبدلا من استعراض مهاراته ورشاقته وإمكاناته كحارس مرمى من المفترض أنه من النخبة، يصر من مباراة لأخرى، على تأكيد مخاوف وقلق المشجعين، أبسطها فشله المستمر في القيام بمهمته الأساسية في إيقاف الكرة من دخول شباكه، خاصة في ليالي دوري الأبطال، التي كانت كارثية بالنسبة لمهندس السقوط، الذي جعل النادي مجبرا على تحقيق الفوز على بايرن ميونخ في الجولة الأخيرة، شريطة ألا تنتهي المباراة الأخرى التي ستجمع غالطة سراي بكوبنهاغن الدنماركي بفوز أحد الفريقين، بعبارة أكثر وضوحا، أضحى اليونايتد بحاجة إلى معجزة لتجنب الخروج المبكر من دوري مجموعات الكأس ذات الأذنين، وربما ما هو أسوأ من ذلك، بانتهاء الموسم الأوروبي، حال فشل المدرب الهولندي إريك تين هاغ ورجاله في رد الهزيمة للعملاق البافاري، حيث سيبقى كما هو في ذيل المجموعة الأولى برصيده الحالي بأربع نقاط، متأخرا بنقطة عن ثاني وثالث المجموعة غالطة سراي وكوبنهاغن على التوالي، وهناك فئة أخرى ترى أن الخلل يكمن في ضعف المشروع الرياضي برمته وغياب النظرة المستقبلية، وهذا يتجلى في ثبات النسخة الباهتة التي طبعت في أذهان عالم كرة القدم عن اليونايتد في عصر ما بعد الأسطورة سير أليكس فيرغسون، كفريق بلا هوية أو شخصية أو حتى أسلوب خاص به، كما هو الانطباع الذي يأتي في ذهنك عزيزي القارئ عندما نتحدث عن ليفربول حقبة يورغن كلوب، أو مانشستر سيتي سواء في عصر الفيلسوف بيب غوارديولا أو أسلافه الذين وضعوا حجر أساس المشرع روبرتو مانشيني ومانويل بيليغريني، يكفي استمرار نفس الأخطاء التي كانت تؤرق لويس فان خال وجوزيه مورينيو وأولي غونار سولشاير وكل من تناوب على المنصب المرموق في «مسرح الأحلام» طيلة العقد المنقضي، بمشاهدة فريق غير متوقع، تارة تكون ضالته في خلق الفرص والهجمات على مرمى الخصوم، وتارة أخرى تتحول إلى هشاشة دفاعية وأخطاء فردية ساذجة سواء من المدافعين أو حراس المرمى، وقبل هذا وذاك، إشكالية عدم انتظام وثبات المستوى دفاعيا وهجوميا لفترات طويلة، ولنا أن نتخيل أن الفريق الأكثر تتويجا بلقب البريميرليغ، اهتزت شباكه 14 مرة في 5 مباريات، كأضعف سجل دفاعي لفريق إنكليزي في نفس عدد المباريات في البطولة الأعرق في القارة العجوز، والشيء العجيب والغريب في نفس الوقت، أنه نفس الفريق الذي تمكن من تسجيل 12 هدفا في نفس المباريات، على بعد 3 أهداف فقط من الثلاثي الأكثر تسجيلا في البطولة آرسنال ومانشستر سيتي وأتلتيكو مدريد، وهذا في حد ذاته، يفسر الحالة الغريبة التي يمر بها المان يونايتد تحت قيادة إريك تين هاغ، لكن ما يهمنا في هذه المجموعة، تلك الأرقام القياسية التي حققها قائد أسود أطلس حكيم زياش، منها على سبيل المثال لا الحصر، تجاوز رقم مروان الشماخ، الذي سجل 8 أهداف في دوري أبطال أوروبا، ومعادلة أهداف زميله في المنتخب حاليا يوسف النصيري، بعد وصول الأخير لهدفه العاشر في دوري الأبطال، في مباراة فريقه إشبيلية ضد آيندهوفن، التي انتهت بفوز الفريق الهولندي بنتيجة 3-2، منهم هدف للمغربي الآخر إسماعيل الصيباري، ما جعلها تبدو وكأنها جولة تألق المغاربة.
صدمة مجموعة الموت
أثبتت لنا كرة القدم مرة أخرى، أنها أحيانا لا تخضع للعقل أو المنطق، بعد ظهور ملامح مجموعة الموت السادسة، التي كان الحديث عنها يدور عن المرشح الأوفر حظا لمرافقة باريس سان جيرمان إلى دور الـ16 ثم فجأة انقلبت الأمور رأسا على عقب، بفضل صحوة بوروسيا دورتموند، التي أسفرت عن جمع العلامة الكاملة في آخر 3 مباريات، بواقع انتصارين على نيوكاسل يونايتد ذهابا وإيابا، ثم إسقاط كبير الطليان على المستوى القاري ميلان، في مباراة الثلاثاء الماضي، التي جمعتهما على ملعب «سان سيرو» وانتهت بفوز تاريخي للضيف الألماني وصل قوامه لثلاثية مقابل هدف، وذلك في نفس الوقت الذي أفلت فيه العملاق الباريسي من هزيمة محققة أمام ضيفه الإنكليزي نيوكاسل يونايتد، في ملحمة كروية ظلت معلقة على نتيجة 1-0 لجيوش المدينة، إلى أن أشار حكم المباراة النهائية لكأس العالم قطر 2022 باحتساب ركلة جزاء لأصحاب «حديقة الأمراء» في آخر لحظات الوقت المحتسب بدل من الضائع، ليسجل منها المتخصص كيليان مبابي هدف التعادل والإبقاء على فرص الفريق في التواجد في قرعة خروج المغلوب منتصف الشهر الجاري، وبإلقاء نظرة سريعة على أسباب تبدل أوضاع المجموعة الحديدية في الأمتار الأخيرة، سنجد أن الفريق الباريسي، تفنن في التفريط في بطاقة التأهل، بعد حصوله على نقطة يتيمة في آخر مباراتين، إثر الهزيمة من ميلان في الجولة الرابعة، ثم السقوط في فخ التعادل أمام جيوش المدينة، في مباراة ربما لو أعيدت مرة أخرى في ظروف أفضل بالنسبة لعملاق الليغ1 لخرج منها بفوز سهل ومريح، ومعه التأهل الرسمي إلى دور الـ16، لكن ما حدث، أن الفريق الفرنسي دفع ضريبة الاستهانة بالخصم، الذي خاض المباراة بغيابات بالجملة في مختلف المراكز، ليستيقظ على كابوس هداف إلكسندر إيساك، الذي جاء بهدية من الحارس جيجي دوناروما، الذي تعامل برعونة مع تسديدة ألميرون السهلة، لترتد منه على طبق من ذهب أمام إيساك المتواجد أمام الشباك، وحدث ذلك بعد مبالغة في الاستعراض من قبل مبابي، كما شاهدناه وهو يتفنن في إضاعة الفرصة السهلة تلو الأخرى، منهم عرضية أرسلها النجم المغربي أشرف حكيمي على بعد قدم من منطقة الست ياردات، لكنه أهدرها بغرابة لإصراره على التسجيل على طريق أسطورة الجزائر رابح ماجر، وغيرها من المحاولات والفرص المؤكدة التي تناوب رجال المدرب لويس إنريكي على إضاعتها أمام الحارس نيك بوب، الذي قدم واحدة من أفضل المباريات في مشواره الاحترافي، إن لم تكن المباراة الأفضل على الإطلاق، ولو أن كل ما سبق، لا يقلل من شجاعة وبسالة فريق جيوش المدينة ومدربه إيدي هاو، الذي أعد لاعبيه بدنيا وذهنيا بطريقة نموذجية للمباراة، يكفي أننا نتحدث عن فريق ظل صامدا بـ11 لاعبا لمدة 90 دقيقة، نظرا لقلة الاختيارات المتاحة للمدرب على مقاعد البدلاء بسبب لعنة الإصابات من جانب والعقوبات من جانب آخر.
في المباراة الأخرى لنفس المجموعة، عاش جمهور ميلان صدمة كبيرة، والأمر لا يتعلق بالهزيمة النكراء أمام أسود الفيستيفاليا بالثلاثة فحسب، بل أيضا للنسخة التي وصفها الكثير من عشاق النادي بـ «الرديئة» التي كان عليها فريق المدرب ستيفانو بيولي، مقارنة بالأمل الذي عاد مرة أخرى للمشجعين بعد الانتصار المعنوي على باريس سان جيرمان بهدفين مقابل هدف في الجولة الماضية، والسبب بالنسبة للكثير من النقاد والمتابعين لوصول الفريق إلى قاع الحضيض الكروي مع المدرب الحالي، باعتباره المسؤول الأول عن انتكاسات الروسونيري الأخيرة سواء على مستوى جنة كرة القدم أو الكأس ذات الأذنين، متمثلة في معاناة الفريق الواضحة في عدة جوانب، منها على سبيل المثال، ما يؤرق عشاق مانشستر يونايتد، عدم وجود طريقة أو إستراتيجية لعب معروفة، بعبارة أخرى صراحة، الفريق يظهر بصورة مأساوية ومريبة داخل المستطيل الأخضر، حتى أن البعض يشعر وكأن كرة القدم لعبة معقدة ومستحيلة عند مشاهد ميلان يحاول الوصول لمرمى المنافسين، حتى الفرص التي تأتي عادة بعد حالة من العناء والشقاء -خاصة عندما يغيب رافائيل لياو-، لا يتم استغلاله بشكل جيد، والدليل على ذلك، ما حدث في بداية موقعة البوروسيا، عندما جاءت فرصة ذهبية للفريق لأخذ الأسبقية من علامة الجزاء، بيد أن العجوز الفرنسي أوليفييه جيرو، كاد يتسبب في حالات إغماء جماعي في مدرجات «سان سيرو» وخلف الشاشات، بتلك التسديدة التي تفوق مصطلح سيئة في عالم كرة القدم، وما زاد الطين بلة في المباراة، قرار المدرب بالاستعانة بلاعب الوسط برادو كرونيتش ليحل محل المدافع مالك ثياو، بعد الإصابة التي أجبرت الأخير على ترك المباراة مع بداية الشوط الثاني، وذلك في الوقت الذي كان بإمكان المدرب الدفه بالظهير الجوكر فلورينزي، لحل معضلة خروج ثياو، التي جاءت بنتائج كارثية بسبب قرار المدرب بالاعتماد على لاعب وسط في مركز محور قلب الدفاع، ما تسبب بشكل أو بآخر في ارتفاع حملات الهجوم على بيولي هذه المرة، عكس ما كان يحدث في الليالي المروعة الماضية، اقتناعا بسردية المدرب، بأن الفريق يعاني الأمرين من تفشي فيروس الإصابة في غرفة خلع الملابس، بإجمالي 26 انتكاسة منذ بداية الموسم، منهم 9 لاعبين غير متاحين في الوقت الراهن، ويُضاف إلى ما سبق، التراجع المريب في مستوى الحاري ماينان، الذي رسم لنفسه الموسمين الماضيين صورة الحارس المنقذ للفريق في الأوقات الصعبة، لكن في ليلة السقوط أمام أسود الفيستيفاليا، واصل عروضه الكارثية في الآونة الأخيرة، باستقبال ثلاثة أهداف، منهما الثاني والثالث كان بمقدوره إنقاذهما، إذا كان في نصف حالته ومستواه الموسم الماضي، ما تسبب في عودة ميلان إلى نقطة الصفر، أو النسخة الخجولة التي كان عليها في بداية حقبة بيولي، بدليل تبخر فرصه في تكرار إنجاز الموسم الماضي بالوصول إلى الدور نصف النهائي، بعدما أصبح مصيره بيد الآخرين، بمعنى آخر، أنه بات مطالبا بالعودة من «سان جيمس بارك» بالثلاث نقاط في الجولة الأخيرة، وفي نفس الوقت، لا يخرج باريس سان جيرمان بأي نتيجة إيجابية من «سيغنال أيدونا بارك».
الريمونتادا والأرقام القياسية
يبقى العنوان الأبرز لهذه الجولة المثيرة أنها «جولة الريمونتادا» التي بدأت مساء الثلاثاء بالسيناريو الهيتشكوكي لمباراة مانشستر سيتي ضد لايبزيغ التي جرت على ملعب «الاتحاد» وانتهى شوطها الأول بتقدم الضيف الألماني بثنائية نظيفة من توقيع لويس أوبيندا، وسط دهشة وذهول كل من كان يشاهد المباراة في البحث الحي، نظرا لعدم توافق النتيجة مع أحداث المباراة، وتجلى ذلك في نجاح ممثل البوندسليغا في خطف هدفين من محاولتين، أمام غارات باللون السماوي لم تسفر أي واحدة منها على هدف، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب في الشوط الثاني، بريمونتادا أقل ما يُقال عنها مثيرة، بدأت بتقليص النتيجة عن طريق القناص الاسكندينافي إيرلينغ هالاند، ثم بإدراك فيل فودين هدف التعديل، وتبعه بطل العالم جوليان ألفاريز بالضربة الثالثة القاضية قبل دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي للمباراة، بسيناريو مشابه لعودة وصيف النسخة الماضية إنتر أمام مضيفه بنفيكا، في سهرة الأربعاء التي جمعتهما على ملعب «النور» وانتهى شوطها الأول بتقدم أصحاب الأرض بهاتريك جواو ماريو، على طريقة هاتريك غاريث بيل الشهير في شباك الأفاعي عندما كان لاعبا في صفوف توتنهام، وفي الشوط الثاني عاد النيراتزوري من الباب الكبير، بعودة سريعة في النتيجة بثنائية ماركو أرناتوفيتش ودافيد فراتسي، قبل حتى أن يتدخل المدرب إنزاغي بالتغييرات لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، وهو ما حدث في الربع ساعة الأخيرة، التي شهدت هدف التعادل والريمونتادا المثيرة عن طريق أليكسيس سانشيز من علامة الجزاء، واللافت أو القاسم المشترك بين عودة السيتي وإنتر، أن كلاهما ضمن التأهل قبل ضربة بداية هذه الجولة، بوقوف المان سيتي في صدارة مجموعته بالعلامة الكاملة، وفي الناحية الأخرى يصارع إنتر مع ريال سوسييداد لتحديد هوية المتصدر وصاحب المركز الثاني، في ما تخلص أخيرا برشلونة ومدربه تشافي هيرنانديز من لعنة الخروج المبكر من دوري مجموعات أبطال أوروبا آخر نسختين، وحدث ذلك بعد انتصار وُصف بالقبيح كرويا على حساب بورتو البرتغالي بنتيجة 2-1 في مباراة شهدت تأخر الفريق الكاتالوني بهدف مبكر، لكن من حسن الحظ تم إلغاؤه من قبل حكم الفار بداعي التسلل، وبعدها أكد الفريق البرتغالي تفوقه بأخذ هدف الأسبقية، إلى أن قرر ابن البرتغال جواو كانسيلو، أن يسحب البساط من تحت أقدام الجميع، بتلك اللوحة الإبداعية التي جاء منها هدف التعادل، ثم بعمله الرائع مع مواطنه جواو فيليكس في لقطة الهدف الثاني، ليؤمن البرسا بطاقة الصعود إلى مراحل خروج المغلوب بغض النظر عن نتيجة مباراته في الجولة الأخيرة أمام رويال أنتويرب البلجيكي، وذلك بوصوله للنقطة الـ12 بفارق 3 نقاط عن بورتو وشاختار.
وبالنسبة للغريم التقليدي ريال مدريد، فكالعادة كشر عن أنيابه بالطريقة المعروفة عنه في بطولته المفضلة، مضيفا نابولي إلى قائمة ضحاياه في دوري المجموعات، بانتصار سهل واقتصادي وصل قوامه لرباعية مقابل اثنين، رغم تقدم ممثل الجنوب الإيطالي في النتيجة في بداية المباراة ونجاحه في فرض نتيجة التعادل بهدفين لمثلهما مع بداية الشوط الثاني، والمثير للإعجاب، أن فريق المدرب كارلو أنشيلوتي، يظهر بهذه الشخصية والحدة، في غياب أسماء رنانة في التشكيل الأساسي، أبرزهم الساحر البرازيلي فينيسوس جونيور، إلى جانب افتقار الفريق لرأس حربة -رقم 9- من الطراز العالمي، لكن يُحسب للميستر كارليتو، نجاحه في توظيف العناصر المتاحة لخدمة المنظومة الجماعية، مثل الاستفادة من العالمي والمرشح بقوة للظفر بجائزة البالون دور غود بيلينغهام، في مركز المهاجم الصريح في لحظات سرحان المنافسين، بالطريقة التي سجل بها هدفه السينمائي بالرأس أمام نابولي، إلى جانب تطويع مهارة الساحر البرازيلي الآخر رودريغو غوس، الذي دبت فيه الحياة مرة أخرى بعد توظيفه في مركز الجناح الأيسر لتعويض غياب رفيقه فينيسيوس جونيور، ليزين سجله الذهبي في آخر 7 مباريات في مختلف المسابقات، بالمشاركة في 11 هدفا، منهم 7 من توقيعه بالإضافة إلى 4 تمريرات حاسمة، وبالمثل واصل الملك بيلينغهام أرقامه القياسية الأسطورية، كأول لاعب في تاريخ الميريغي يسجل في مبارياته الأوروبية الأربع الأولى، ورابع لاعب في التاريخ يصل لهدفه العاشر في دوري الأبطال قبل أن يحتفل بعيد ميلاده الـ21 كما خرج آرسنال بحصيلة لا بأس بها من الأرقام القياسية بفضل انتصاره الكاسح على لانس بسداسية لا هوادة، منها أنه أصبح أول فريق في تاريخ دوري الأبطال الذي يتمكن من تسجيل 5 أهداف بأقدام 5 لاعبين مختلفين، وخالية من الأهداف العكسية، والفريق الإنكليزي الأسرع تسجيلا لـ4 أهداف في نفس البطولة، بفضل الرباعية التي جاءت في أول 27 دقيقة، وأول ممثل للبريميرليغ ينهي الشوط الأول متقدما بخماسية نظيفة، وفي مباراة إشبيلية وآيندهوفن، كان المخضرم سيرخيو راموس على موعد مع تسجيل الهدف رقم 10 آلاف في تاريخ البطولة، وهو نفس الهدف الذي جعله رابع أكبر لاعب يسجل هدفا في الأبطال بعمر 37 عاما و244 يوما، والمدافع الأكثر تسجيلا في البطولة برصيد 16هدفا، جنبا إلى جنب مع روبرتو كارلوس وجيرار بيكيه، ولا ننسى أن زياش بات ثالث لاعب يسجل هدفين من ركلة حرة مباشرة في مباراة بدوري أبطال أوروبا، بعد كريستيانو رونالدو ضد زيوريخ في أيلول/سبتمبر 2009 ونيمار ضد النجم الأحمر في تشرين الأول/اكتوبر 2018.