دوري نجوم قطر يستقطب نجوم منتخب الجزائر

نورالدين قلالة
حجم الخط
0

الدوحة – القدس العربي: من جديد..يعود دوري نجوم قطر إلى استقطاب اللاعبين العرب المتميزين، وخاصة الجزائريين منهم، الذين يبدو أنهم يلجأون إلى اختيار الدوري القطري بعد كل تألق في المنافسات الدولية، حدث ذلك بعد كأس العام 2010و2014، ويحدث حاليا بعد فوز المنتخب الجزائري بكأس أمم إفريقيا 2019. فماهي الأسباب والدوافع التي تقف وراء هذه الخيارات، وهل هي في مصلحة المنتخب الجزائري أم في مصلحة الدوري القطري، أم تصب في مصلحة الطرفين؟

“القدس العربي” حملت هذه الأسئلة وغيرها لطرحها على جملة من رجالات الإعلام الرياضي من صحفيين ومحللين وخبراء في كرة القدم، كما استطلعت آراء بعض قدماء اللاعبين الجزائريين خاصة الذين مروا بالدوري القطري. وأجمع معظم هؤلاء أن الاستقطاب الذي يشهده دوري نجوم قطر للاعبين الجزئريين خاصة الدوليين منهم، له عدة أسباب ودوافع مختلفة: رياضية ومادية وعائلية وحتى ثقافية. وقال آخرون أن الاستقطاب أصبح متبادلا لأنه أمر عادي وطبيعي ويخدم الطرفين، اللاعبين الجزائريين ودوري قطر على حد سواء، فيما قال لاعبون دوليون التحقوا مؤخرا بالدوري القطري أن قراراهم ليس مغامرة وإنما تجربة تستحق أن يعيشها أي لاعب، نظرا للمستوى الذي بلغه الدوري القطري الذي لا يعوزه إلا شيئا واحدا فقط هو قلة الجماهير.

سفيان هني: ليست مغامرة

وفي هذا الشأن قال الدولي الجزائري سفيان هني الذي وقع عقدا مع نادي الغرافة القطري قادما من سبارتاك موسكو :”الانضمام لنادي الغرافة بالنسبة لي التعاقد ليس مغامرة وإنما تحد جديد في مسيرتي الرياضية وأعرف أن الغرافة يضم مجموعة من اللاعبين على مستوى عال ولدي ثقة كبيرة في المجموعة وأسعى دائما للفوز بالألقاب”.وأضاف هني، الذي لم يكن ضمن تعداد منتخب الجزائر في كأس إفريقيا الأخيرة،”الوصول إلى القمة والفوز بكأس أمم إفريقيا يؤكد على أن اللاعبين الجزائريين على مستوى عال ويجعل هذا كل الأندية في قطر وفي غير قطر تتجه نحوهم للتعاقد معهم”.

براهيمي يراوغ الجميع

وراوغ ياسين براهيمي، لاعب بورتو البرتغالي،الجميع وهو يوقع رسميا بناديه مع الريان القطري لثلاث سنوات، وهو الذي كان مطلوبا في عدة أندية على غرار روما وميلان الإيطاليين ومرسيليا وموناكو الفرنسيين وإيفرتون وأرسنال الإنجليزيين. ولم يعتمد مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي على براهيمي كثيرا في البطولة الأفريقية الأخيرة نظرا لتألق لاعب إمبولي الإيطالي إسماعيل بن ناصر.

وهناك حديث عن قرب التحاق عدة لاعبين جزائريين آخرين بالدوري القطري، في صورة إسلام سليماني لاعب ليستر سيتي الإنجليزي المعار إلى فنربخشه التركي وجمال بلعمري لاعب الشباب السعودي ويوسف بلايلي لاعب الترجي التونسي وياسين بن زية لاعب ليل الفرنسي المعار إلى فنربخشه التركي، وعدلان قديورة لاعب نوتنيغهام فوريست الإنجليزي.

وكان تقرير نشره موقع “دي زاد فوت” الجزائري، قد ذكر بأن بلايلي سيغادر البطولة التونسية نحو دوري نجوم قطر هذا الصيف، لكن اللاعب وبعد تردد أنباء عن التحاقه بالأهلي المصري، صرح لقناة مصرية بعد الفوز بكأس إفريقيا في القاهرة، أنه لن يغادل الترجي التونسي إلا إلى فريق أوروبي.

حفيظ دراجي: الإستقطاب متبادل

ويقول الإعلامي والمعلق الرياضي في “بي إن سبورت”حفيظ دراجي لـ”القدس العربي أن “استقطاب اللاعبين الجزائريين في الدوري القطري ليس جديدا بل يعود إلى عقود مضت، حيث لعب لهذا الدوري الأخضر بلومي وجمال بلماضي ثم توالى اللاعبون بعد ذلك بمجيء نذير بلحاج ومجيد بوقرة وكريم زياني”.ويصف دراجي هذا الاستقطاب بأنه “متبادل” ويقول أن “اللاعبين الجزائريين يدركون أنهم يلعبون في دوري متميز ووسط ظروف اجتماعية ممتازة وحياة طيبة كريمة ورواتب وامتيازات جيدة أيضا”. ويضيف أنه “بحكم أن الدوري القطري أصبح واحدا من أفضل الدوريات العربية فقد أصبح يستقطب لاعبين مميزين وبات يلعب فيه نجوم عالميين كثر، فالدوري الذي يلعب فيه تشافي هيرنانديز نجم برشلونة السابق هو ليس أي دوري، وبالتالي فإن اللاعبين الجزائريين سواء الشباب أو ذوي الخبرة ليسوا أقل شأنا من تشافي أو هؤلاء النجوم”. بالنسبة لحفيظ دراجي “هذا الاستقطاب أمر عادي وطبيعي جدا يخدم اللاعبين الجزائريين ويخدم دوري نجوم قطر في إطار المصلحة المتبادلة”.

رفيق وحيد:عروض لا تُقاوَم لنوادي احترافية

أما بالنسبة لرفيق وحيد، الناقد والمحلل الرياضي الجزائري، فإن مسألة “اختيار نجوم المنتخب الجزائري للدوري القطري تعود لأسباب مختلفة، أهمها حرص النوادي القطرية على استقدام نجوم الكرة العالمية، بينهم نجوم المنتخبات العربية، بغرض رفع المستوى ما يعني تقديم عروض جدية”. ويضيف رفيق وحيد لـ”القدس العربي” أن “الحديث عن العرض الجدي، يتعلق أساسا بالشق المالي، فعروض النوادي القطرية لا تُقاوَم من حيث الجانب المالي، يضاف إلى ذلك أيضا، احترافية النوادي القطرية وتنظيمها بشكل جيد يضمن للاّعب العمل، رياضيا، بنفس معايير البطولات الأوروبية، خاصة من حيث المتابعة الطبية للاّعبين، بوجود أحد أكبر المؤسسات الإستشفائية بقطر كمركز “سبيتار”.

ويعتقد رفيق من حيث تأثير ذلك على منتخب الجزائر بأن “ثمة إمكانية في تراجع أداء أي لاعب، لاختلاف طبيعة المنافسة في الدوري القطري عما هو حاصل في الدوريات الأوروبية”، مشيرا في ذات الوقت أنه “حتى الدوري الجزائري لا يقدّم لاعبين، من مستوى عال، إلى المنتخب، لكونه أقل قوة وفاقد لمعايير البطولات الأوروبية ذات المستوى العالي”. ويستدل رفيق وحيد بقلب هجوم المنتخب الجزائري بغداد بونجاح قائلا أنه “حطّم كل الأرقام الموسم المنصرم، على مستوى الدوري القطري ورابطة أبطال آسيا مع نادي السد القطري، وحين اصطدم بمستوى أعلى في كأس الأمم الإفريقية، ظهر أقل قوة وأقل فعالية بل وأقل ثقة بالنفس”.

عبد الناصر البار: الدوري القطري ليس ضعيفا

من جهته يرى عبد الناصر البار، الصحفي الرياضي ومحلل قناة “بي إن سبورت” أن الأمر متوقع للاعبين خاضوا تجارب احترافية لسنوات في أوروبا، ويقول “هم لاعبين نوعا ما متقدمين في السن ..يعني تفكيرهم يكون منصب على الجانب المادي وانهاء مسيرتهم بشكل أفضل”، ويضيف “يجب أن لا ننسى أن الدوري القطري والدوريات الخليجية عموما ليست بذلك الضعف الذي يصوره البعض..نعم قد تكون دوريات تغيب عنها الجماهير ولكن كمستوى لا بأس به، كما لا ننسى طبيعة المدربين المتواجدين في الدوريات الخليجية كلها أسماء كبيرة ويمكن للاعبين الاستفادة منها”، مشيرا بقوله “الدليل أن معظم اللاعبين الذي تألقوا في كأس افريقيا ينشطون في الدوريات الخليجية مثلا الدوري السعودي وحده قدم تقريبا 17لاعبا في بطولة كاس افريقيا”.

شبوب بوطالب: اختيار لدواع تسويقية وثقافية

أما بالنسبة لشبوب بوطالب، الصحفي الرياضي في “بي إن سبورت” فمن الطبيعي أن تبحث أندية الدوري القطري عن العصافير النادرة من أجل زيادة تنافسيتها وتحسين فرصها في المنافسات المحلية والإقليمية”. مضيفا أن “وجود هؤلاء اللاعبين وغيرهم من افريقيا واوروبا يرفع جودة الدوري حتما ويتيح للاعبين المحليين فرص العمل مع زملاء ذوي رصيد مهني ثري”.

ويؤكد بوطالب أن مسألة “اختيار الجزائريين لقطر أو غيرها من الدول يخضع لعدة عوامل تسويقية وثقافية وهذا أمر مفهوم في سياق المحيط الرياضي العالمي الذي يكرّس بما يسمى (صناعة الرياضة) بما يتبعه ذلك من معطيات تفرض حضورها في مثل هذه المجالات”.

هذا وأرجع لاعبون دوليون جزائريون سابقون سبب هجرة اللاعبين باتجاه الدوريات الخليجية وخاصة الدوري القطري والسعودي إلى ضعف مستواهم وهو سبب هروبهم من المستوى الأوروبي العالي. فيما اعترف آخرون أنهم لو عادوا إلى ميادين كرة القدم لاختاروا الدوريات الخليجية. فقد اعترف الدولي الجزائري السابق عرفات مزوار انه لو عاد إلى ميادين كرة القدم لاختار الدوريات الخليجية على الدوري الجزائري وحتى البريمرليغ او الكالتشيو وحتى الليغا الاسبانية وهذا لبناء مستقبله، لان عمر الرياضي قصير جدا ولا يتعدى 35 سنة.

عبد العالي إيريدير:الدوري القطري أنجب الهداف العالمي بونجاح

إلا أن عبد العالي إيريدير، المدرب المساعد السابق لمنتخب قطر،أشاد بالدوري القطري الذي أنجب الهداف العالمي بغداد بونجاح الذي تفوق على ميسي ورونالدو. مشيرا أن ذلك “لم يأتي من فراغ إنما بالعمل وما توفر له من إمكانيات سمحت له بتطوير أدائه الفني والبدني التكتيكي”. فيما تأسف الوناس قواوي الحارس السابق للخضر لعدم تحقيق أمنيته المتمثلة في اللعب لأحد الأندية القطرية أو الخليجية وذلك بسبب القوانين السابقة التي كانت تشترط على الحارس حمل الجنسية القطرية نظير اللعب في الدوري”.

فيما يرى أسطورة كرة القدم الجزائرية لخضر بلومي أن “الوجهة الخليجية لن تفيد الخضر”، معتبرا أن “اللاعبين الجزائريين وغير الجزائريين يهاجرون إلى الدوريات الخليجية من أجل المال وليس من أجل التألق والبروز خاصة إذا كانوا متقدمين في السن في آخر حياتهم الرياضية”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية