من مآسينا وأزماتنا وآلامنا أن تُختصر طموحات شعب وآمال أمة في شخص.. الفرد المُلهم والرئيس المُخَلص ننام ونصحو على ذكره وسرعان ما يتحول إلى فرعون زمانه يأمر بأمره.. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. إنهم يسوٍّقون وطنا في شخص إن مضى أصبحت المؤسسات عارية والهيئات خاوية والمسيرة تائهة.. فيرهنون حاضر الأجيال ومستقبلها وحلمها في استلام المشعل وتجديد الدماء.. هكذا يُنسج المجد الزائف ويُؤله الملوك الظَلمة ويُصنع الحاكم المستبد والطاغية المؤبد في الحكم إلى أن يأتيه ملك الموت. مهما يكن إنجاز الأشخاص وفردانيتهم وتميزهم وعبقريتهم وكاريزماهم فإن الأوطان ومصلحتها أولى وأسمى.. فالوطن يعلو ولا يُعلى عليه.. فوق الرؤس والرؤساء.. كم من قيادات ملأت السمع والبصر لكنها ذهبت وبقي الوطن شامخا مغززا في قلوب أبنائه.. عزته واستقلاله وكرامته وحدها من يلتف حولها الناس ويهتف وينشد لها الأطفال في مدارسهم والطلاب في جامعاتهم.. فلتمتد الايادي لمسح هذا العار وهذه المذلة لنبن وطنا لا يزول بزوال الرجال! قنيفي اليزيد – الجزائر [email protected]