الرياض- أ ف ب- اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي الاربعاء أن انتقادات المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في إيران آية الله علي خامنئي للسعودية على خلفية ادارتها للحج، تعد “تحريضا مكشوف الاهداف” يسبق بدء الشعائر هذا الاسبوع.
وكان خامنئي دعا المسلمين للتفكير في “حل” لادارة الحج، موجها انتقادات حادة للسعودية على خلفية حادث التدافع الذي شهدته مناسك العام الماضي واودى بزهاء 2300 شخص بينهم 464 ايرانيا.
وقال الامين العام للمجلس عبداللطيف الزياني في بيان الأربعاء، إن دول المجلس “تعتبر ما ورد في بيان المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية الاسلامية بشأن الحج تحريضا مكشوف الاهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الاسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الاسلامية في هذه الايام المباركة على ارض الحرمين الشريفين”.
ورأى أن تصريحات خامنئي “اتهامات باطلة ومشينة”.
وكانت انتقادات المرشد الاعلى من الاكثر حدة يوجهها مسؤول ايراني للسعودية خلال الاشهر الماضية. وارتفع منسوب التوتر بين الخصمين الاقليميين بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وبلغ حد قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع ايران في كانون الثاني/ يناير.
وقال خامنئي في بيانه الاثنين انه “على العالم الاسلامي سواء الحكومات او الشعوب المسلمة ان يعرف حكام السعودية ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتاكة غير المؤمنة التابعة المادية”، مضيفا “على المسلمين ان يفكروا تفكيرا جادا بحل لادارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوكهم الظالم ضد ضيوف الرحمن”.
وانتقد عدم اعتذار السعودية عن حادث التدافع وعدم تشكيل “هيئة تقصي حقائق دولية اسلامية”، متهما مسؤوليها بـ “التقصير”.
وشدد الزياني على رفض دول المجلس “الحملة الاعلامية الظالمة والتصريحات المتوالية لكبار المسؤولين الايرانيين” تجاه المملكة، معتبرا انها تتنافى تماما مع قيم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف”، وتتضمن “عبارات غير لائقة واوصاف مسيئة لا ينبغي ان تصدر من قلب او لسان اي مسلم، فضلا عن زعيم دولة اسلامية”.
وكان المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ اعتبر ان ما ادلى به خامنئي “امر غير مستغرب”، مضيفا “يجب أن نفهم ان هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة”، وذلك وفق ما نقلت عنه صحيفة “مكة” السعودية في عددها الصادر الثلاثاء.
وادى حادث التدافع الاسوأ في تاريخ الحج في 24 ايلول/ سبتمبر الماضي، الى مقتل 2297 شخصا، بحسب احصاءات الدول التي فقدت رعاياها. وشكل الايرانيون النسبة الاكبر من هؤلاء.
ولن يشارك الايرانيون في شعائر الحج هذه السنة، وذلك في ظل فشل طهران والرياض في التوصل الى تفاهمات حول مشاركتهم. ورأت السعودية ان شروط ايران “تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى وتعرض أمن الحج والحجاج بما فيهم الحجاج الإيرانيين للخطر”، مرحبة بمشاركتهم في حال قدموا من دول اخرى.