البيان الذي نشرته وزارة الخارجية، الذي تعترف بموجبه تعترف إسرائيل بسيادة أوكرانيا ووحدتها الإقليمية، ولم تعترف بنتائج الاستفتاءات الشعبية في الأقاليم الشرقية لأوكرانيا”، هو اعتراف مبارك بما كان ينبغي أن يكون أمراً مسلماً به. فمحاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نزع أراض إضافية من الأراضي السياسية لأوكرانيا في أقاليم دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون بالاحتلال العسكري وبإجراء استفتاءات شعبية زائفة (أجريت هذا الأسبوع)، هي محاولة جديرة بالتنديد.
يبرز التصريح الإسرائيلي على خلفية قلة التنديدات الرسمية منذ اجتاحت روسيا أوكرانيا قبل ثمانية أشهر. وهو إصلاح ما في رفض إسرائيل الانضمام إلى شجب الدول الغربية لضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا في 2014. ولا يزال يعد هذا أقل مما ينبغي ومتأخراً أكثر مما ينبغي. كما أن البيان الهزيل لم يذكر حتى روسيا باسمها على الإطلاق.
إن تخوف إسرائيل المتواصل من تنديد صريح بأفعال روسيا والوقوف الواضح إلى جانب أوكرانيا يعد غريباً حتى أكثر في ضوء الضعف الروسي المتواصل سواء في حربها، التي انسحبت فيها في الأسابيع الأخيرة من معظم الجبهات أم على المستوى الدبلوماسي. لقد فشل بوتين في محاولته نيل التأييد حتى من حلفاء روسيا، مثل الصين، في القمة الأخيرة في سمرقند.
كما أن ردود الفعل الباردة من جانب الصين والهند وتركيا على نتائج الاستفتاءات الشعبية المفبركة تشير إلى تغيير ميل في موقفها من زعرنة بوتين. “الأسرة الدولية لن تعترف بحقيقة ناجزة وغير شرعية كهذه… نكرر تأييدنا للوحدة الإقليمية والاستقلال والسيادة لأوكرانيا”، أعلنت تركيا.
كما أن المعاذير الثابتة لزعماء إسرائيل عن الوجود الروسي في سوريا والحاجة إلى الدفاع عن الجالية اليهودية في روسيا، فقدت من قوتها، فالوضع الصعب لروسيا في الجبهة الأوكرانية دفعها إلى تخفيف حجم قواتها، المقلصة على أي حال، في سوريا، وإن ثورة أقليات عرقية في روسيا ضد إجراءات التجنيد التي اتخذها الكرملين تجتذب كامل اهتمام الحكم.
إن رفض إسرائيل المتواصل لمساعدة أوكرانيا، التي تقاتل في سبيل استقلالها، هو وصمة عار أخلاقية لن تمحوها الموافقة على استيعاب 20 جندياً أوكرانياً جريحاً للمعالجة في مستشفيات إسرائيلية.
رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، مؤيد واضح لإسرائيل، تصدى لهذا في مقابلة صحافية الأسبوع الماضي حين قال: “أنا مصدوم، لم أفهم ما حصل لإسرائيل. إسرائيل لم تزودنا بشيء. لا شيء. صفر”. وهو محق.
بقلم: أسرة التحرير
هآرتس 29/9/2022
طبعا فزبانية دويلة الصهاينة الملاعنة في فلسطين المحتلة هم أنفسهم من يحتلون أوكرانيا منذ قرون