أحيانا يحدث
أن أتلقى دعوة إلى ردهة
ولا أعلم هل يديدون مني أن أكون كلبة
أو خادمة
لكن أشعر بالأمان
إذا كان الجلاد بجواري
وهناك أقابل زرافة أخرى من الناس
وأرى بيئة صالحة لليعاسيب
أو شخصيات من سينيكا٭ ٭
و لديهم اطلاع حول
طول حياتنا القصيرة
وها هم يطيرون بأجنحة رقيقة
فوق المياه
و يلمعون
وفكوكهم تتحرك
تحت الزجاج المكبر للصور
وأراهم جائعين وفي عزلة موحشة
وأعبر منهم
ورأسي مرفوع في الأعالي
وأنا أتكئ على حظي
وربما أنا وحدي
من رأى رجل الظلام عاريا
وهكذا انتابني الحنين لرائحة اللحم غير المطبوخ مع أنها نتنة
وفظيعة
فهي مخبأة دائما في طيات
معطفه
وأحن للندرة
وأحن للمعتدين على الدجاج
الذين علموني كل شيء
عن الثقة بالمسافات الطويلة
وأحن لضياء القمر اللعين
الذي ينمو فوق الجدران
ويجعل جلودنا مثل حليب بلا قشدة
ويجمدنا كيفما اتفق
تحت جنح الليل المظلم
مع تقديرنا للمترجم صالح الرزوق؛ فلا شعر إلا شعر العرب؛ من المتنبي إلى غياث المرزوق.
يقولون إن ترجمة الشعر تُفقد الكثير من رونقه ووقعه في اللغة الأصل – وهم محقون في هذا ولا ريب؛
غير أني وضعت كل هذا جانبا وحاولت أن أستسيغ فحواء المعاني وانسجام الصور في هذا النص المترجَم فلم أُفلح في هذا للأسف – ومع الاحترام لكل من الشاعرة إنغيلا سترانْبيرغ والمترجِم صالح الرزوق
وأكاد ها هنا أن أتفق كليا وبيقين كلي كذلك مع ما قاله الأخ جمال البدري
حتى العظيم يصغر في اللمح الصغير: لوكيوس سينيكا لم يكن فقط كاتبا هكذا بالحاف، بل كان فيلسوفا رواقيا وخطيبا سياسيا وكاتبا مسرحيا (كما يوحي التلميح إليه في النص) –
ولمن يهمه الأمر: لعبت شخصية “هرقل” دورا رئيسيا في فلسفة ومسرح سينيكا، وأُثبت تاريخيا أن هرقل الروماني (واليوناني) متحدّر من مَلْقَرْت الفينيقي إذ أقيمت طقوس عبادته على الساحل السوري منذ الألف الثاني قبل الميلاد. وهو أصلا بطل ملكي افتدى شعبه على المحرقة فارتقى بهذا إلى مصاف التأليه – فكانت الشخصية في أدبيات سينيكا إذن مثلا أعلى يُحتذى به للتغلب على الانفعال بواسطة العقل، ومن ثم للارتقاء إلى مرهصة الحكيم الرواقي الذي يحقق “سعادته” عن طريق الاعتدال التام بين إدراكات العاطفة واستدراكات العقل !!
تحية تقدير للأخوات ليلى وداد فاعل خيرعلى الإسهام التنويري
تحية للجميع والشكر موصول أيضا للأخ فاعل خير على المساهمة اللافتة،
مما تعلمته على السليقة من أستاذي الشاعر غياث المرزوق (الذي أشرف على أطروحتي للدكتوراه في ترجمة الشعر العالمي، رغم أنها ليست من اختصاصه الأكاديمي) أن ترجمة الشعر هي أصعب أنواع الترجمة على الإطلاق حتى أنه من الخطأ إطلاق مصطلح “الترجمة” في السياق. وتكمن الصعوبة في تلك الدقة المثلى في اختيار المفردات الأقرب تدليلا، حتى لو كانت المفردة المعنية أداة أو حرفا، فمثلا بدءا من العنوان، ثمة فارق دلالي كبير بين “دون عنوان” وبين “بلا عنوان” على أن الأخير هو المعني كما يوحي فحوى النص !!؟
تحية تقدير للأخوات ليلى ووداد وفاعل خير على الإسهام التنويري الحقيقي فعلا وليس مجرد توزيع مدائح لأسباب شخصية مغرضة كما يفعل بعض الانتهازيين اليائسين
شكرا صالح الرزوق على هذا الاختيار للشاعرة أنجيلا..قصيدة عبقرية.
رحمك الله أيها المتنبي، ما ثَمَّ شيءٌ لم يطرأْهُ قصيدُكَ المداهِمُ:
عَلى قَـدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ / وَتَـــــأتي عَلى قَـــــدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها / وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
شكرا للأخوات إنغيلا وليلى ووداد
شكرا للإخوة صالح وجمال وفاعل خير
كما قال العديد من الحكماء الذين ازدهروا بعد الحدث التاريخي الشهير بين علي ومعاوية، ليس ثمة من هو أشد نفاقا وغابية ممن يستحوذ عليه كليا مبدأ الغاب، “ليس حبا بعلي بل كرها بمعاوية” !!
أخي عبد الله العقبة: لكلّ قاريء ذوقه وحقّ ابداء الرأي باحترام…أين العبقريّة في هذه القصيدة؟ أنا جئت باسمين في
تعليقي الشاعر الكبيرالمتنبيّ؛ اسمع له هذا البيت: { إنْ كانَ قَدْ مَلَكَ القُلُوبَ فإنّهُ*******مَلَكَ الزّمَانَ بأرْضِهِ وَسَمائِهِ }.
وذكرت اسم الشاعرالشاميّ المعاصر غيّاث المرزوق؛ فاسمع لهذا المقطع ذي الإيقاع كأنّه يبثّ في الرميم نبض الحياة:
{ قَالَتْ لَهُ: إِنْ تَرَاءَتْ لَكَ الدُّنْيَا أَشَدَّ حُلْكَةً؛ آنَ المِحَنْ، فَأَشْعِلْ مَا بِجَعْبَةِ أَمْسِكَ مِنْ شُمُوعٍ؛ لِكَيْمَا تُضِيئَهَا؛ ٱلْآنَ إِذَنْ }؟
قارن بين النصوص…لترى الفرق بالجرس؛ سترى الفائز في المضمار؛ أيّ فرس؟ لندع كلّ شيء ونتعامل فقط مع النصّ.
الأخ جمال البدري تحية طيبة –
كلامك صحيح في كل ما تقوله حقا وإنصافا عن إبداع الشاعر السوري المتميّز غياث المرزوق
الأخ جساس تحية لك وللأخ جمال
أنا بالأول اختصاصي الموسيقى الكلاسيكية في القرن التاسع عشر، ومن قراءاتي للأدب العربي توطّد حبي للشعر العربي الذي يسحر الأذن الموسيقية الرهيفة بموسيقى كَلِمية داخلية ليس لها إلا أن تهز كيان المتلقية من مثيلاتي قبل كل شيء فتجعلها تعيد النظر والتساؤل في كل شيء.. والحق هنا يجب أن يُقال: لا أجد هذا السحر الموسيقي بشكل خاص إلا في شعر المتنبي والكثير من شعر محمود درويش وكل ما كتبه لحد الآن الشاعر السوري غياث المرزوق وهو المتفرّد بشعر عميق لم يسبق له مثيل، بما فيه شعره الذي لا يتبع أي من البحور والتفعيلات المعروفة في علم العروض والذي تنساب الموسيقى من مسامّ حروفه بكل عذوبة حرفا حرفا – هذه كلمة حق فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..
حنان درويش /
دكتوراه امتياز في الموسيقى من (Hochschule Für Musik Und Theater) أرقى معهد في ميونيخ ألمانيا
الأخت الكريمة حنان، تشرفت بمعرفتك من خلال كتاباتك الموسيقية البارعة والحاذقة (ولا ننسى هنا كتابات معلِّمنا القدير حي يقظان في هذا المضمار التي تفوق حتى كتابات المتخصصين والمتخصصات)؛
وأود هنا أن أضيف لمن لا يعرف مواهب الشاعر المبدع غياث المرزوق بأنه عازف من مستوى راق جدا على آلة القيثار الذي “يدوزنه” بأسلوبه الخاص على طريقة آلة الباندوريا
نعم عزيزتي لبنى، وأذكر أنا وأختي أننا سافرنا إلى أمستردام بعض الوقت وكم كانت مصادفة جميلة أننا التقينا بالأخ الرائع غياث المرزوق – عرفته من خلال أختي التي كانت طالبته في الدنمارك في علم اللسانيات.. كان بمعيّة صديقته الدانماركية وقررنا أن نقضي معظم الوقت سوية، وقد حصلنا على بطاقات لحضور مهرجان موسيقي شبه عالمي مفتوح لكل من يعزف على آلة موسيقية من اختياره.. وفي الطريق مررنا بمحل قيثارات وبدون تردد اقتنى غياث قيثارة إسبانية ثم دوزنها بطريقة غريبة لكن مدهشة ثم قرر الاشتراك في المهرجان رغم أنه أوجس خيفة في البدء.. جاء دوره فعزف بأسلوب الجاز الخاص به مقطوعات من أغنية (موعود) لعبد الحليم حافظ من أجمل ما يكون لم أسمعها بهذا الأسلوب من قبل.. وكم كانت المفاجأة أجمل في الأخير حين أُعلنت نتائج الاستفتاء باختيار غياث في المركز الأول – فلك أن تتصوري يا عزيزتي..
بوركت أخ جمال البدري أؤكد لك بأن رأيه ليس مهما من نظره المحدود إلى القصيدة كما أثبت مرارا ،
أخيرا تحياتي وتقديري لكل الأخوات والإخوة الذين ساهموا في الإفادة والتنوير وتعليقاتهم الألمعية تشهد على ذلك !!
شاهيناز الفراتيّ: شكرًا للكلام الجميل؛ حقًا إعجابي بعمل ما شعرًا أو نثرًا…لا يتأثر بالعواطف والمواقف والتعليقات بل القانون الحاكم عندي: الرؤية الساميّة للإبداع الأصيل…أضعه في ميزان الذوق والمنطق والعمق والأفق؛ فيصبح عندي الأثير…ولا أقع في ( مطبّ ) أنّ العمل الجيد يجب أنْ ينتمي إلى العصر الفلانيّ؛ وفق مقولة بعضهم ( مطرب الحيّ لا يطرب ) بل عندي مطرب الحيّ يطرب وزيادة.لهذا حبّي للإنتاج العربيّ ورجاله ونساءه مقدّم عندي على الأجنبيّ.نحن أمّة فينا إبداع ربانيّ…ومثلما أبدع الأجداد يبدع الأحفاد؛ والشاعر المرزوق من المبدعين الأحفاد وهناك آخرون أمثاله نقرأ لهم في القدس العربيّ وغير ها…فلماذا لا نشيد بالناجحين والمتمييزين والمبدعين؟