دياب يحذّر من نوايا خبيثة لهزّ الاستقرار منبّهاً من حرق أصابع من يلعب بالنار    

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- ” القدس العربي ” : في ظل الحملات السياسية المتبادلة بين السلطة والمعارضة ، التهب الشارع اللبناني المكوي بنار الدولار والغلاء مجدداً ولم ينتظر تخفيف إجراءات التعبئة العامة ، بل نزل المحتجون إلى الطرقات مجدداً مقفلين عدداً من الأوتوسترادات الرئيسية.وفيما كانت عاصمة الشمال طرابلس تشهد أكبر عملية كرّ وفرّ بين المتظاهرين والجيش اللبناني بعدما تمّ الإعلان عن وفاة الشاب فواز السمّان الذي أصيب نتيجة المواجهات ليل الاثنين الثلاثاء.وسُجّل في الساعات القليلة الماضية  أكثر من إعتداء على المصارف في شارع التل في طرابلس، ورشق المتظاهرون الجيش بالحجارة والمفرقعات وأحرقوا سيارتين لقوى الأمن الداخلي والشرطة القضائية ، قبل أن يستقدم الجيش تعزيزات وآليات مدرّعة من دون التمكّن من تفريق المحتجين بشكل حاسم على الرغم من استخدامه القنابل المسيلة للدموع وتمشيطه  كامل المنطقة .

وفيما كانت الأنظار مشدودة إلى طرابلس، نزل متظاهرون إلى وسط بيروت ونفّذوا أعمال شغب ضد بعض الممتلكات الخاصة وحاولوا تحطيم واجهات ” بنك عودة ” عند تقاطع الأشرفية المؤدي إلى الحمرا ، وحاولوا قطع جسر الرينغ، إلا أن فرقة مكافحة الشغب تدخّلت لمنعهم من هذه المحاولات، فيما كان المحتجون يردّدون شعارات ” مش سلمية مش سلمية هيدي ثورة شعبية “.

تزامناً ، جدّد رئيس الحكومة اللبنانية حسّان دياب التأكيد ” أن العبث بالاستقرار الأمني ممنوع، ويجب أن تكون هناك محاسبة لهؤلاء العابثين، والدولة لن تقف مكتوفة الأيدي “، ورأى أن ” ما حصل في بعض المناطق من اعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وما تخلّله من استهداف للجيش اللبناني والاعتداء على جنوده، يؤشّر إلى وجود نوايا خبيثة خلف الكواليس لهزّ الاستقرار الأمني، وهذا لعب بالنار، وسيحرق أصابع أولئك الذين يريدون الاستثمار بدماء الناس لمصالحهم “.

وقال دياب خلال جلسة مجلس الوزراء في السرايا الحكومية التي أقرّت 4 تدابير آنية لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة ” نحن اليوم أمام واقع جديد، واقع أن الأزمة المعيشية والاجتماعية تفاقمت بسرعة قياسية، وجزء منها بفعل فاعل، خصوصاً مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء إلى مستويات قياسية “.وأضاف: “النقاش في أسباب ارتفاع سعر الدولار لا يحتاج إلى كثير من الخبراء، هناك عوامل موضوعية، وهناك عوامل تجارية بخلفيات سياسية، وهناك قصور في المعالجة، عن قصد أو عن عجز، لكن النتيجة أن هذا الارتفاع تسبّب بزيادة الضغوط على اللبنانيين. لكن في مطلق الأحوال، فإنه من الطبيعي أن يخرج الناس إلى الشارع، وأن يفجّروا غضبهم مجدداً، كما فعلوا في انتفاضة 17 تشرين الأول/ أكتوبر، خصوصاً بعدما تبيّن لهم وجود محاولات سياسية لمنع الحكومة من فتح ملفات الفساد”.

وتابع ” نحن نتفهّم صرخة الناس ضد السياسات التي أوصلت البلد إلى هذا الواقع الاجتماعي والمعيشي والمالي والاقتصادي، ونتفهّم المطالب الشعبية بالإصرار على محاسبة الفاسدين الذين تسبّبوا بحالة الانهيار.نحن مع كل تعبير ديمقراطي، خصوصاً الذي يترجم وجع الناس، لكننا نرفض بشدة كل المحاولات الخبيثة لتشويه هذا التعبير بحرفه عن مساره عبر تحويله إلى حالة شغب تؤدي إلى الإساءة لهموم الناس ومطالبهم المحقة، وبالتالي الاستثمار السياسي في حالة الشغب لخدمة مطامع ومصالح وحسابات شخصية وسياسية”. 

وناشد رئيس الحكومة ” اللبنانيين الذين خرجوا ضد الفساد والفاسدين الذين تسبّبوا بهذه الأزمة الخانقة، أن يقطعوا الطريق على أي محاولة لخطف ثورتهم على الفساد لاستثمارها في السياسة “، مشيراً إلى ” أن الحكومة ماضية في تلبية مطالب اللبنانيين بمكافحة الفساد، ولن يردعها شيء عن الاستمرار في مواجهة هذا التحدي، وجدول أعمال الجلسة اليوم حافل ببنود ترتبط بشكل وثيق بتحقيق آمال اللبنانيين باستعادة الأموال المنهوبة، وكشف الفاسدين. أما في السياسة، فنحن لا شيء يثنينا عن مواصلة مسارنا، ولا شيء في السياسة يعنينا، لأن المتقلّبين من أهل السياسة يكابرون في مواجهة اللاشيء في الفساد، واللاشيء في المصالح، واللاشيء في الحسابات. اللاشيء هنا شهادة أفضل بكثير من أشياء ملطّخة لم تعد تستطيع المساحيق تنظيفها أو إخفاءها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية