“ديلي بيست”: بين سيد منشار ولاعب الكريكيت.. هل أصبح عمران المستفيد الأكبر من قضية خاشقجي؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن-“القدس العربي”:

  كتب المعلق بروس ريدل، الباحث في معهد بروكينغز والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية-“سي آي إيه” قائلا إن عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني سارع لدعم ولي العهد السعودي بعدما دمرت جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي سمعة المملكة العربية السعودية وحصل على مكافأة من ولي العهد السعودي. وقال ريدل إن الباكستان ظهرت كرابح من الشجب الدولي الذي تبع مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول بداية تشرين الأول ( اكتوبر)، فبمسارعته للوقوف إلى جانب الأمير محمد بن سلمان، المتهم بإصدار أمر بقتل الصحافي  المعروف بنقده للنظام السعودي وولي العهد، حصل خان على حزمة مساعدات سعودية بـ 6 مليارات دولار أمريكي والتي يحتاجها الاقتصاد الباكستاني بشكل ماس.

رئيس الوزراء الباكستاني سارع لدعم ولي العهد السعودي بعدما دمرت جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي سمعة المملكة العربية السعودية وحصل على مكافأة من ولي العهد السعودي.

ويقول ريدل إن هناك امور أخرى في الصفقة التي حصل عليها خان وهي منافع للجماعات الإرهابية التي تدعمها السعودية في الباكستان. وكان خان قد انتخب في آب (أغسطس) كسياسي شعبوي وعد بهز المشهد السياسي الباكستاني ومكافحة الفساد. وحظي كما يقول ريدل بدعم من من وكالة الاستخبارات القوية “أي أس أي” والي كانت مصممة على إبعاد حزب رئيس الوزراء السابق نواز شريف عن السلطة. ويقول ريدل إن خان كان ناقدا حادا للولايات المتحدة وداعما لحركة طالبان. وهو معروف كلاعب كريكيت دولي قاد فريق الباكستان للانتصار أكثر من شهرته كسياسي. ولكنه رجل على عجلة من أمره ، خاصة أنه ورث اقتصادا في أزمة. وسافر بعد انتخابه بمدة قصيرة إلى السعودية بحثا عن مساعدات. وكانت السعودية من أهم الداعمين للباكستان خلال العقود الماضية إلا أن الحملة التي تقودها الرياض في اليمن أدت لتوتر العلاقات بين البلدين. فقد تجاهل نواز شريف دعوات ولي العهد السعودي إرسال قوات باكستانية للمشاركة في حرب اليمن. وقام بتحويل الطلب إلى البرلمان الباكستاني الذي رفض بالإجماع الطلب مما اعتبر توبيخا للرياض وولي العهد. وبدون الدعم الباكستاني دخلت الحرب حالة من الجمود واصبحت مستنقعا مكلفا للسعوديين. وتكلف الرياض 50 مليار دولار على الأقل وأدت لكارثة إنسانية لم يشهد العالم لها مثيلا. ويضيف ريدل أن “لا” الباكستانية أرسلت رسالة أخرى للسعودية. فقد لمحت هذه ولعقود أنها لو أرادت الحصول على السلاح النووي فيمكنها الاستفادة من الترسانة النووية الباكستانية، خاصة إن إسلام أباد لديها أكبر مخزون في العالم. وفي حالة رفض الباكستان أرسال الجنود إلى اليمن فبالتأكيد لن تساعد الرياض على بناء ترسانة نووية. ويعلق الكاتب أن محمد بن سلمان المعروف بـ “م ب س” قد أثر على قوة الردع السعودية من خلال حربه المتهورة في اليمن. ولم يحصل خان على مساعدة في زيارته الأولى ولكنه عاد الأسبوع الماضي حيث أصبح ولي العهد رمزا متقلصا في ضوء ما حدث في إسطنبول. فمن مصلح يريد تغيير المملكة وتحويل اقتصادها وتنويعه أصبح الآن متهما بقتل صحافي في إسطنبول وخلق كارثة إنسانية في اليمن وسلسلة من الحماقات الدبلوماسية وقمع الناقدين له في الداخل. وقاطع رجال المال والأعمال مؤتمره الذي روج له بشكل واسع. وتغيرت التغطية الصحافية للسعودية وبشكل واسع. وحصل خان على صفقة أكبر من تلك التي حصل عليها في زيارته الأولى. ففي هذه حصل على دفعة مودعة في البنك بقيمة 3 مليارات دولار، في وقت انخفضت فيه احتياطات الباكستان إلى أربع أضعاف. ووافقت السعودية لتأجيل المستحقات على الباكستان من النفط السعودي وقيمتها 3 مليارات، لثلاثة أعوام. كما وطلبت الباكستان مساعدات من الإمارات العربية المتحدة. وقال وزير الخارجية الباكستاني أن لا شروط مع المساعدات. وعندما سئل عن كيفية حصول العقد أجاب أنه “ببركة النبي الشريف”.

من المثير للضحك أن يهز “السيد منشار” وهو اللقب الجديد لـ “م ب س” ضارب كرة الكريكيت

 وكان مصرا على عدم تغيير الموقف الباكستاني من اليمن، خاصة أن حزب خان من أشد الناقدين للحرب. وأكد أن الصفقة لا علاقة لها بالتحقيق الجنائي في نواز شريف. ومنذ توقيع العقد حذفت الباكستان من قائمة المنظمات الإرهابية ويتزعمهما حافظ سعيد، الذي دبر تفجيرات بومبي في الهند. وكان سعيد واحدا من الأصوات التي ضغطت باتجاه إرسال قوات لليمن. وهو على علاقة مع المخابرات الباكستانية. ورصدت الولايات المتحدة 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه. وباعترافه كان خان بحاجة ماسة للحصول على العقد ولعب أوراقه بحكمة. ويمكنه الحصول على دعم الصينيين والإيرانيين في الأسابيع المقبلة. وتعهدت الصين ببناء ممر يمر عبر الباكستان ويربط غرب الصين بدول الخليج والميناء الجديد في غاودار في خليج عمان. وقال خان إنه يريد التوسط بين السعودية وإيران لتخفيف التوتر في المنطقة وتخفيض العنف الطائفي بين السنة والشيعة. وتعيش في الباكستان أقلية شيعية كبيرة وهي بحاجة لتخفيف حروب الوكالة بين إيران والسعودية. وتحتاج الولايات المتحدة الباكستان للخروج من أفغانستان، خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى ترددا في مواصلة الحرب فيها. ووافق العام الماضي على البقاء ضد رغبته. ومنحت الباكستان ملجأ لطالبان منذ 17 عاما. ودربت المخابرات الباكستانية طالبان للقيام بعمليات عسكرية. وتواجه الباكستان مصاعب اقتصادية كبيرة وهي بحاجة لدعم من صندوق النقد الدولي. ولعب خان تداعيات قتل خاشقجي لصالحه. ومن الباكر الحديث عن خطة قوية لتحويل الباكستان لبلد مزدهر خال من الفساد. ويختم بالقول إنه من المثير للضحك أن يهز “السيد منشار” وهو اللقب الجديد لـ “م ب س” ضارب كرة الكريكيت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حليم ابو الروس - عمان:

    الباكستان دائماً ما يدفع لها ولكنها عند الحز واللز… باكستان تبقى باكستان… تأخذ الدعم وهذا وجة الضيف.
    دفعت السعودية ثمن البرنامج النووي الباكستاني بكاملة و عندما قال السعوديون هذه هي القنبلة الاسلامية قد اصبحت جاهزة هب نواز غاضباً… على رِسلِكمْ هذه لا قنبلة اسلامية ولا غراب البين… هذه قنبلة باكستانية لذا أرجوا أن لا يكون لكم آمالاً و أحلاماً بعيدة.

إشترك في قائمتنا البريدية