لندن- “القدس العربي”:
نشر موقع “ديلي بيست” الأمريكي تقريرا حصريا أشار فيه إلى الطريقة التي ساهم فيها متهم بانتهاك الأطفال ومستشار سابق لولي العهد في أبو ظبي، في دفع مستشار الرئيس الأمريكي للهجوم على قطر مقابل 100 ألف دولار أمريكي.
وقالت بيتسي وودرف كاتبة التقرير، إن رسائل إلكترونية تظهر أن جورج نادر والمستشار السابق للبيت الأبيض ستيف بانون كانا على علاقة قوية.
وبحسب الرسائل فقد استطاع نادر المتهم بالتحرش بالأطفال وحيازة أشرطة جنسية إباحية، ترتيب فرصة لبانون كي يتحدث في مركز أبحاث مهم بالعاصمة الأمريكية واشنطن مقابل مكافأة مالية عالية.
وتكشف الرسائل الإلكترونية بين المستثمر وجامع التبرعات للحزب الجمهوري إليوت برويدي، واللبناني – الأمريكي جورج نادر، تكشف عن العلاقة بينه والمستشار السابق للرئيس دونالد ترامب، في وقت ينتظر فيه نادر قرار المحكمة بشأن حيازته مواد إباحية لأطفال. بل وتظهر الرسائل الإلكترونية علاقة قوية بين نادر وبانون أكثر مما كشف عنها في الماضي. فقد تم الحديث عن مقابلة بين الرجلين عندما كان بانون مستشارا للبيت الأبيض، لكنهما ظلا على تواصل بعدما غادر بانون الحكومة. بل وساعد نادر المستشار السابق على المشاركة في مناقشة بمركز بحثي مقابل مكافأة مالية مجزية. فيما قال متحدث باسم بانون إن نادر لم يكن “مهما” في ترتيب الكلمة التي ألقاها بانون بتلك المناسبة.
وكان نادر محل اهتمام المحقق الخاص روبرت مولر الذي حقق معه ضمن تحقيقاته في التدخل الأجنبي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. ولكن مولر لم يكن الطرف الوحيد الذي اهتم بنادر، ففي 3 حزيران/ يونيو، اعتقل مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي أي) نادر في مطار “جي إف كينيدي” الدولي بنيويورك، ووجهت له تهمة حيازة مواد إباحية. وفي الشهر الماضي أضافت السلطات الفدرالية تهما إضافية تتعلق بممارسة الجنس مع الأطفال. وهو معتقل الآن ينتظر قرار المحكمة مع أنه نفى أي علاقة بالاتهامات.
وفي الوقت نفسه أثارت نشاطات صديق نادر، برويدي اهتمام السلطات الفدرالية. وأكد الموقع في تقرير نشره في نيسان/ أبريل، أن واحدا من المرتبطين به تحدث إلى مكتب التحقيقات الفدرالي عن تعاملاته التجارية.
وتعود الرسائل الإلكترونية بين نادر وبرويدي إلى الفترة ما بين أيلول/ سبتمبر، وتشرين الأول/ أكتوبر 2017، ولها علاقة بترتيبات مؤتمر في معهد هدسون عن قطر. وكان برويدي الباحث عن فرص عمل وعقود مع دولة الإمارات العربية المتحدة يقود حملة علاقات عامة تهدف إلى تقويض تأثير دولة قطر في واشنطن وبين قادة اليهود الأمريكيين. وكان برويدي ساخطا على نيك موزين، الموظف السابق في فريق السناتور تيد كروز. و
تم التعامل مع كروز بعلاقاته القوية مع القادة اليهود لكي يقوم باللوبي نيابة عن دولة قطر. وكانا يتعاملان مع نفس الدائرة من اليهود الجمهوريين المؤثرين، ولهذا نظر برويدي إلى موزين كخائن. فعلاقة قطر مع إيران بسبب تشاركهما في حقل للغاز الطبيعي طالما أغضبت الكثيرين من داخل المجتمع المؤيد لإسرائيل في أمريكا، كما أن الجماعات الموالية لإسرائيل لم تكن مرتاحة من قناة الجزيرة التي تملكها قطر. وكتب برويدي في رسالة تعود إلى 6 أيلول/ سبتمبر 2017 “أشعر بالتقيؤ” و”كم هو أحمق” وتساءل: “هل هذا الرجل كاره لليهود أم أبله” و”ماذا تفعل؟”.
وكانت السعودية والإمارات قد بدأتا قبل أشهر من الرسائل حملة لعزل قطر التي اتهمت بتمويل الإرهاب. ورد القطريون بحملة علاقات عامة ممولة جيدا لتقديم رؤيتهم وعدم إغضاب إدارة دونالد ترامب. وكانت علاقة موزين مع اليهود والتي حاول برويدي مواجهتها هدفا لجهود القطريين وتعزيز الدعم لهم. وكان من ضمن الجهود التي قام بها برويدي ضد قطر هي تنظيم مؤتمر بمعهد هدسون. وحدد موعد المؤتمر في تشرين الأول/ أكتوبر 2017 لكي يتم من خلاله الهجوم على دولة قطر. ولهذا قام برويدي في أيلول/ سبتمبر بالاتصال بنادر الذي يعرفه منذ تنصيب ترامب كرئيس. وفي 22 أيلول/ سبتمبر أرسل نادر رسالة إلكترونية يقترح فيها دعوة بانون. وكتب نادر: “آمل أن الأمور جيدة والتحضير للمؤتمر” و”أخبرني لو سمحت بالتطورات. وستيف (بانون) مهتم بالمشاركة”. وأرسل نادر الرسالة المشتركة بينه وبانون إلى برويدي. واقترح نادر عليه إرسال رسالة له”: “ابعث رسالة لتعلمه عن المؤتمر وماذا تريده أن يتحدث ومتى” و”يجب أن تعطيه الوقت الرئيسي وتطلب من شخص مناسب لكي يقدمه، أخبرني ماذا تخطط”.
وبعد يومين رد برويدي برسالة مثيرة إلى نادر، لكنها موجهة إلى بانون وافتتحها بعبارة “عزيزي ستيف” وبعد ذلك قدم فكرة المؤتمر و”أود استضافتك كي تلقي الكلمة الرئيسية”. وتضمنت الرسالة خطة أولية للمؤتمر. ويبدو أن برويدي كان يريد من نادر قراءة الرسالة والتأكد من مناسبتها قبل إرسالها إلى بانون الذي غادر البيت الأبيض في آب/ أغسطس 2017.
وفي 29 أيلول/ سبتمبر أرسل المنظمون مسودة بأسماء المشاركين ولم يكن فيها اسم بانون. وكتب نادر إلى برويدي: “يجب أن تضيف اسم ستيف بانون” و”هو مهم حتى ولم ترسل إليه الدعوة وأرسل إلي نسخة من البرنامج الكامل”.
وبعد أسبوعين كان اسم بانون في البرنامج. وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر، كتب برويدي: “لا أزال أعمل على الكثير من التفاصيل”. “وسنرسل له البرنامج عندما يكون جاهزا ولمعلوماتك فالمكافأة لبانون هي 100 ألف دولار”.
وبعد خمسة أيام، ظل برويدي يرسل لنادر معلومات عن مشاركة بانون. وأرسل له رسالة بعثها مباشرة إلى بانون: “أشعر بالبهجة لحضورك المؤتمر” و”طلب مني جورج إرسال بعض النقاط التي نود التركيز عليها”. وقال رجل مقرب من بانون إنه ونادر اقتربا أكثر بعد مغادرته البيت الأبيض. وكان نادر هو من اتصل معه للحديث في المؤتمر. إلا أن المتحدث باسم المستشار السابق قلل من دور نادر في ترتيب مشاركته، قائلا: ” كانت هذه واحدة من طلبات المشاركة التي وصلت إلى بانون”. وقال إن “معهد هدسون مركز محترم ولهذا قبل بانون الدعوة ولكي يكون مع السناتور كوتون والجنرال بترايوس. ولم يكن جورج نادر مهما. ولم يؤثر أو غيره على موقف بانون الشاجب لقطر وكونها تهديدا حقيقيا لإسرائيل ودولة تدعم الإخوان المسلمين وحماس وغيرها من جماعات الإرهاب الإسلامي”.
وعقد المؤتمر في موعده وشارك فيه الجنرال ديفيد بترايوس وزلماي خليل زاد، الذي أصبح لاحقا المبعوث الخاص للخارجية الأمريكية وممثلا لها في المحادثات مع حركة طالبان.
وحضر المؤتمر أيضا، ممثلون جمهوريون وديمقراطيون في الكونغرس والسناتور توم كوتون. وكانت مشاركة بانون هجومية ومدح الحصار على قطر. وقال: “أعتقد أن أهم شيء يحدث الآن هو في قطر، وما يحدث في قطر يشبه قليلا ما يحدث في كوريا الشمالية”.
ورفض محامي نادر التعليق على المناسبة، فيما تمسك معهد هدسون بما جاء في المؤتمر. وفي بيان منه قال: “عقد هدسون جلسات عدة ونشر تقارير كثيرة عن الشرق الأوسط بما فيها قطر وأثر الإخوان المسلمين الخبيث تحديدا”. و”نعتقد أن نقدنا وتحليلنا لقطر وإيران والإخوان المسلمين لا يزال قائما”.
وقال مصدر مقرب من هدسون إن مكافأة بانون هي نفس ما يقدم للمشاركين الآخرين. ومن المفارقة أن بانون تعرف على موزين عدو برويدي القديم، وناقش معه فكرة المشاركة في عمل. وبعد المؤتمر بشهرين بدأت الحياة تسير في مسار مختلف بالنسبة لنادر وبرويدي حيث تمت سرقة كمية ضخمة من الرسائل الإلكترونية والتي كانت بمثابة ذخيرة لتقارير وقصص صحافية تم الكشف من خلالها عن تعاملات الرجلين مع دول الخليج وخفايا عالم ترامب.
عندما يكون المال بيد المجرم الجاهل فعلى الدنيا السلام. و باعتقادي أن جورج نادر سيخرج منها كالشعرة من العجين بفضل المال الذي سيدفعه علاوة على أن بن زايد لن يتخلى عنه لأن الحكام الطغاة المجرمون بحاجة دائمة لأشخاص قذرين لمتابعة أعمالهم المشبوهة.. أنظروا مافعل المال حيث اشترى أبو منشار المجتمع الدولي بالمال لإسكاته عن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.. هذا هو الحال في هذا الزمن : إرتكب جريمة ثم إدفع المال الوفير للهروب من العقاب!!!
فعاقبه الله ولن يفلت من السجن ولن ينقده ابن سلمان او ابن زايد!