“ديلي بيست”: رهان ترامب على السعوديين خطير.. وولي العهد صنع أعداء كثيرين له

حجم الخط
1

لندن -” القدس العربي”-من إبراهيم درويش:

حذر بروس ريدل المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) من الرهان الذي يضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السعوديين. وقال ريدل بمقالة نشرها موقع “ديلي بيست” إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قام بتجريد جماعات المصالح داخل العائلة المالكة من قوتها وفي الوقت نفسه يقوم بعمل الكثير من الأعداء له. وأضاف أن إدارة ترامب قامت بربط الولايات المتحدة بولي العهد الطائش وعلى ما يبدو غافلة عن المخاطر التي تتزايد في كل يوم. وقال ريدل إن الابن المفضل للملك سلمان قد كسر الاجماع داخل العائلة ما سيقود لزعزعة استقرارالبلد تسوده سياسات قائمة على الغريزة المتقلبة. وأضاف أن عملية التطهر جارية وسجن للأمراء وإن في قصر فاخر ومصادرة أرصدة ووفاتين غامضتين.

وأشار الكاتب إلى تغريدة ترامب “لدي ثقة عظيمة بالملك سلمان وولي عهد السعودية” و “يعرفان ماذا يفعلان”. ومضى قائلا: “إن بعض من يعاملون بطريقة قاسية يحلبون البلاد منذ سنوات”. وكان الملك قد عزل وليا عهد هما الأمير مقرن بن عبد العزيز والأمير محمد بن نايف المقرب من الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب من أجل تعزيز منظور ابنه الأمير محمد. وكانت هذه خطوات غير مسبوقة في تاريخ السعودية. وقام نهاية الأسبوع بعزل قائد الحرس الوطني، الأمير متعب بن عبدالله وهي القوة التي تضم 100.000 جندي لحماية العائلة المالكة ومنشآت النفط. وكان متعب الابن المفضل للملك عبدالله وأحد المرشحين لولاية العهد في البلاد. وعين الملك ابنه ولي العهد المعروف في الغرب (م ب س) وتم اعتقال نحو 11 أميرا إضافة لعشرات المسؤولين الحاليين والسابقين. ومن بين هؤلاء رئيس مجموعة ابن لادن، بكر بن لادن ورئيس “المملكة القابضة” الأمير الوليد بن طلال. وتأتي عملية الاعتقالات بعد أخرى قام بها الأمير في أيلول /سبتمبر وشملت عددا من المفكرين والدعاة الإسلاميين.

 ظروف غامضة

ويقال إن الأمير عبد العزيز بن فهد قتل في ظروف غامضة. وكان من النقاد الأشداء لولي العهد. وحسب الشائعات فقد قتل عندما واجه عملية اعتقاله. وقتل آخر وهو منصور بن مقرن بحادث تحطم طائرة في منطقة عسير القريبة من اليمن. ويقول ريدل “كل هذا يقترح مؤامرات ولعبة على السلطة أبعد من السياسة السعودية العادية”. وعلق ريدل إن السعودية ظلت دولة بوليسية وملِكية مطلقة مع ملمح ديني. إلا أن السياسة داخل العائلة المالكة طالما حكمتها قوانين. فلو تم عزل أمير أو أمراء أساءوا التصرف كانوا يعتقلون بهدوء من دون إعلان من أجل إعادة تأهيله أو تأهيلهم. إلا أن عزل الأمير بن نايف رافقه الحديث عن تعاطي المخدرات وهو خاضع للإقامة الجبرية منذ ذلك الوقت. وفي الحملة الأخيرة تم نقل المعتقلين إلى بيت ضيافة وعزلوا عن العالم الخارجي.  وكان المكان فندقا حتى يوم السبت. ويقول ريدل: “ترى جماعات المصالح داخل العائلة أنها جردت من سلطتها وصادرت الدولة أملاكها التي تعاني من أزمة سيولة بسبب انخفاض أسعار النفط. وبهذه الطريقة يقوم الأمير بخلق الكثير من الأعداء له”. ومما أضاف إلى الدراما هو سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون على العاصمة الرياض حيث هددوا بجعل كل العاصمة هدفا لهم وربما قاموا باستهداف أبو ظبي في المرة المقبلة. وردا على هذا قام الطيران السعودي بضرب اليمن من دون رحمة.

كارثة إنسانية

ويعلق الكاتب أن الحملة التي تعتبر ختم ولي العهد في السياسة الخارجية الحازمة ووعد أن تكون “عاصفة الحزم” وتحولت إلى “مستنقع” أدت لأكبر كارثة إنسانية في العالم. وتكلف الحرب مليارات الدولارات لم يعد الاقتصاد السعودي قادرا على تحملها. ويعلق ريدل أن ترامب ومنذ زيارته السعودية في أيار /مايو دعم الأمير بن سلمان من كل قلبه. وبرغم التحفظات التي أبدتها المؤسسة العسكرية والخارجية إلا أنه قام بدعم الحملة التي قادتها الرياض ضد قطر بداية الصيف. وكان الحصار حتى الآن فشلًا وربما قاد لتدمير مجلس التعاون الخليحي. ويشير إلى أن الإدارة تحدثت عن صفقات بالمليارات مع الرياض ولكنها لم تتجاوز مرحلة النقاش “وهي مجرد تصريحات عن الاهتمام بالعقود، وبالضرورة أخبار مزيفة”.

ويريد ترامب من السعودية عرض اكتتاب أسهم من شركة النفط السعودية – أرامكو-في السوق المالي الأمريكي العام المقبل. ويشك الكثيرون بقيام السعودية بخطوة كهذه لأنها تقتضي الشفافية حول ماليتها. ويرى محللون أنها ستظل مغلقة باستثناء عدد من المستثمرين الصينيين. ولو وضع السعوديون أسهم الشركة فسيواجهون خطر مصادرة أموالها تحت قانون العدالة لرعاة الإرهاب الذي صوت ضده الرئيس باراك أوباما ودعمه ترامب عندما كان مرشحاً رئاسياً وكل السياسيين الأمريكيين في نيويورك. ويرى الكاتب أن الملك وابنه تبنيا سياسة طائفية بالمنطقة وشجعا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة وأعلنا أنهما في حرب ضد لبنان وحزب الله. ويتوقع الكاتب أن تنتهي المقامرة بانتصار جديدة للحزب وراعيته إيران. ويختم الكاتب بالقول: “منذ ستينيات القرن الماضي ظلت السعودية أكثر دولة مستقرة ولاعباً واضحاً في منطقة الشرق الأوسط. وبعيداً عن بعض التهديدات الإرهابية، التي استطاع محمد بن نايف محوها ظلت السعودية مكانا آمنا للسفر إليه والاستثمار فيه. وكل هذا مشكوك فيه الآن. فتقسيم العائلة المالكة يظل مدخلاً خطيراً ولن يساعد اعتقال المعارضين وربما قتلهم المستثمرين. كما أن إثارة العنف الطائفي سيغذي الاضطرابات، ويجعلها أكثر التهاباً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شفاء - كندا:

    تحالف مع الشيطان عدو الاسلام والمسلمين الذي سيسوقه الى المهلكة !
    وحسبنا الله ونعم الوكيل !

إشترك في قائمتنا البريدية