لندن- “القدس العربي”: احتجّت عائلة الزعيم التاريخي لجنوب إفريقيا، نيلسون مانديلا، على تشبيه دوقة ساسكس، زواجها من الأمير هاري بأنه تحرير يشبه تحرير مانديلا من سجن جزيرة روبن.
وهاجم حفيد مانديلا، ميغان ماركل لاعتبارها أن زواج فتاة من أصول إفريقية لأمير بريطاني أثار الفرحة مثل خروج مانديلا من السجن.
وجاءت تصريحات ماركل ضمن مقابلة مع مجلة “ذا كات” في نيويورك، وذكرت في المقابلة ما قاله جنوب إفريقي لها: “خرجنا للشوارع فرحا بنفس الطريقة عندما خرج مانديلا من السجن” إلا أن حفيد الزعيم المعروف بـ”ماديبا” زويلفيلي مانديلا عبّر لصحيفة “ميل أون لاين” عن دهشته من التعليقات، وقال إن الشعب الجنوب إفريقي خرج فرحا للشوارع ورقص فيها لأمر أكثر أهمية من زواجها لـ”أمير أبيض”.
وقال إن الاحتفال بخروج مانديلا كان للتخلص من 350 عاما من الاستعمار ونهاية 60 عاما من نظام التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، وعليه “لا يمكن المقارنة بين الأمرين”. وأضاف أن خروج جدّه من السجن الذي قضى فيه 27 عاما لا يمكن مقارنته “بزواج شخص ما”. وأضاف الحفيد أنه “دُهش” من تعليقات ميغان، التي قالت فيها إن أحد ممثلي فيلم “ليون كينغ” قام قبل ثلاثة سنوات بعمل المقارنة بين الزواج الملكي وخروج ماديبا من السجن.
وأشار حفيد مانديلا إلى ميغان بقوله: “كل يوم هناك أشخاص يريدون أن يكونوا مثل نيلسون مانديلا، إما بمقارنة أنفسهم به أو محاولة تقليده”. و”لكن قبل أن يعتبر الأشخاص أنفسهم مثل مانديلا، فعليهم النظر لما عمله، وأن يكونوا دعاة وأنصارا للعمل الذي دافع عنه نفسه”.
ونشرت المقابلة في يوم الثلاثاء بعنوان “ميغان مونتيكتو” أو “سكن ماركل في سانتا باربرا” وجاء في 6.409 كلمة وتذكرت فيه حوارا في لندن عام 2019 أثناء العرض الأول لفيلم ديزني الكلاسيكي. وقالت إن ممثلا من جنوب إفريقيا سحبها جانبا وقال لها: “أريدك أن تعرفي: عندما تزوجت من هذه العائلة، فرحنا في الشوارع بنفس الطريقة عندما خرج مانديلا من السجن”. لكن صحيفة “ميل” فهمت أن القصة أغضبت عائلة مانديلا.
وقال حفيد مانديلا وهو نائب عن المؤتمر القومي الإفريقي: “لا نزال نحمل كدمات الماضي. لكن الاحتفالات بمانديلا هي تعبير من غالبية السكان، وممارسة حق التصويت لأول مرة”. وقال إن مانديلا “دافع دائما عن حقوق الأقليات والأطفال المستضعفين في مجتمعنا”، و”تحدث دائما عن الأمم المستضعفة حول العالم في وقت صمت فيه الناس حول هذه القضايا”.
وأضاف: “نصيحتي لكل واحد هي ممارسة الحياة التي عاشها نيلسون مانديلا ودعم القضايا التي دعمها”. و”هذا امتحان كبير، فما قيمة رقص الناس في الشارع وهم يهتفون باسم الرئيس نيلسون مانديلا عندما يقفون على الخط المعارض لما دافع عنه”.
وقال إن الإفراج عن نيلسون مانديلا من السجن كان تتويجا لـ350 عاما من الكفاح دفعت أجيالٌ من شعبنا ثمنه ولا يمكن أبدا مقارنته بزواج أحد.
وأثارت تصريحات ميغان السخرية والنقد، وطالبها النقاد بأن “تلزم حدها” لأنها لم تظهر احتراما لتراث الزعيم التاريخي. وقالت الخبيرة في شؤون العائلة المالكة، أنجيلا ليفين: “إلى متى ستظل ميغان تصب كل التفاهات؟ فقد صبّت ما يكفي، وليس غريبا معرفة أن حفيد مانديلا غاضب من مقارنة زواجها بخروجه من السجن”.
وأقام الأمير هاري وميغان علاقة قوية مع عائلة مانديلا، حيث تبع خطوات والدته الأميرة ديانا. وفي 18 تموز/ يوليو الماضي، ألقى هاري خطابا في اليوم العالمي لنيلسون مانديلا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. والتقت عائلة هاري مع أرملة مانديلا، غارسا ميشيل في آخر يوم من الجولة التي قام بها مع عائلته في عام 2019.
والتقى هاري ميشيل عندما زار جنوب أفريقيا عام 2015. والتقى هاري وميغان مع حفيدة مانديلا، سامسوازي دميني- مانديلا في عام 2018، وذلك أثناء زيارة لمعرض عن مئوية مانديلا في ساوث بانك بلندن. وكان ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وديانا على علاقة بمانديلا والتقيا به في كيب تاون عام 1997. ورافق تشارلز مانديلا في جولة بمنطقة بريكستون، جنوب لندن عندما زار بريطانيا عام 1996. وزار مانديلا بيت عائلة ديانا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2002.
وردّ مستخدمو التواصل الاجتماعي في جنوب إفريقيا بغضب، وكتبوا “فوستيك” أو “اذهبي إلى جهنم” وهي شتيمة. وكتب مستخدم: “لا أحد فرح في شوارع جنوب إفريقيا عندما تزوجت ميغان. ومحاولتها التلميح أن الأمر كذلك مثلما خرج مانديلا من السجن، هو قلة احترام”. وزعم جنوب إفريقي آخر: “من جنوب إفريقيا، أعدك أنه لم يحتفل أحدا بزواجك في الشوارع مثلما فعلوا عند الإفراج عن نيلسون مانديلا وبسبب زواج في بلد أجنبي، نعم شاهدنا عبر التلفاز وفرحنا للزوجين”.
وقال ناقد: “مقارنة زواجك بالإفراج عن نيلسون مانديلا؟ ما هذا الكلام المتفاخر والمتغطرس”. وقال آخر: “غرورها ومقارنة نفسها الواهمة بمانديلا هو إهانة أخرى لجنوب إفريقيا”.
وأغضبت ميغان الجنوب إفريقيين عندما وصفت في بودكاست على سبوتيفاي، القصر الذي نزلت فيه وهي في الجولة مع هاري هناك بأنه “وحدة سكنية”. وقال جنوب إفريقي، هاوارد فيلدمان: “آسف ميغان، لا يحق لأحد الحديث عن البلد سوى سكانه، كان يجب على ميغان الابتعاد عن هذا”. وغضب سكان جنوب إفريقيا عندما تحدثت ميغان عن اندلاع نيران كادت أن تصيب ابنها أرتشي أثناء الجولة في البلد.
ولم يكن أرتشي البالغ من العمر 4 سنوات في الغرفة عندما خرج الدخان من مدفأة. ووصف خبراء العائلة المالكة مقابلة ميغان بالغريبة وغطرسة مثيرة للدهشة. ولم تخل مقابلتها من غمز ولمز للعائلة المالكة، حيث قالت ميغان إنه لو لم تخرج مع زوجها، لظلّا مشكلة لهيكيلة العائلة أو “الشركة” كما تعرف العائلة المالكة. وقال آخرون إن المقارنة مع مانديلا هي أمر جنوني يعطي صورة عن الشخص الذي يطلقها.