لندن- “القدس العربي”: بدأ غاري لينكر، المعلق الرياضي المعروف في شبكة “بي بي سي” تغطيته لافتتاح مونديال 2022 في قطر، بحديث طويل حول حقوق الإنسان والعمالة الوافدة ومعاملة المثليين، في وقت تجاهل هو ومَن معه من المعلقين في الدوحة، الافتتاح الرسمي وحرم هو و”بي بي سي” المشاهدين البريطانيين من متابعة حفل الافتتاح.
وظل لينكر يواصل التذكير مع فريق “بي بي سي” بقضية المثليين ومعاملتهم في قطر، مع أنه وقّع عقدا في الماضي مع قناة قطرية، وحصل منه كما تقول صحيفة “ديلي ميل” على 1.6 مليون جنيه إسترليني مقابل عمله معها في تحليل دوري أبطال أوروبا لأربعة أعوام.
وقال مايك كيغان في تقريره للصحيفة، إن لينكر حصل على 1.6 مليون جنيه إسترليني وهو يعمل مع قناة رياضية قطرية في الفترة ما بين 2009- 2013. واطّلعت الصحيفة على عقده مع القناة القطرية الذي احتوى على إقامة في فندق خمس نجوم، وسفر في الدرجة الأولى إن اقتضى الأمر. وأصر على عطلة لمدة أسبوع في شباط/ فبراير، كي يسافر في رحلته التقليدية إلى بربادوس.
وكشفت الوثائق التي وقّعها لينكر أو وكيله، جون هولمز، على التزام مهاجم المنتخب الإنكليزي السابق البالغ من العمر 61 عاما على عمل ما باستطاعته للترويج وتطوير وتوسيع تجارة الطرف الأول، أي القناة ومصالحها بشكل عام. وتقول مصادر مقربة من لينكر، إنه أوقف عقده بعدما اكتشف ما يجري في قطر.
ووقّع العقد بين قناة الجزيرة، قبل أن تصبح “بي إن سبورتس” وشركة لينكر ومقرها ديربي، والتي أغلقت عام 2016 بعد طلاق لينكر من دانييل باكس، حيث كان لينكر يقدم التغطية للدوري مرتين في الأسبوع أثناء المنافسات من استوديوهات الجزيرة في لندن.
وحصلت الصحيفة على رسائل إلكترونية متبادلة بين وكيله هولمز وممثلي الجزيرة تعود إلى تموز/ يوليو 2012، واقترح فيها هولمز إمكانية تمديد العقد لمدة خمسة أعوام مقابل 3.5 مليون جنيه إسترليني. وأضاف أن ثلاث سنوات إضافية ممكنة إذا أصبحت الجزيرة الجهة التي تبث مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز في الجولة القادمة من بيع حقوق البث، وربما تمت إضافة ذلك كـ”خيار متفق عليه”. وتم رفض العرض بسبب الأرقام الواردة فيه، والتي عنت أن لينكر سيحصل على 875.000 جنيه إسترليني في السنة، لدهشة القطريين. وانتقد المشاهدون لينكر الذي يتضمن عقده مع “بي بي سي” بندا يسمح له بالعمل في أي مكان، وذلك بسبب عدم بث افتتاحيات مباريات قطر.
وقال في مونولوجه الذي افتتح به البث: “من اتهامات الفساد في عملية تقديم العطاء، إلى معاملة العمال المهاجرين الذين بنوا الملاعب، حيث فقد الكثيرون حياتهم. المثلية ممنوعة وحقوق المرأة أيضا في مركز الاهتمام، عليكم التركيز على الرياضة كما قالت الفيفا، وسنفعل لعدة دقائق على الأقل”. وكشفت “بي بي سي” تلقيها 1435 شكوى، واعترفت أن الكثير من المشاهدين “عبّروا عن رفضهم لنقاش حقوق الإنسان في قطر أثناء تغطيتنا”.
وأثار موقف لينكر غضبا في الدوحة. وقال المصدر الذي نقلت عنه الصحيفة، إن اللاعب السابق أظهر “نفاقا” من خلال الوعظ الأخلاقي “عندما ملأت جيبه بالمال الكثير من البلد الذي ينتقده”. وأضاف القطريون: “إنها وقاحة لا تصدق، فقد وقّع العقد الأخير بعد فترة طويلة من منح كأس العالم، والغضب الذي أعقب ذلك”.
وانتقد حسن الذوادي، أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، المسؤولة عن تنظيم مباريات كأس العالم، انتقد تغطية “بي بي سي” ووصفها بـ”العنصرية جدا” واتهم لينكر بتجاهل محاولات التواصل مع المنظمين قبل انتقادهم.
وفي حديث مع “توك سبورت”، قال الذوادي: “لم يكلفوا أنفسهم عناء الاستماع إلى الطرف الآخر أو تقديم رؤية متوازنة على الأقل لكي نتمكن من المضي للإمام، وكانت هناك بالتأكيد أجندات تم تقديمها بوضوح ولا علاقة لها مطلقا بالرياضة”. وكتب لينكر على توتير: “هذه أخبار جديدة بالنسبة، فلم يطلب مني ولا وكيلي التعاون مع قطر 2022”. ورفضت “بي إن سبورتس” أو لينكر التعليق.