في وقت بلغت فيه أزمة كيليان مبابي مع باريس سان جيرمان ذروتها بسبب تمسك الدولي الفرنسي بموقفه في الاستمرار الى غاية نهاية عقده، ثم الرحيل حرا نحو الريال، وتمسك ادارة النادي الباريسي بمبدأ التمديد أو الرحيل، ظهرت الى السطح قضية جديدة تتعلق بالبرازيلي نيمار الذي يرغب البياسجي في التخلص منه عن طريق اقحامه في المفاوضات مع البارسا من أجل إتمام صفقة ضم عثمان ديمبيلي التي تقترب من التجسيد مقابل 50 مليون يورو، يضاف اليها اعارة نيمار الى برشلونة، وهو الأمر الذي يرفضه المدرب تشافي الذي يعتبر اللاعب غير مناسب لفريقه حاليا، خاصة وأنه لا يلقى الاهتمام من طرف الأندية الأوروبية الكبيرة ولا من طرف صندوق الاستثمار السعودي بسبب نزواته وراتبه المرتفع.
آخر الأخبار تشير الى تواجد عثمان ديمبيلي في باريس لإتمام صفقة انتقاله الى البياسجي، بالموازاة مع عقد اجتماع طارئ في برشلونة بين خوان لابورتا وتشافي لدراسة امكانية انتداب نيمار على سبيل الاعارة لخلافة الدولي الفرنسي، ما يسمح للبياسجي بالتخلص من نيمار وراتبه المرتفع، والحصول على مهاجم يمكنه تعويض رحيل كيليان مبابي الذي يبقى هاجسا يؤرق الادارة والجماهير، ويسمح للبارسا بالحصول على المهاجم الاضافي الذي يطالب به المدرب لاغلاق سوق الانتقالات للموسم الجديد، لكن الأمر يبدو معقدا لأن تشافي كان يريد ليو ميسي قبل رحيله الى انتر ميامي الأمريكي، وليس نيمار الذي لا يدخل مخططاته رغم مهاراته الفنية التي لا يشك فيها أحد.
البياسجي الذي جعل من استقطاب النجوم غايته عندما انتدب نيمار ومبابي وميسي وراموس، وجد نفسه اليوم في موقف لا يحسد عليه، يستدعي التخلص منهم لأسباب مختلفة، وكأنه اقرار ضمني بفشل سياسة الاستقطاب التي انتهجها، أو رغبة منه في تغيير سياسته والتوجه نحو بناء مشروع حول المدرب وليس اللاعبين، لذلك تم انتداب الاسباني لويس أنريكي الذي يكون وراء التوجه الجديد، ووراء صفقة ديمبيلي وفكرة اعارة نيمار أو حتى الاستغناء عنه كلياً، خاصة بعد أن تأكد عدم الاعتماد على مبابي الذي بنى عليه باريس سان جيرمان مشروعه قبل أن تحدث القطيعة التي اعتبرتها ادارة البياسجي خديعة خاصة عندما تيقنت بوجود اتفاق بين اللاعب والريال للالتحاق به صيف 2024 من دون أن يدفع الفريق الاسباني دولارا واحدا للبياسجي.
ديمبيلي في طريقه الى باريس حتى من دون اقحام نيمار في الصفقة كما يريده البياسجي، لكن يبقى كيليان مبابي معضلة كبيرة تؤرق الادارة والمدرب على حد سواء في ظل الانسداد الحاصل وصمت ادارة الريال رغم بداية تهاطل العروض من السعودية وتشلسي وليفربول بعد انتهاء المهلة التي منحتها ادارة البياسجي للاعبها نهاية الشهر الماضي لتحديد موقفه من التمديد أو الرحيل، بعدما أصبح الاستمرار الى غاية انتهاء العقد أمراً غير مقبول من طرف ادارة البياسجي التي عبرت عن رفضها الاستغناء عن أفضل لاعب في العالم من دون مقابل باتجاه فريق حدده اللاعب من قبل دون سواه وهو الريال، في حين كان بإمكان الفريق الباريسي الاستفادة من أموال أكبر لو يقبل مبابي الرحيل باتجاه من يدفع أكثر.
لا يوجد في الكرة أمر مستحيلا، خاصة وأن البارسا الذي انتدب ديمبيلي سنة 2017 لخلافة نيمار، يتوجه بعد ست سنوات نحو اعارة نيمار لتعويض ديمبيلي في سيناريو لم يكن متوقعا، لكنه يبقى واردا رغم رفض تشافي التحاق نيمار بمجموعته، مثلما يبقى قبول مبابي التمديد أو الرحيل ممكنا لأن المصلحة المتبادلة تقتضي ذلك، رغم الانسداد الكبير الذي بلغته علاقة كانت تبدو سمناً على عسل.
إعلامي جزائري